مناسبات

خطاب الطف في تعامل الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه

الحديث عن تعامل الحسين ع مع أهل بيته وأصحابه حديث عن بعض مواطن كشف نشاط شخصيته المميزة وتعامله مع من واكبه وشارك في نهضته الشريفة، أو تعامله مع من لم يواكبه ويشاركه عليه السلام، في تلكم الثورة المباركة، نشاطاً على مستوى التنظير(أقوال وأحاديث وخطابات) وعلى مستوى التجسيد المتمثل بطبيعة السلوك والتصرف المحسوس ضمن دائرة أحداث تلك الواقعة وانطلاقها.

ننطلق بوصيته المعروفة إلى أخيه محمد بن علي المعروف بابن الحنفية والتي ذكرها الخوارزمي في مقتله: “واني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة، جدي صلى الله عليه واله، رسول الله أريد أن أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد على هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين وهذه وصيتي يا أخي إليك وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب”.

📌خروجه عليه السلام، لم يكن للدين نفسه بمقدار ما خروجه لأحياء قيمة هذا الدين وغايته

نجد الإمام الحسين، عليه السلام، في هذه الوصية يتحدث عن سبب خروجه ولم يزل يزيد يمضي الكثير بمنصب الخلافة، علما أن الدين الإسلامي موجود كمفهوم مع وجود الكثير من الثوابت التي تدعمه، وهذا يفسر لنا طبيعة الانحراف الذي أراد الإمام الحسين عليه السلام، إصلاحه ودعوته التي هي أعم من أن نحددها بإصلاح الدين بعد تحريفه وتزييفه لاسيما في الحكم الأموي، وإن كان الأمر كذلك لكان الحسين عليه السلام،وجوده وعدم خروجه أهم من ذهابه إلى الكوفة ولتعامل مع الموقف بما يضمن نشر التعاليم الإسلامية، كما فعل أبيه علي ابن أبي طالب، عليه السلام، وغيره من الأئمة مع وجود الحكام الفاسدين.

 خروجه عليه السلام، لم يكن للدين نفسه بمقدار ما خروجه لأحياء قيمة هذا الدين وغايته فخروج الحسين عليه السلام، إلى العراق لا يفسر فقط الاختلاف مع أشخاص يجد أنهم ليس مؤهلين لقيادة الأمة، بل كان خروجه أيضا ليمثل قوة فكرية معارضه لقوة أخرى هيمنت على الامة أن ذاك وفرضت سيطرتها وتم التسليم لها.

 “النشاط البشري -كما يرى هيجل- بما في ذلك أعمال الرجال العظام ليس إلا مجرد وسيلة لتحقيق غاية ولكن ذلك كله ليس إلا دوراً جزئياً ثانوياً في إطار كلي عام، فليس موضوع التاريخ أفعال جزئيين، إنما موضوعه ذلك الصراع بين العوامل والقوى المتعارضة ووعي الروح بذاتها، بل تحقيق لذاتها من خلال هذا الصراع”.

 الأمر الذي يجعلنا نقف لنتساءل: لماذا الحسين عليه السلام، تصرف وبعث رسولاً إلى زهير بن اليقين يطلبه اللقاء على الرغم من أن زهير كان عثمانياً، كما تقول الروايات.

ويظهر اختلافه مع وجهة النظر مع الحسين، عليه السلام، وكما جاء في رواية الطبري عن أبي مخنف، قال أبو مخنف : حدثني السدي عن رجل من بني فزارة، لما كان زمن الحجاج بن يوسف كنا في دار الحارث بن أبي ربيعة مختبئين فيها، فقلت للفزاري: حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن علي، عليه لسلام، قال: كنا مع زهير بن القين البجلي، حين اقبلنا من مكة نساير الحسين، عليه السلام، فلم يكن شي ابغض إلينا من أن نسايره، فإذا سار الحسين تخلف زهير بن اليقين، وإذا نزل الحسين تقدم زهير، حتى نزلنا يؤمئذ في منزل لم نجد بُداً من أن ننازله فيه.(زَرُود).

فنزل الحسين، عليه السلام، في جانب ونزلنا في جانب فبينما نحن جلوس نتغدى من طعام لنا آذ اقبل رسول الحسين، حتى سلم ثم دخل فقال : يا زهير بن اليقين أن أبا عبد الله الحسين ابن علي، بعثني إليك لتأتيه. وقال ابن مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو، امرأة زهير ابن القين، قالت: فقلت له: أيبعث إليك أبن رسول الله ثم لا تأتيه، سبحان الله، لو أتيته فسمعت من كلامه، ثم انصرفت.

