دعا سماحة المرجع المُدرّسي، الحوزات العلمية الى أن تكون لها فروع في كل بيت من بيوت المؤمنين في كل مكان، للمساعدة على حل المشاكل والازمات المتنوعة التي تواجهنا كل يوم.
وفي جانب من كلمة امام حشد غفير من علماء وطلبة الحوزات العلمية في كربلاء المقدسة، أوضح سماحته بأن الحوزات العلمية يجب ان تكون اكثر مصداقاً لمشكاة النور التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وأكد أن حل مشاكل الناس والمجتمع لن يتحقق إلا بالعودة الى هذه المشكاة.
وفي جانب من حديثه تطرق سماحته الى ميادين المواجهة والتحدي التي خاضها علماء الدين في مراحل تاريخية عدّة، ضحوا خلالها، وتعرضوا للاعتقال والنفي وشتى صنوف الأذى والتعذيب وحتى القتل، ولم ينسحبوا من الساحة، «لانهم كانوا يدافعون عن العقيدة والقيم السماوية، ولذا فان الحوزات العلمية التي كانت منتشرة في البلاد الاسلامية في اقصى ايران، مروراً بالعراق والخليج، وحتى جبل عامل، كانت مرابض للاسود التي دافعت بقوة عن الدين والعقيدة والكرامة الانسانية».
وفي هذا السياق دعا سماحته الى الالتفات لقواعد ثلاث تضمن بها الحوزات وطلبتها وعلماؤها وخطباؤها، نجاحها:
الاولى: الاعتماد على ما سطرته أقلام السلف الصالح من كتب ومؤلفات أجهدوا انفسهم لكتابتها في الفقه والاصول والتفسير وغيرها.
الثانية: التواصل والتفاعل المستمران مع القرآن الكريم وروايات أهل البيت، عليهم السلام، حتى تكون لدى طالب الحوزة ثقافة قرآنية ودينية متكاملة، تساعده على فهم المواد العلمية والتقدم في مسيرة طلبة العلوم الدينية، وهذا ما كان سائداً – يقول المرجع المدرسي – في الازمان السالفة، حيث كان طالب الحوزة يأتي من بيئة مشبعة بالقرآن الكريم و احاديث اهل البيت عليهم السلام، ولم تكن الاذهان مشغولة بما يشوبها اليوم من اهتمامات ومشاغل، مثل؛ الانترنت والقنوات الفضائية.
الثالثة: معرفة الواقع، وهو من اكثر الامور حساسية وأهمية، سواءً للخطباء ولطلاب العلم، وللحوزة العلمية على حد سواءٌ، والحاجة الى معرفة الواقع تزداد يوماً بعد آخر، الامر الذي يستدعي ان تبادر الحوزات العلمية الى فتح قنوات وفروع لها داخل البيوت وبين العوائل، وليبدأ كل واحد من عائلته وأفراد اسرته ومساعدتهم على التفقّه بالدين و أصول التربية السليمة للاطفال، وتعريف الناس بالاضرار البالغة بالابتعاد عن الاحكام الدينية وقيمها ومقاصدها.
وأضاف سماحته مخاطباً علماء الدين والخطباء: «…وهكذا عليكم أن تستمعوا إلى الناس لتعرفوا حاجاتهم العقائدية والأخلاقية؛ فتردوا شبهات أبالسة الأرض، وأن تستعدوا للخطاب بكل وسيلةٍ ممكنة، من التدبر في آياتٍ جديدة، بالإضافة إلى الآيات التي تدبرتم فيها سابقاً، وليكن كلُّ خطابٍ فيه الجديد من بصائر الوحي، وايضاً الإهتمام بالنصوص الشرعية، وروايات وكلمات النبي واهل البيت، عليهم السلام. وعليكم أن تتعرفوا على واقعِ مَن تتحدثون لهم، ونقاط ضعفهم الذي لابد أن يُجبر. وهكذا فإن الكلمة التي تصدر من القلب بإخلاص النية، ومع الدعاء، أن يجعل الله فيها التأثير، إنها كلمة تدخل في القلب بإذن الله تعالى.