قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ}.
للكلمة قوة لا يُستهان بها سواء كانت سيئة او طيبة، فلها تأثير فاعل وكبير على المتكلم والمستعمين في الحالتين.
فبطبيعة الحال إن النفس تميل الى الشخص السمح اللين، وإن الكلمة الطيبة هي فرع من فروع شجرة الاخلاق، والخلق الحسن وهي مفتاح الحب والابتهاج والتفاؤل، على عكس ما نجده في الجانب الآخر فإن الكلمة الجارحة أحد من السيف، وإنها تنفذ الى اعماق القلب والروح تلحق أذى مدمر لدى الفرد المستمع.
وإن البعض يستلذ بالحديث عن غيره، والبحث عن مساوءه وتجريده من الإيجابيات، فما الذي يحصده الانسان من الحفر في ماضي او شخصية أو طباع فرد، كلنا من آدم وآدم من روح تتألم وتغضب وتشعر بشتى المشاعر السلبية والإيجابية، فلِمَ لا نتعامل مع غيرنا بما نُحب أن نُعَامَل به،
فبما إن الإنسان كتلة من المشاعر فبعضهم يتأثر بالقليل، وأنت لا تعلم ما الشخصية التي تتحدث عنها أو معها هل هي شخصية قوية أم ضعيفة؟
هل هي في حالة انهيار؟
نعم انهيار فأنت لا تعلم ما خفايا الإنسان؟
مالذي يعانيه وما نقاط ضعفه، ربما كلمة تجعله يفقد الثقة، ويصبح إنسان بائس بشكل مضاعف رغم بأسه، فيتخلى عن أحلامه حينا، وحينا يصاحب العزلة ولا يؤانس وحشته كلمات ربيعية، وهذا ما حدث فعلا بسبب كلمة جارحة اكثر من شخص ترك الدراسة ولم يجرؤ على العودة مجددا، وطالب آخر اختار المعاناة والدراسة بدون النظارات الطبية لمجرد انه حين ارتدائها في اول مرة واجه كلمات مسيئة، وهكذا هذا الضرر يحبط الفرد ويقعده ملازم صدى الاصوات الجارحة.
فطاقات الناس للتحمل مختلفة فأنت لا تعلم ما الأزمات التي مرَ بها وقاومها، وكم عانى ليتغلب على بعض الأمور المسببة مشكلة وعائقا في حياته.!
فربما (س) من الناس تهدمه كلمة وتحطم مستقبله ولا يستطيع النهوض مجددا على مدى العمر، وربما (ج) من الناس لا تؤثر به أبشع الأفعال.
فمهنتي كمدرس او طبيب او كاتب او صحفي او غيره تتطلب مني أولا أن اكن انسان قبل كل شيء افهم واشعر بالآخر كونه إنسان قبل كل شيء.
فكوني مدرس لا يتطلب مني ان اهين او اقتل الروح الانسانية في الطالب، فإن المحبة وروح التعاون لا يقلل من شأنك بل يرفع من شأنك ويغذيك السمو الإنساني.
والسماء والأرض تشهد على قولك الجميل الثابت كجذور في الأرض وفروع في السماء ما أجملها من شجرة!. والقدر يبارك قولك وفعلك ويؤتي بثماره ولو بعد حين.
-
تأثير الكلمة الطيبة
1– “الكلمة الطيبة صدقة”، قالها النبي الأكرم، صلى الله عليه وآله، فهي تحقق المودة والألفة بين الناس، وتحول العدو الى صديق وتبدّد سوء الفهم بين المتخاصمين.
2– تعزز الثقة والاحترام المتبادل وتقوي الروابط الاجتماعية بين الناس فبدل من ان تجعلني الكلمة السيئة ملازم العزله، فالطيبة تحبب لي الناس وتجعلني على تواصل معهم واشاركهم السراء والضراء واقدم المساعدة فيما استطيع. وهذا حب الخير والتعاون كان نتيجة الكلام الطيب والخلق الحسن.
3– ما تزرعه من ود يقوي جذر التحمل لدى الفرد ويجعله قادر على مواجهة الكلمات المؤذية وبالتالي على مواجهة المواقف الصعبة. ويجعله ثابتا مستقرا في الازمات ليس ضالا.
4– للكلمة الطيبة تأثير ليس فقط على مستمعيها او من وجهت له، بل لقائلها ايضا…فالامام علي” عليه السلام” يقول:- “من لان عوده كثرت اغصانه“.وهذا ما اشارت إليه الآية الكريمة في المقدمة.
فان ما تقدمه من حب يعود إليك.
5– تساعد في اسداء النصح بشكل سليم يتقبله ويأخذ به المقابل على اتم وجه.
بدل من النصح باسلوب خشن تؤدي الى العناد والتزمت.
6– لها تأثيرعلى المدى القصير والمدى البعيد.
فهي تكن دواء العلل الروحيه في الحالة اللحظية،
وعلى المدى البعيد كعامل مساعد في ابعاد الاكتئاب والاقتراب من السعادة تدريجيا.
فنجد ان الكلمة تُحيي وتميت القلب، فزن عقلك وانطق خيرا تنجو وينجو الجميع، فالكلام الحسن رحمة وقوة.