قالت: فاتاه زهير ابن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه.

قالت: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه، فقدم وحمل إلى الحسين، عليه السلام، ويظهر لنا من ذلك اللقاء، أن عدول زهير ابن اليقين وتغييره لرأيه وانضمامه لمعسكر الإمام الحسين، بلقاء لم يدم طويلا ما أن لبث أن جاء مستبشرا، مدى التوافق والتشابه، والاقتناع بالهدف أو الغاية التي يشترك بها كل من الطرفين، وما يهمهما وهي أسمى من أن لا يقف زهير مع الإمام الحسين لمجرد انه يختلف معه في المذهب ووجهات النظر.

 كان سبب انحراف زهير (رحمه الله) عن الحسين، حجاب في الرأي والفهم، ولم يكن هذا الحجاب من نوع الهوى، وفتن الحياة الدنيا، فلما تبين له الحق، واتضح له خطأه في الرأي والتقدير، لم يتردد لحظه واحدة في تغيير مسار حياته، فتوافق الرؤى بعد لقاء زهير مع الإمام الحسين أيضا أوضح مدى (الانحراف) الذي لا ينسجم مع الإطار العام للسلام ومع شرائع الأديان الأخرى، وهذا ما اتضح من كلام زهير ابن القين، عندما خاطبه عزره بن قيس وهو احد أفراد جيش ابن سعد يذكره بأنه ليس من شيعة هذا البيت يقصد انه كان عثمانيا، وكما انه معتقدا بأن الصراع هو صراع ديني مذهبي.

  فأجابه زهير: “فلما رأيته ذكرت به رسول الله، صلى الله عليه وآله، ومكانه منه وعرفت ما يقدم عليه عدوه (الانحراف ) وحزبكم، فرأيت أن انصره وان أكون في حزبه وان اجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله”.

 وهنا فضلا عما أوضحه من الانحراف وما قدم عليه العدو لمواجهة الإمام الحسين، عليه السلام، أوضح أن المعركة ليس بين حكام وطلاب سلطة أو مال بقدر ما هي بين أحزاب (..وحزبكم…وان أكون في حزبه).

 وكما نعرف أن لكل حزبٍ أهدافه وغايته، وهذا ما جعل زهير ينظم إلى هذا الحزب وهي الغاية التي نريد أن نصل إليها من خلال استعراضنا لطبيعة التحرك الذي مارسه الحسين، عليه السلام، في واقعة الطف الأليمة، كما أنه الأمر نفسه الذي جعل وهب النصراني من أن ينظم إلى معسكره لأنه، عليه السلام، تحدث بالخطوط العامة والحقوق التي تكفل كرامة الإنسانية وحفظها،” ويتضح ذلك جلياً مما جاء في الوثيقة، التي خطبها الإمام الحسين أمام أول كتيبة للجيش الأموي:

“يا أيها الناس أني سمعت رسول الله، قال: من رأى سلطانا جائرا، مستحلاً لحرم الله، ناكثا لعهده، مخالفا لسنة رسوله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله”.

وأيضا كما في قوله:  “ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن الفسق، ومثلي لا يبايع مثله  هنا يتحدث بالصيغة العامة وهي (حرم الله .عباد الله.. النفس المحترمة..)، يدخل ضمنها كل مذاهب بني الإنسان بغض النظر عن دينه وانتماءه، فهو الإمام الذي لا ينظر إلى عرق معين ولا يميل إلى جهة خاصة ومحسوبة بل ينظر إلى الناس كافة بعين الخالق فهو الإنسان الرباني الذي تخطى شي اسمه الإسلام، أو المسيحية، أو اليهودية وموقفه مع كل ما يقع تحت مفهوم الحق الذي بتحقيقه يحصل العدل الشامل للكل.

 من هنا كان جانب الرفض في الخطاب الحسيني، وهو رفض مدروس يهدف إلى الإصلاح في البنية الاجتماعية والسياسية والدينية، ويلتقي هذا الرفض مع هدف الإمام من خروجه وهو طلب الإصلاح في امة جده، ويطابق تماما المسار الذي رسمه الإمام الحسين لثورته ضد الظلم والانحراف، لذا نجد في خطابه طائفة من التراكيب عبر بها الإمام عن الرفض المطلق لكثير من التوجهات في الجانب السياسي والجانب الديني والاجتماعي.

