الملخّص
الإمام الحسين، عليه السلام، من أبرز من خلدتهم الانسانية في جميع مراحل تاريخها، وأروع من ظهر على صفحات التاريخ من العظماء والمصلحين الذين ساهموا في بناء الفكر الانساني وتكوين الحضارة الاجتماعية وبلورة القضايا المصيرية لجميع شعوب الارض، وألمع القادة المصلحين الذين قادوا المسيرة الانسانية نحو اهدافها وآمالها، ودفعوا بها إلى ايجاد مجتمع متوازن تحقق فيه الفرص المتكافئة التي ينعم فيها الناس على اختلاف قومياتهم وأديانهم.
أثرت الاحداث التي عاصرها الإمام، عليه السلام، تأثيراً هائلاً في تغيير مناهج الحياة الفكرية والاجتماعية في الاسلام، لها دورها الخطير على مسرح الحياة السياسية، وكان من ابرز نتائج تلك الاحداث التناحر على السلطة، والتنافس على الحكم.
ولثورة الحسين، عليه السلام، نهضة سياسية كانت ولا تزال صرخة مدوية في وجه الظلم لجميع صوره، لذا اصبحت حركته نبراساً لكل معارض يصدح بالحق أو يسعى لتحقيقه في ظل جاهلية المجتمعات وسكوتها عن الظلم وقبولها بالخضوع للاستبداد سواء طوعاً أو كرهاً، وبنهضته هذه شكل انموذجاً صار عبر التاريخ مثالاً يحتذى به، فمن نهض مع قلة الناصر لتصحيح المسيرة والدعوة لإظهار الحقيقة يستذكر الإمام الحسين، عليه السلام، وفي ذلك استوى المسلم وغير المسلم فهذا غاندي؛ القائد الهندي المعروف يستذكر الإمام الحسين، عليه السلام، عندما علم أنه يكافح ضد أعتى قوى العالم مع قلة الناصر فقال قولته المشهورة: “تعلمت من الإمام الحسين، عليه السلام، أن أكون مظلوماً فانتصر”.
تقديـم
لما استشهد الإمام الحسين، عليه السلام، بتلك الكيفية وسبيت عياله تنبه الناس إلى إن هؤلاءِ كانوا أئمة حق، وما فعل أولئك لا يطابق ديناً ولا مذهباً ولا عدلاً.
وكان نتيجة الاجراءات الانتقامية التي فعلها بنو أُمية استطاعت النهضة الحسينية إرجاع المفاهيم الحقيقية للقرآن الكريم بعدما حاولت السلطة الأموية طمسها وتحريفها وتضليل الناس عن جادة الحق التي أرادها الله تعالى و رسوله للأمة الإسلامية أن تحياها وتعيشها، فثورة الإمام الحسين، عليه السلام، هي التي حفظت الدين وارجعته الى مساره الصحيح، كما جاء في التعبير الدقيق والشفاف لأحد أبرز الشعراء الحسينيين؛ الشيخ محسن أبوالحب، بقوله عن لسان الإمام الحسين، عليه السلام:
إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني(1)،
لقد أيقظت ثورته، عليه السلام، الضمائر وعززت الواقع الإسلامي الصحيح.
ما دّل ذلك أنه لما قدم الإمام علي بن الحسين، عليه السلام، وقد قتل والده الحسين بن علي، عليهما السلام، استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله وقال: “يا علي بن الحسين من غلب”؟! وهو مغطى رأسه في المحمل، فقال له علي بن الحسين، عليه السلام: “إذا أردت أن تعرف من غلب ودخل وقت الصلاة فأذن ثم اقمْ”(2)، حتى قال الشاعر بعد إن تعرض لتحلل يزيد واستهتاره(3) .
وأصبح الدين منه يشتكي سقماً وما إلى أحد غير الحسين شكا
بقتله فاح للإسلام نشر هــدف كلما ذكرته المسلمون ذكا
حاول بنو أُمية طمس معالم الثورة الحسينية فأخذوا يتبركون بيوم عاشوراء ويعدونه يوم عيد وسرور، ووضعوا روايات في عهدهم على لسان رسول الله، صلى الله عليه وآله، كذباً وزوراً تحث على صيامه للمسلمين لإبعادهم عن حقيقة حوادث هذا اليوم واهداف ثورة الإمام الحسين، عليه السلام،(4).
