في خطبته الشهيرة استقبالاً لشهر رمضان المبارك، يدعونا النبي، صلى الله عليه وآله، الى أن «اتّقوا الله ولو بشقِّ تمرة».
فكيف نتقي الله، وما هي التقوى قبل كل شيء؟ وما هو دور شق التمرة -كعيّنةٍ صغيرة جداً- في مجمل حركة التقوى لدى الإنسان المسلم؟
إن التقوى هي أن تصونَ نفسك عن نار جهنم؛ النار المحيطة بذنوبنا وأخطائنا والفواحش التي نقترفها. والنبي الأكرم، يأمرنا بأن نتّقِ الله في شهر رمضان عبر الإنفاق مهما قلّ، حتى ولو بشق تمرة؛ فهذا المقدار يعطينا التقوى ويصوننا ويحفظنا من نيران جهنم.
إن الحكمة من تشريع فريضة الصيام في شهر رمضان لها صور وأشكال عديدة، ولعل من أبرزها؛ إحساس الغني بلسعة جوع الفقير، والبحث عن طريقة مناسبة للتخفيف بنسبة أو بأخرى عن الفقير، وسدّ خلّته.
ونحن في شهر رمضان علينا أن نتحرك بوعي نحو تحقق المساواة الاجتماعية، وسدّ الفجوة الفاصلة بيننا وبين الفقراء، ومن هو أضعف حالاً منّا وعلى أي مستوى كان.
وعلى الضفة الأُخرى، تلزمنا محاولة إعطاء فضل أموالنا للأقرب منا، كأولي الأرحام والأصدقاء.
إن هذه المساواة، وهذا الإنفاق في سبيل الله، وصلة الرحم هذه، من شأنها جميعاً أن ترفع من مستوى ثقافة الأمة، وأن تضاعف من رزقنا، وأن تزيد بركتنا، وأن تجعلنا في مستوى معقول من العيش الكريم.
فأن يملك المرء المال والثروة، لا يعني ذلك بالضرورة امتلاكه وإحساسه بالسعادة، بل السعادة بصورتها الأجمل والأروع والأكمل تكون بإحساس الجميع بها، حيث يتم القضاء على الأنانية والتفرقة والاستعلاء.
————————-
- مقتبس من كتاب «أحاديث رمضانية» لسماحة المرجع الديني السيد محم تقي المدرسي.