 وهذا ما جعل الحر يعود بأدراجه ليطلب التوبة من الحسين عليه، لأنه رأى فيه الإمام الكريم، الرحيم، الناصح الذي تعامل بكل رقه و أحسان ورحمه يسقيه تارة وينصحه تارة أخرى، وهذا ما جعل الحر يقف أمام شخصية لا تتعامل مع الآخرين على أساس الانتماء ولم تجازي على أساس الموقف المقدم لها و بدل أن يأخذ موقف من الحر الرياحي وهو قادما إليه بألف فارس ليجعع به وينزله بالعراء على غير ماء وغير حصن نجده عليه السلام.

 يذكر البلارذي في كتابه: “وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر ابن يزيد حتى وقف الحر وخيله مقابل الحسين وذلك في حر الظهيرة، فقال الحسين لفتيانه: أسقوا القوم و أرووهم ورشفوا الخيل ترشيفاء ففعلوا”.

كما نجده، عليه السلام، يخير الحر بن يزيد في أن يصلي بصلاته، أو يصلي بأصحابه ويصلي الإمام بأصحابه، وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على أدب اللقاء وشموليته بما يضمن مصلحة الطرفين والأخذ بالاعتبار موضع حرج الطرف الأخر(لا استطيع فان الرجل عين علي) بالاستجابة له بعيداً عن المنازلة وسفك الدماء، الأمر الذي جعله يلتفت الى الحر فيقول له سر بنا حتى نزلوا بالمكان المعروف وهو ارض كربلاء ارض المعركة. “فهل يستطيع أحد والحالة هذه على مقابلته ومحاربته لولا غلبة الهوى والتناهي في الطغيان وضعف النفوس ولذلك كان الجمع الكثير يتسلل إذا وصل كربلاء ولم يبقى آلا القليل”.

📌 كان جانب الرفض في الخطاب الحسيني، رفضاً مدروساً يهدف إلى الإصلاح في البنية الاجتماعية والسياسية والدينية

وكل هذه الأفعال لا تكشف لنا عن جوهر هذه الشخصية المثالية فحسب بل ما يحاول أحيائه في أمه مات فيها صوت الحق واندثرت بغطاء الجهل وغرقت بشهوات النفس فهي أمه بحاجه إلى من يزيل عنها كل هذا الاندثار وليعيد لها روحها وجوهرها الإنساني، وان كان تعامل الحسين جعل من عدوا صديقا فكيف بأصحابه وهم يحفون به ويرونه ويسمعونه وهو يمثل أمامهم “من أعظم المواقف الإنسانية في معركة الطف.

 ومما يمثل هذا الجانب الخطاب الذي ألقاه الإمام على أصحابة وأهل بيته قبل المعركة وأخبرهم فيه أن القوم لا يطلبون غيره، ومن أراد منهم أن ينجو بنفسه فليتخذ الليل جملا وهو في حل من أمره وليس عليه ذمام، أي لم يلزم احد في البقاء معه أو الذهاب عنه وترك الأمر تحقيقا منه لتحريك الإرادة والقبول الذاتي الذي يأتي فوق التكليف الشرعي بمعنى انه، عليه السلام، لو كان تركه فيه إشكال لما طرح على أصحابه وخيرهم بالذهاب عنه فهو عليه السلام، أعطاهم الحق بالذهاب في معركة يعلم انه مقتول فيها وهذا جزء من التعامل الذكي الذي جعل كل فرد من أفراد جيشه (أصحابه)، يعي خطورة ذلك الانحراف الذي هو ابعد من أن يكون انحرافا في الدين فجعلهم جزء لا يتجزأ من طبيعة خطاب تلك الواقعة، سوا أكان ذلك في الأقوال أو في الأفعال الأمر الذي جعله يقول: “فإني لا اعلم أصحاباً أولى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزآكم الله عني جميعاً”.