معالم الثورة وطلب الإصلاح
من الاسباب التي دعت الإمام الحسين، عليه السلام، إلى الثورة طلب الإصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذلك عندما التمس منه ابن عباس إلى عدم الخروج إلى العراق، فأجابه الإمام، عليه السلام، بقوله المشهور محدداً بذلك معالم الثورة: “أني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، صلى الله عليه وآله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، عليه السلام، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق وهو أحكم الحاكمين(5).
معاوية لابنه يزيد: “وأنظر أهل العراق فأن سألوك أن تعزل كل يوم عاملاً فأفعل، فإن عزل عامل أيسر من أن يُشهر عليك مائه ألف سيف”
وفي إطار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، قرر الإمام الحسين، عليه السلام، مواجهة السلطة الأموية، ولم تكن دعوة أهل الكوفة، ولا مطالبة الحكم الأموي بالبيعة ورفضه لها هو الذي دفعه إلى المواجهة، بل تفشي الفساد، وانحراف السلطة عن نهج الشريعة المحمدية، هو الذي دفعه لاتخاذ هذا الموقف.
• توجه، عليه السلام، للسفر إلى مكة بصحبة واحد وعشرين رجلاً من أصحابه وأهل بيته منهم عثمان بن علي، والعباس بن علي، وعبد الله بن مسلم بن عقيل، وعلي بن الحسين الأكبر، عليه السلام، وعلي بن الحسين الأصغر، فخرج ليلة الثالث من شعبان سنة (60ه) وهو يقرأ قوله تعالى(6):﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾(7).
ولعل كان من الأسباب التي دعته إلى ترك المدينة هو ما يتعلق بتلك الرسائل التي تبادلتها المدينة ودمشق وهيأت الأجواء للأحداث المتأزمة، فكان لرسالة الوليد بن عتبة إلى يزيد أثرها الكبير في تأزم الاوضاع، حين كتب له: أنه الحسين، عليه السلام، ليس يرى لنا عليه طاعة ولا بيعة(8)، مما أغضب يزيد اللعين، فكتب إلى الوليد: إما بعد، فإذا ورد عليك كتابي هذا، فخذ البيعة ثانية على أهل المدينة بتوكيد منك عليهم، وليكن مع جوابك إليَّ رأس الحسين بن علي(9).
توعّد ابن زياد بالذل والتنكيل كل من يتكلم في فضل الحسين، عليه السلام، وذم الدولة الاموية، لكن ذلك لم ينه عزيمة المجتمع من التحدث والتشهير بأفعال بني أمية
ويستفاد من رواية الشيخ الصدوق “أن المؤامرة لاغتياله كانت في الطريق إليه من الأمويين، وإلى هذا يعود تعجله في القدوم إلى مكة ومنها إلى العراق، وبذلك فوت الفرصة في القضاء على دعوته في مهدها، فضلاً عن ذلك أنه، عليه السلام، كان يخشى أن تنتهك حرمة مكة المكرمة، ولا يخفى أن قلة المؤيدين للعلويين في تلك المدينة عجّل في خروجه منها، ولم يكن ذلك بجديد، فقد وترهم الإمام علي، عليه السلام، في بدر، فكان ميلهم باتجاه الامويين أكبر من توجههم نحو العلويين مع خلافهم وسوء علاقتهم بدمشق، وإلى هذا يقول الإمام علي بن الحسين، عليه السلام،: ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبُنا”(10).
