الهدى – وكالات ..
بعد أكثر من 40 عامًا من الحروب المتواصلة، تواجه أفغانستان أزمة حادة بسبب مخلفات الحرب، حيث تنتشر الألغام والذخائر غير المنفجرة في الحقول والمدارس والطرق في مختلف أنحاء البلاد، و تشكل هذه المخلفات تهديدًا يوميًا لحياة المدنيين، وخاصة الأطفال.
ووفقًا لتقارير وكالات دولية، يُقتل طفل كل يومين في أفغانستان بسبب الألغام أو الذخائر غير المنفجرة، وتُعد ولاية غزنة، الواقعة شرق البلاد، واحدة من المناطق الأكثر تضررًا، حيث تحتوي على ألغام مضادة للدبابات زرعت خلال الفترة السوفياتية.
وهذه الألغام، التي تعود إلى عقود مضت، لا تزال نشطة وتشكل تهديدًا كبيرًا للسكان المحليين في المدن الافغانية.
ويؤكد نيك بوند، رئيس قسم الألغام في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، أن الوضع الحالي يجعل من المستحيل تحديد نسبة انتشار الألغام بدقة، مشيرا إلى أن الأطفال يشكلون 82 % من ضحايا الألغام، إما بوفاتهم أو بإصابتهم بجروح بالغة، وتعكس هذه الإحصاءات حجم المأساة الإنسانية التي تعاني منها البلاد.
ولا زالت جهود إزالة الألغام مستمرة، حيث يقوم خبراء في مجال إزالة الألغام، تابعون للأمم المتحدة، بحفر الأرض بحذر من حول الألغام وتفجيرها بأمان، ورغم هذه الجهود، يبقى التحدي كبيرًا بسبب العدد الهائل للألغام والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء أفغانستان.
ويواجه الأطفال في أفغانستان خطرًا مزدوجًا، ليس فقط بسبب الفقر والصراعات المستمرة، ولكن أيضًا بسبب هذه الألغام التي تتربص بهم في أماكن يفترض أن تكون آمنة مثل المدارس والطرقات، حيث تعيش العائلات في خوف دائم، حيث يمكن أن يتحول أي مكان إلى موقع لكارثة مفاجئة.
وتدعو المنظمات الإنسانية والدولية إلى تعزيز الجهود لإزالة الألغام وتقديم الدعم للضحايا، بما في ذلك الرعاية الصحية والمساعدات اللازمة للعائلات المتضررة، كما تحث المجتمع الدولي على تقديم المزيد من الموارد والمساعدات الفنية لمساعدة أفغانستان في مواجهة هذا التحدي الكبير.
ولا يعد العمل على إزالة الألغام خطوة نحو حماية حياة المدنيين فقط، بل هو أيضًا جزء أساسي من جهود إعادة بناء البلاد وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. ومع تزايد الوعي بالمشكلة، يأمل الكثيرون في أن تكون هناك حلول أكثر فعالية وتعاون دولي أكبر للقضاء على خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة في أفغانستان.