انتقم منه:- عاقبه، اخذ بالثأر.
نقيض الانتقام العفو:- عفا عن ذنبه – أعرض عن عقوبته وهو يستحقها.
عفا الله عنه:- محا ذنوبه، زال.
الانتقام ما هو إلا وسيلة يلجأ إليها الأشخاص الذين تم إيذاؤهم أو الإساءة إليهم، بهدف تحسين حالتهم النفسية
مهما كانت فوائد الانتقام، فمن المؤكد أنها لحظية، فالانتقام لا يروي عطش الغاضبين، بل يزيدهم عطشا، وأن فوائد العفو أفضل وأبقى.
فغالبا الانتقام ينبع من غضب والقرارات الناتجة عن الغضب متسرعة، وقرارات غير مدروسة ناتجها حتما الندم، يحاول فيها الانسان بل يتوهم انه في الانتقام سيخمد نيران قلبه، لكن في الحقيقة انه كمن يجمع الحطب ليوقدها.
الإمام الحسين عليه السلام يقول : “إنّ أعفى الناس من عفى عن قدرة”.
قال تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } .
فمن الافضل ان نقابل من أذنب بحقنا بما نحن أهل له، فتصرفاتك تمثلك، فلاتجعلها تمثل الآخر، بينما أن تنتقم بمعنى ان تعيد الذنب، وهذا هو إعادة هيكلة من أجرم بحقنا.
ان الاية المذكورة تصف كيف يتحول العدو الى صديق، وهنا يتجسد دورنا ايضا كافراد مسؤولين عن ايقاف الانتقام او استمراره. فانك حين تنتقم فإن المقابل لن يصمت عن اخذك بثأرك، سيعيد الانتقام ايضا.
فنستنتج حقيقة ان الانتقام خسارتك العظمى، والرغبة الشديدة بالإنتقام هي صورة لأرض مهتزة تحت اقدامك، تجعلك في كل حركة وكل خطوة تخطوها تتشبث الأرض وتوقعك حيث لا نهوض، صورة الإنتقام تماماً هي صورتك في مرآة متكسرة أدمتها يد العدو عن طريق يدك، كل ما أمامك مشوش، صور غير واضحة، وهذا الإهتزاز يجعلك تخطئ الأهداف، بالتالي يا رفيقي أنت تنتقم من نفسك، تعذب نفسك، تضيع وقتك، فهو شكل من اشكال خسارتك العظمى، وماهو الا دليل على ان النفس التي تحاول الانتقام ليست قوية بل ترتدي الضعف معطفا، تحاول عن طريق الانتقام ان تبدو بهيئة صحيحة ناهضة، فغض النظر بالانتقام، فكّر في نفسك دعها تكن محور الكون في عقلك، انظر الى ايجابيات شخصيتك، دع المشاعر حول ذاتك ايجابية، فلا تنظر لقسوة الاخرين نحوك على انها نقص فيك، إن الانسان خلق على هيئة متكاملة ومنح الانسان ما يميزه عن غيره من الكائنات وكُرم بعقله الذي فيه يسمو، فانظر لذاتك على انها كيان متكامل وجردها من نظرة الاخرين السلبية ودع الصفح والتسامح يملأ عقلك وقلبك وهذا هو تماما الصلح مع النفس. وهذا يجعلك ضمن حلقة السلام الروحي.
وهنا نستنتج ان الانتقام يتحول الى شكل آخر نتائجه ايجابية ومفيدة، فيه تتقطع خيوط الغضب، وتثمر تلك الطاقة المتحولة من غضب الى صفح وتسامح بهيئة غير متوقعة والقدر يساعد الانسان في ذلك عن طريق التعويض، والارض المهتزة اصبحت مستقرة وانت اصبحت قادر على الثبات والعمل سيصبح طريقك الى النجاح وستحصده وستدمن ذلك، فستعلم انه كان ينقصك امر واحد، ليس الاخرين بل تنقصك نفسك الواعية لتدرك ان العالم باكمله يكمن في العقل، يدفن أو يزدهر العالم في العقل.
فإلى أي مدى أنت ذكي لهضم الإنتقام بشكله الآخر لتنهض من أرضك إلى سمائك بدلاً من أن تبتلعك أرضك، وينتهي أمرك لتنصر اعداءك.