الهدى – متابعات ..
أفادت قناة “كان” الإسرائيلية، اليوم الخميس، بارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1300، في حين أُصيب أكثر من 3300 آخرين، بينهم 28 في حالة حرجة، في ظل استمرار ملحمة “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت الماضي.
ونشر “جيش” الاحتلال الإسرائيلي 31 اسماً جديداً من جنوده القتلى في ملحمة “طوفان الأقصى”، من بينهم ضباط، فيما أعلن المتحدث باسم “جيش” الاحتلال ارتفاع عدد جنوده القتلى إلى أكثر من 220.
وأشار المتحدث إلى وجود 60 جندياً أسيراً في قطاع غزة، فيما لفتت مصادر الى انه من “الظاهر أن هذه المعركة ستكون تصاعدية وعلى عدّة مستويات، والمستوى الأول منها انتهى بانتصارٍ كاسح للمقاومة في معركة طوفان الأقصى”
بدورها، أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أنّ عدد القتلى الإسرائيليين يتجاوز هذا العدد، وأنّ الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة يزيد عددهم على 200.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أهالي الأسرى الإسرائيليين، تحذيرهم رئيس كيان الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، من أنّهم “سيزلزلون إسرائيل”، في حال عدم إعادة الأسرى.
من جهته، أكد المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أنّ عدد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس “يفوق توقعات العدو”.
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن تزايد الغضب والإحباط وسط مستوطني “غلاف غزة” الذين وجّهوا انتقادات قاسية إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية للاحتلال.
من جانبه، أكّد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، فجر اليوم الخميس، أنّ المعركة قد تمتد قريباً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، معقباً بقوله إنّ “المعركة لم تعد محصورة في قطاع غزة فحسب”.
وقال أبو حمزة خلال كلمة صوتية حول مستجدات معركة “طوفان الأقصى” إنّ “ساحاتٍ أخرى قد تنضم إلى المعركة قريباً”، مشددا على أنّ بقعة النار “باتت تتسع”، متوعداً الإسرائيلي بقوله: “جهّزنا لكم خارج فلسطين كما جهزنا في فلسطين، وما حدث في محيط غزّة سترونه في ساحاتٍ أخرى”.
وفي غضون ذلك، أكد المتحدث باسم “الجيش” الإسرائيلي أنّ منطقة “غلاف غزة” هي “منطقة قتال”، حيث تستمر الاشتباكات بين قوات الاحتلال والمقاومين الفلسطينيين.
وكان إعلام الاحتلال قد أقرّ بصمود قطاع غزة في وجه العدوان الإسرئيلي المتواصل عليه، بعد 6 أيام على انطلاق ملحمة “طوفان الأقصى”، مع تأكيده أنّ الاحتلال “لن يعود إلى الواقع الذي كان من قبل”.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الأضرار التي أصابت مستوطنات “غلاف غزة” في أعقاب “طوفان الأقصى”، هي الأكبر في “تاريخ إسرائيل”، واصفةً الحالة التي وصلت إليها المستوطنات بـ”الفظيعة”.
في المقابل دُمّرت ثلاثة أحياء سكنية على الأقل بشكل شبه كامل في قطاع غزة خلال اليومين الأخيرين، على وقع عدوان إسرائيلي هو الأعنف في تاريخه، يطال كل شيء في البقعة الجغرافية الصغيرة التي لا تزيد مساحتها عن 365 كيلومتراً مربعاً، بما فيها الاحتياجات الإنسانية والطبية.
وانهالت عشرات الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية والبوارج من البحر على ثلاثة أحياء سكنية، لتحوّلها أثراً بعد عين وتعمّق جراح أصحابها ومآسيهم وتزيد من العقاب الجماعي على الفلسطينيين.
وفي حي الرمال الراقي وسط مدينة غزة، قلب المدينة النابض وعاصمتها التجارية، أحالت إسرائيل المنطقة إلى ركام وحطام في 6 ساعات من القصف العنيف المتواصل، مدمّرة عشرات المنازل والمؤسسات الحكومية والتعليمية والتجارية.
وبعد ذلك دمّرت الصواريخ الإسرائيلية منطقة أبراج الأمير نايف وحي الإسراء غربي بيت لاهيا، شمالي القطاع، وهي أبراج وزعت على فقراء القطاع قبل سنوات لتؤويهم في ظل حاجتهم إلى المسكن.
وتحولت العمارات في المنطقة التي تبعد أمتاراً قليلة عن المدينة المصرية قيد التشييد إلى حطام وركام، وبات سكانها يعيشون في مدارس الأونروا التي تخطت قدراتها الاستيعابية مع تدفق الآلاف إليها. وسجل نزوح أكثر من 260 ألف فلسطيني على الأقل عن منازلهم بسبب القصف الشديد لمناطقهم، ولجوئهم لمراكز الإيواء ولدى الأقارب بحثاً عن الأمان الذي بات مفقوداً في كل ركن من القطاع.
وإلى الشمال الغربي من مدينة غزة، في حي الكرامة تحديداً، حوّل العدوان الإسرائيلي بقذائف الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً وبالقصف من البحر والجو عشرات الأبنية والمنازل إلى ركام وحطام.
وضربت الطائرات الحربية وسلاح البحرية البنية التحتية في المنطقة، مما صعّب من عمليات إخلاء الشهداء والجرحى، ولا يزال فلسطينيون تحت الأنقاض، لا تستطيع الطواقم المختصة الوصول إليهم.
ومُسحت المنطقة في خمس ساعات من القصف الإسرائيلي المتواصل الذي طاول كل شيء فيها ولم يترك حجراً على حجر، في عقاب جماعي للفلسطينيين. والمناطق الثلاث التي أبيدت، لا تضم مواقع عسكرية للمقاومة ولا معسكرات تدريبية ولا تجهيزات علنية، مما يعزز اعتقاد الفلسطينيين بأن الهدف من محوها يأتي لتعميق معاناتهم وكعقاب جماعي لهم.
بالتزامن مع العدوان العسكري ووسط تلويح بعدوان بري واسع، أطبقت اسرائيل حصارها على قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء والمياه والمواد الغذائية، والموجود من سلع ومواد غذائية ضرورية يكفي 2.3 مليون فلسطيني يعيشون بالقطاع نحو أسبوع فقط.
ووفق توثيق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب الاحتلال 23 مجزرة بقصف العائلات الآمنة في منازلها من دون سابق تحذير أو إنذار، مما أودى بحياة أكثر من 160 مواطناً، جلهم نساء وأطفال. وهذه الاستهدافات تأتي وسط نقص في المعدات والإمكانات الحكومية للتعامل مع الأحداث الكبرى، خصوصاً المعدات الثقيلة القادرة على انتشال المواطنين من تحت أنقاض بيوتهم المدمرة، مما يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين.
ولم يسلم القطاع التعليمي من الاستهداف الإسرائيلي، مع تسجيل المكتب الإعلامي الحكومي إلحاق الدمار بأكثر من 48 مدرسة تتبع وكالة الأونروا والحكومة، ومقتل 10 من الكوادر التعليمية ونحو 300 طفل.
بدوره، كشف مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية شاملة من كافة النواحي، متهماً إسرائيل بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق ضد السكان المدنيين.
وحذّر عبده من أن العدوان الإسرائيلي ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، خصوصاً مع انقطاع امدادات المياه والكهرباء عن 90 في المائة من المدنيين الفلسطينيين، وسط تحذيرات من انقطاعها كلياً.