الحياة لا تجري كما تشتهي الأنفس، فيومٌ لنا ويومٌ علينا، يومٌ هادئ وجميل ويوم عاصف مؤلم وصادم، فكيف يحمي الجسم والعقل نفسه من التعرض للخطر والهلاك أو الإنهيار، فلابد من وسيلة تردع عنا التأثيرات الغير محتملة للمشاعر وهنا يأتي دور الغضب، فكيف يحمي الغضب الجسم والعقل؟
الغضب مفيد للجسم، و يُعد وسيلة دفاعية ووحدة بناء ايجابية تساعد في اخراج الضغط عند التعرض لاساءات عاطفية او جسدية بدلا من كتمانها.
-
نتائج محتملة للغضب
فالإنسان عندما يتعرض لضغوطات خارجية ومواقف محرجة تعرضه للاحباط والخسارة أو موقف يستدعي الغضب فقد يمر بمراحل:
1 -اهدار الحق الذي تجاهله ولم يدافع عنه.
2– كتم وتراكم الطاقة السلبية، و رد الفعل والمشاعر، وربما تتحول الى اكتئاب وحالة صمت وانعزال وعدم الرغبة في خوض أي نقاش أو القيام بأي عمل.
او تخزن لوقت طويل مع مزيد من الصراع مع الأفكار وربما مواقف تضاف إليها فتكون الطاقة معرضة للانفجار بأي وقت، وقطعاً سيكون الوقت غير مناسب، كأن تنفجر الطاقة السلبية بالصراخ على شخص غير مسؤول عن المشكلة.
3– إن لم يظهر الغضب على هيئة عنف، فربما يكون داخليا من خلال أعراض مرضية، مثل؛ الصداع، والقرحة، والقولون العصبي.
اما في حالة زاد المؤثر، و زاد التوتر ولم يتم التعامل معه بالطريقة الصحيحة أو تفاديه هنا تحدث الجلطات.
فغضب الانسان يزداد بازدياد الخطر والأذى والصدمة فردة الفعل تصبح قوية، وعلى حسب الطبيعة المزاجية في تلك اللحظة للشخص فان كان مزاجه سيء فانفعاله يزداد.
[.. إن لم يظهر الغضب على هيئة عنف، فربما يكون داخليا من خلال أعراض مرضية، مثل؛ الصداع، والقرحة، والقولون العصبي ..]
-
كيف نحمي انفسنا من الغضب؟
اما كيفية التعامل مع الغضب لتفادي الاضرار العقلية والجسدية نتيجة الضغوطات المستمرة وايجاد الحلول الكفيلة بتحسين المزاح ومنها:
١– عدم التسرع باظهار رد فعل بكلام اوفعل غير محسوبة نتائجه، أو اتخاذ أي قرار مفاجئ ناتج من حماس او مشاعر مفرطة فتلك اللحظات التي تكون فيها مشاعر الانسان في قمتها سواء كانت لحظة فرح وسعادة، او لحظة حزن او غضب شديد فكل القرارات الناتجة في لحظتها هي مجرد شعور لحظي فأي وعود صادرة في وقتها فهي بلا معنى.
٢– عدم اللجوء الى العنف الجسدي او اللفظي فيجب ان يبقى هذا الاحتمال بعيد كل البعد للجوء إليه، فليس له أي فائدة تذكر بل يعود بالضرر على الغاضب وعلى من حوله وحتما سيندم عليه لاحقا، إلا في حالات نادرة تكون حالات مرض نفسي.
٣– توضيح بصراحة سبب الانزعاج فبدلا من كتم الأمر والتسبب ببعض الأمور التي لا تسر، مثلا أحدهم تقدم لمقابلة عمل وتم رفضه فاصابته صدمة وخاصة اذا تم رفضه مسبقا عدة مرات، فأصبح قليل الكلام ومتوتر وقلق نتيجة لكتمه حزنه وغضبه، وعندما يجتمع مع الآخرين ويتناقشون معه بشكل طبيعي فهم لا يعلمون عن وجود أمر يزعجه وقد يمزحون ويكن مزحهم نحوه، لم يعد يحتمل سينفجر بوجوههم هنا كلا الطرفين ضحية، وقد تسوء الأمور وتتعاقب.
ماذا لو إنه اخبرهم قبل أن يسوء الأمر ويصبح مضطرا للتبرير، وما بين احراجهم وبين قلقه، وموقفهم ايضا ليس أقل من موقفه سوءا، فالصراحة تبدد السحب وهي نقطة لا يليها مواقف وسوء فهم لا تحمد عقباها، فبصراحته ووضوحه قد يكونوا له عونا وسندا ويقاسمونه الآمه وقد يجدوا طريقة مناسبة لحل العقد.
[.. ممارسة الهوايات كالرسم وقراءة الكتب، والمشي والرياضة مفيدة
جدا
للتخلص من الطاقة السلبية ..]
٤ – عدم التشتت والغرق في مواقف سابقة محرجة وصادمة، فعند غضب الإنسان تتجمع في لحظة الغضب جميع المواقف السيئة التي حدثت مسبقا ويبدأ يندب حظه السيء، ويغرق في أوهام وخيالات لا تصطحبه لبر، فيجب التركيز على الموضوع الأهم في الوقت الحاضر فهو الموضوع الذي بحاجة للمعالجة.
٥ – ممارسة الهوايات كالرسم وقراءة الكتب، والمشي والرياضة جدا مفيدة للتخلص من الطاقة السلبية.
6 -التعبير عن الغضب بالكتابة، فالورق يمتص الألم ويهدئ النفس ويعمل على تصفية الذهن والراحة. بغض النظر عن كيفية التعامل مع الورق اذا تم تمزيقه حرقه او غيره.
فلنعبر عن غضبنا بطريقة حضارية نكسب بها مزيدا من القوة ولا نستهلكها، ولنحافظ على سلامة العقل والجسد، فهو جسراً ضيقاً نسير فيه بسلام رغم ضيقه.