كما انه، عليه السلام، أعطى لهم مكانتهم وأثبت لهم وجودهم بذلك التخيير فلم يلغِ هويتهم ويهمشها في معركة غير متوازنة يعلم بنتيجتها، لذا نجد الحقوق محفوظة بتصرف هذا القائد الذكي بتقديمه لأصحابه الواحد تلو الأخر، وكذلك أهل بيته ما يفسر لنا أنصافه لهم سوى بتعريفهم لأنفسهم أو بسماحه لهم بدعوة القوم إلى الحق أو ببيان مكانتهم ووصف خُلقهم وخَلقهم، بل تعامل مع أدق موقف وما لا يحسب له وهو موقف جون مولى أبي ذر الغفاري الذي التحق معهم لطلب العافية في كل رقة وخصوصية ومكانة ليخبره بأن له الحق في الذهاب: “يا جون أنت في أذن مني، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا”.

 حتى انه وقف عليه الإمام، كما يقول محمد بن أبي طالب وقال: “اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وال محمد”، وهذا ما يجعل للكل كيانه وشخصه ومكانته فهو،عليه السلام، لم يفرق بين هذا الصاحب الشهيد وبين ابنه علي الأكبر في دعائه له واهتمامه به، ووقوفه عليه عند استشهاده.

 ثم انه عليه السلام، مع حفظ مكانته الدينية وقف أمام هذا المشروع كجندي من جنوده لخطورة وحجم الانحراف، ولبيان مكانة أصحابه وأهل بيته ودورهم في أحياء جوهر البشر ورقيهم، وحفظ كرامتهم الأمر الذي جعله يخاطب أخاه العباس، عليه السلام: “أركب أنت بنفسي يا أبا الفضل”، وهذا معناه انه، عليه السلام، يرى أبا الفضل العباس الجندي الذي يستحق ان يفدي نفسه من اجله لما لهذا البطل من شأن وموقع مكافحة وبيان  حجم هذا الانحراف الخطر والقاسي، والذي أبانه الإمام الحسين، عليه السلام، من خلال استشهاد ولده عبد الله الرضيع، الذي كان بمثابة رسالة لكشف مدى قسوة وابتعاد الامة عن جوهرها وأصل وجودها في قتلها لطفل وقطع رأسه فضلا عن حرمانه شرب الماء.

 فتعامل الإمام الحسين مع أصحابه وأهل بيته تعامل جوهري يبحث في المشتركات العامة والخاصة من غير تهميش أو تركيز لأنه يجد “لابد من هزة قوية عنيفة لضمير الأمة  تعيد أليها وعيها، وأرادتها، وقيمها، وتشعرها بعمق الكارثة التي حلت بها، وتبعث الندم في نفوسهم، حتى لو لم تكن هذه الهزة تنفع هذا الجيل، فقد كانت تعتبر ضرورة من ضرورات المرحلة لإنقاذ الجيل الذي يأتي من بعد هذا الجيل، لئلا يسري أليه هذا الانحطاط الحضاري الذي لزم هذا الجيل”.


  • المصادر:

(1) مير علي، السيد، تاريخ العرب، ترجمة رياض رأفت، مصر، 1938م.

 (2) العاملي، السيد محسن الأمين، لواعج الإشجان في مقتل الحسين (ع)، تحقيق حسن الأمين، دار الأمير، ط1، بيروت- لبنان، 196م. 

(3) ياسر، طالب، الحسين بن علي (ع) والنظام السياسي في الإسلام بين البستمولوجيا والمثال، دار ومكتبة البصائر، بيروت- لبنان، 2010م-1431هـ.

(4) الأمين، السيد محسن،أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، ج7، دار التعارف للمطبوعات، بيروت- لبنان، 1430هـ-1983م.

(5) القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين ابن علي (ع)،ج3، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، ط2، كربلاء، 149ه- 008م.

(6) الاصفي، محمد مهدي، في رحاب الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء، مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) مطبعة ليلى، ط1، 147ه.

(7) القز ويني، عبد الكريم، الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (ع) قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، ط7، كربلاء، 1432هـ- 2011م.

 (8) الياسري، عبد الكاظم محسن، الخطاب الحسيني في معركة الطف، قسم الشؤون الفكرية والثقافية، ط1،كربلاء، 1430ه-2009م،

(9) البلارذي،أنساب الأشراف، pdf-www.almostafa.com.

 (10) المقرم، عبد الرزاق، مقتل الحسين (ع) مطبعة غدير، ط1، النشر ال علي، 1424هـ ق- 1382هـ ش.

 (11) السماوي، محمد بن طاهر، أبصار العين في أنصار الحسين (ع)، تحقيق محمد جعفر الطبرسي، حرس الثورة الإسلامية، ط1، 1377هـ.ش-1419هـ.ق.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا