الحديث عن كفايات التدريس هو حديث عن الكفايات اللازمة للمعلم والتي يقوم بتوظيفها في إتمام عملية التعليم والتعلم، وبالنظر الى واقعنا التربوي لاسيما من جهة شخصية المعلم والمدرس، نجد هنالك الكثير من نقاط الضعف التي تمس شخصيته التدريسية لاسيما من جانب الإعداد والتدريب.
وهذا ما يجعلنا امام مشكلة حقيقية تتطلب العمل الجاد من اجل تجاوزها ونحن اليوم في زمن التقدم المعرفي، وهنا لا نبخس دور التربية قسم الإعداد والتدريب وعلى ما يقدمه من خدمات تطويرية يقدمها بشكل دورات تعليمية مستمرة لتدريب المعلمين.
وهذا ما نجده بين هنا وهناك تُفتح دورات تدريبية خاصة بكل مادة من المواد التعليمية التي تقدم الى المتعلمين في كل مرحلة من المراحل الدراسية، وهذا لا إشكال فيه من ناحية تمكين المعلم من مادته التعليمة، والإشكال هنا هو كيفية تمكينه من توصيل هذه المادة التعليمية الى المتعلمين، وهذا يتطلب توفر مجموعة من الكفايات التي يجب أن يتسم بها المعلم بشكل عام، مما يجعلنا امام مسؤولية في تقديم ما يسهم في بناء شخصية المعلم التدريسية، وقبل ان نقف على مجمل هذه الكفايات لابد ان نعرف ما لمقصود بالكفايات التدريسية أو كفايات المعلم.
📌 الكفاية تعرف بأنها: امتلاك المعلومات والمهارات والاتجاهات والقدرة على انجاز العمل بدقة وإتقان
الكفاية تعرف بأنها : امتلاك المعلومات والمهارات والاتجاهات والقدرة على انجاز العمل بدقة وإتقان.
أو أنها المقدرة على عمل شي بكفاءة وفعالية ومستوى معين، أو هي مختلف أشكال الأداء من اتجاهات ومعارف ومهارات التي تمثل الحد الأدنى لتحقيق الأهداف المعرفية والوجدانية والنفس حركية والتي تظهر في أداء المعلم في المواقف التعليمية.
ومن خلال العرض السابق لتعريف الكفاية نجد ان التعريفات أجمعت على أن الكفاية تمثل القدرة على أداء العمل، أو المهارة، أو المهمه، وكذلك تمثل مستوى الانجاز في أداء المهمه، وأيضا تمثل امتلاك المعارف والمفاهيم والمعلومات التي تؤدي الى الدقة في أداء العمل.
وبالنظر الى دور المعلم في العملية التعليمية بشكل عام وبالتدريس بشكل خاص لابد له من كفايات تمثل له إعداد لهذه المهمة الجسيمة والتي من شانها أن تنمي شخصيته بالاتجاه الذي يحقق أهداف التربية والتعليم في المتعلمين.
- مكونات الكفاية التدريسية
- الكفايات المعرفية: وتمثل تلك الكفايات في المعلومات والحقائق والعمليات المعرفية والمهارات الفكرية اللازمة للمعلم في بيئة التعليم، لتفسير وتوضيح كيفية أداء المهام التي يتطلبها التعليم، ويمكن قياسها من خلال الاختبارات، وامتلاك المعلم للكفايات المعرفية، يعني انه يمتلك المعرفة اللازمة لممارسة التدريس في بيئة التعليم، دون ان يكون هناك مؤشرا على انه يمتلك القدرة على الأداء.
- الكفايات الأدائية: وتشير الى الكفاية كسلوك ويعني؛ القدرة على عمل مهمة ما محددة وقابلة للقياس في ضوء معايير متفق عليها، وتشمل المهارات النفس حركية التي تساعد على ممارسة وتطبيق التعليم، ويمكن قياسها من خلال بطاقة الملاحظة.
- الكفايات الانفعالية: ويشمل هذا المكون من مكونات الكفاية على جملة الاتجاهات والقيم والمبادئ الأخلاقية والميول والاستعدادات والمواقف الايجابية التي تتصل بمنظومة التعليم وتستخدم مقاييس الاتجاهات لقياس هذا النوع من الكفايات.
- مصادر اشتقاق الكفايات
بشكل عام تنحصر مصادر اشتقاق الكفايات فيما يلي:
- الاحتياج الشخصي: من خلال سؤال العينة المستهدفة مثل المعلمين أو الخريجين عن أمور شعروا بالحاجة إليها ومن ثم دراستها في البرنامج المقترح.
- حاجات الميدان: في ضوء طبيعة الميدان وحاجاته يرى الخبراء حاجة إعداد الفرد الذي سيعمل فيه، وهذا يتطلب تزويده بكفايات معينة يمكن تحديدها.
- الطريقة النظرية: وهنا يتم الاعتماد على نظرية تربية معينة في اشتقاق الكفايات الواجب توافرها لدى الفرد للقيام بأدواره ومهامه المتوقعة والتي تحددها النظرية.
- القوائم الجاهزة: وهي قوائم نتجت عن محاولات علمية في الميدان سواء كانت محاولات فردية أم جماعية كمؤسسة تربوية ما.
- تحليل المناهج الدراسية.
- أراء الخبراء والمختصين من أساتذة الجامعات والموجهين والمعلمين .
- رصد الأداء النموذجي للإفراد؛ أي ملاحظة أداء الأفراد إثناء قيامهم بمهام بحيث يتم رصد السلوك النموذجي له في ضوء تحليل هذه السلوكيات ثم تحديد الكفايات.
- تحليل المهام والأدوار التي ينبغي على المعلم القيام بها وترجمتها في صورة كفايات، وكذلك تحليل مهارات التدريس عن طريق حصر الأنشطة التدريسية ووصفها في صورة أساسيات تترجم الكفايات.
وبالنظر الى مهنة التعليم نجد أن أهم ما يحتاج اليه المعلم من كفايات التدريسية تتلخص في كفايته في تخطيط التدريس وتنفيذه وكفايته في التمكن من المادة العلمية، وكذلك كفايته في العلاقات الإنسانية، ومن ذلك على كل معلم يجب أن يضع نفسه موضع التساؤل ليكتشف الحاجات التي يحتاجها لبحث عن إتمام كفايته بالتعليم.
📌 بالنظر الى مهنة التعليم نجد أن أهم ما يحتاج اليه المعلم من كفايات التدريسية تتلخص في كفايته في تخطيط التدريس وتنفيذه وكفايته في التمكن من المادة العلمية
وهذا لا يقع على المعلم نفسه فقط، بل على المؤسسة التعليمية أن تعيد النظر في برنامج إعداد المعلمين لتمكينهم قبل انخراطهم في مهنة التعليم من إتقان الكفايات، ومن ذلك يعد موضوع الكفايات التدريسية موضوعا مهما، يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار من أجل إعداد وتقديم المعلم الناجح الذي تعتمد عليه التربية في تحقيق نجاحها من خلال تحقيق الأهداف التعليمية المرسومة.
- المصادر
- التميمي، عواد جاسم محمد، طرائق التدريس العامة ” المألوف والمستحدث” ، دار الحوراء ، بغداد ، العراق، 2010
- علي، هيثم عاطف حسن، تنمية الكفايات الالكترونية للمعلمين في عصر تكنولوجيا المعلومات،الوراق للنشر والتوزيع، عمان- الأردن، 2015.