مناسبات

الزيارة الأربعينية الوجه الناصع للعراق

العراق كغيره من البلدان الأخرى، رُسمت لهئيته الخارجية صورة نمطية سلبية، وقدمت الى العالَم، على أنها هي الصورة الوحيدة عن أخلاق وقيم ابناء هذا البلد، ولهذا تعرف الصورة النمطية بأنها:” الحكم الصادر لوجود فكرة مسبقة سطحية لا يوجد فيها الكثير من المعلومات عن فئة أو أمر معين، فيقوم الفرد بتعميم الصفة على مجتمع بأكمله وليس بتخصيصها”.

فالأحداث السياسية، وتقلب مناخ الحكم في العراق ساعد على رسم صورة ذهنية ونمطية سلببة، لدى الشعوب العربية الأخرى، يوازي ذلك هجمية إعلامية عدائية لتشويه هذا البلد، فما قبل عام 2003، كان العراق في بعض وسائل الإعلام العربية دولة متقدمة؛ وشبعه عظيم..، فعلى سبيل المثال كان الإعلام السلطوي اليمني، في نظام علي عبد الله صالح يُشيد بالعراق وبإنجازاته الوهمية، لكن بعد سقوط الدكتانورية في العراق، تغيّر التوجه الإعلامي تجاه الشعب العراقي، فبعد أن كان هذا الشعب البوابة الشرقية للعرب، وانه جمجمة العرب..، أصبح شعب إرهابي، ويأوي الأجانب في بلده ..، ويتناسى الإعلام السلطوي أن ما وصل إليه العراق، من اختلالات أمنية وسياسية، إنما هو نتيجة السلطة الحاكمة، وليس الشعب. فما من شعب لا يريد الاستقرار لوطنه!

وبعد أن تنفس العراق الصعداء، جاءت زيارة الأربعين المليونية لتقدم الصورة الجلية والواضحة للعرب والعالم، عن أخلاق وثقافة هذا الشعب العريق. فكانت الوجه الحضاري الناصع لهذا البلد.

 

بعد أن تنفس العراق الصعداء، جاءت زيارة الأربعين المليونية لتقدم الصورة الجلية والواضحة للعرب والعالم، عن أخلاق وثقافة هذا الشعب العريق. فكانت الوجه الحضاري الناصع لهذا البلد

 

 

  • من رأى ليس كمن قد سمع

تلك هي الصورة المشينة التي رسمها الإعلام الحكومي عن الشعب العراقي في أذهان اليمنيين، فالرؤية الواقعية، تختلف اختلافا جذريا عن عما قد يسمع الإنسان، فيرسم من خلاله صورة مغايرة للواقع.

في أربعينية العام 2015، وفقنا الله لهذه الزيارة، وكان من بين الزائرين من هم على مذهب آخر، فبمجرد وصولنا الى مطار النجف الأشرف، بدأت تلك الصورة النمطية تنقشع عن أذهاننا، فأخلاق وطباع العراقيين، ليست تلك التي قدمتها وسائل الإعلام المغرضة.

فلأول مرة نرى ألآف المواكب تمتد بين مدينتي كربلاء والنجف، وتقديمها لمختلف الخدمات، كالأكل والشرب، وتهيئة المسكن للمنام..، حينها أدركنا أن للإعلام دور كبير في إظهار شعب على حقيقته الناصعة، أو تشوييه خلاف لواقعه المعاش.

 

  • زيارة الأربعين تظهر حقيقة العراق للعالم

الخدمات التي يقدمها الشعب العراقي للزوار خلال أيام زيارة الأربعين المليونية، أظهرت الجوهر الناصع عن المجتمع في العراق، وقدمت صورة جليّة عن هذا أخلاق وقيمه ومبادؤه.

الوكالات الإعلامية الكبرى في العالم، خصوصا في الدول العربية، تتجاهل مسيرة الأربعين المليونية، فلو أظهرتها لفشل للعالم لفشلت المخططات الدولية والإقليمية الكبرى التي تحاول النيل من هذا الشعب، ومن قيادته الدينية.

أما الإنتصار على الإرهاب الداعشي الوهابي، وتطوع الآلآف للقتال ذودا عن وطنهم، فهي حقيقة أخرى صدمت الكثير من العرب، بتمسك الشعب العراقي بقيادته الدينية، التي تمثل صمام أمان لهذا الشعب.

 

يعود العراق اليوم بولادة جديدة، فرغم ما يعانيه، فهو لم ينسَ اليمن وألآمه، ولم يترك لبنان وجرحه النازف في المرفأ، واستجاب لنداء السودان الإنساني نتيجة فيضان النيل

 

 

  • العراق يعود من جديد

كان للعراق مواقف ريادية سابقة، في كثير من القضايا العربية والإسلامية، لكن الطغاة حاولوا اقصاءه، بشتى الطرق والأساليب، فتارة يرسلون قوات أجنبية، وتارة أخرى يقيضون الإرهابيين، وعلميات التفخيخ والإنتحار..، لكن العراق يعود اليوم بولادة جديدة، فرغم ما يعانيه، فهو لم ينسَ اليمن وألآمه، ولم يترك لبنان وجرحه النازف في المرفأ، واستجاب لنداء السودان الإنساني نتيجة فيضان النيل.

وهذه هي زيارة الأربعين تعود كرائدة حضارية ناصعة عن الشعب العراق، فالكرم الذي يعتبر خصلة أخلاقية سامية، تؤسس لشتى أنواع التعاون الثقافي والأخلاقي، وهذا الكرم لم يقتصر أيام هذه الزيارة فقط.

فقد رأينا تكاتف أبناء المجتمع كيف يؤازر بعضه البعض الآخر في بداية انتشار جائحة كورونا، وما رافتها من حظر للتجوال، منع الأيدي العاملة، وذوي الدخل المحدود من مزاولة أعمالهم، مما جعل حياتهم، وحياة عوائلهم في خطر، إلا أن بقية الميسورين من أبناء المجتمع، لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فقد هرعوا إلى توزيع عشرات الآلآف من السلات الغذائية للعوائل المتعففة.

عن المؤلف

أبو طالب اليماني

اترك تعليقا