ونوهت بعض الروايات إلى سبب آخر لخروج الإمام الحسين، عليه السلام، وهو تأييد أهل العراق له ويستشف ذلك جلياً من وصية معاوية لأبنه يزيد لعنهم الله بأهل العراق وقد ورد فيها: وأنظر أهل العراق فأن سألوك أن تعزل كل يوم عاملاً فأفعل، فإن عزل عامل أيسر من أن يُشهر عليك مائه ألف سيف، وقوله: وقد علمت لامحالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم(11)، مما دّل على أن معاوية كان ينظر لأهل العراق الذين طالما اشتبكوا معه بحروب طاحنه بعين الريبة، وأنهم سوف يدعون الإمام الحسين، عليه السلام، إليهم، فقد كان أهل العراق الداعم الرئيس للإمام علي، عليه السلام، وابنه الحسن، عليه السلام، في سرائه وضرائه، مضافاً إلى التراكمات وبطش الأمويين بهم طول حكم معاوية كل ذلك دعت معاوية يوصي يزيد بأهل العراق ويحذره منهم.
ويبدو واضحاً سبب مكاتبتهم للإمام الحسين، عليه السلام، في القدوم عليهم، فضلاً عن ذلك عوامل أًخرى هيأت لتلك المراسلات ويكفينا نموذج من تلك الرسائل التي وصلته، عليه السلام، وما تضمنته من عبارات لتدرك طبيعة الاوضاع في الكوفة والاتجاهات التي سادتها بعد موت معاوية في محاولتها للتخلص من الحكم الاموي، وكانت أولى تلك الرسائل التي أوردها ابن شهر أشوب نقلاً عن الشيخ الصدوق قوية وشديدة تدعم للثورة والتخلص من مظاهر السلطة الظالمة في الكوفة:
بسم الله الرحمن الرحيم: للحسين بن علي من سليمان بن صرد، والمسيب بن نجبه، ورفاعة بن شداد، وشيعته من المؤمنين والمسلمين في الكوفة(12).
حينما رفع الإمام الحسين، عليه السلام، مشروعه الاصلاحي لم يرفعه بلسان الالزام والتهديد، ولم يلجأ فيه إلى اللف والدوران والمكر والخديعة من أجل الاستيلاء على السلطة بل بلسان النصيحة والتذكير، فهو، عليه السلام، قال في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية:
“وإنيّ لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلب الاصلاح في أُمة جدي آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر… فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين”(13) .
تركت نهضة الإمام الحسين، عليه السلام، آثاراً دينية واجتماعية في تحرير الإنسان من العبودية والظلم الاموي .
كان من مظاهر الهزيمة التي مُني بها الامويون شيوع النقمة والانكار على السلطة الاموية في جميع الاوساط الاسلامية في الشام والعراق والمدينة وتعالت موجات عارمة من الانكار والاستنكار بعد الفاجعة ضد يزيد واعوانه من الذين شاركوا في قتل الإمام الحسين، عليه السلام، وكانت الاجراءات الانتقامية التي تبناها النظام الاموي في سياسته كفيلة في إرهاب المجتمع، لكن اصداء فاجعة كربلاء وقتل الإمام الحسين، عليه السلام، كانت أقوى دفعاً وأكثر تنبيهاً للمشاعر من أن تكتب تحت طائلة القسر الارهابي.
هذه الرسائل التي أوردها ابن شهر أشوب نقلاً عن الصدوق يفهم منها أن أهل الكوفة في عجالة من أمرهم في الوثوب على السلطة في الكوفة، وهم ينتظرون القيادة التي تتحمل عبء الثورة وحشد الثائرين حولها، فأخذت رسائل الكوفيين تترى على الحسين، عليه السلام، وهي تدعوه للقيام ضد الحكم الاموي، مضافاً إلى ذلك أن هذه الرسائل جاءت موقعة من عدد كبير من الناس، وهذا يعني استنفار كبير حدث في الرأي العام الكوفي ضد الحكم الاموي وشكل ارضية خصبة للثورة.
وبذلك اكتملت العناصر الاساسية لحركة الإمام الحسين، عليه السلام، بوجود إرادة جماهيرية تطلب الثورة والتغيير وتحث الإمام الحسين، عليه السلام، للمبادرة إلى قيادة الحركة وموقع هذه الارادة ومركزها الكوفة .
مثلت الثورة ابرز مظاهر التحدي والمواجهة للدولة الاموية، وهي في أوج قوتها وشدة بأسها، وبما تملكه من مال وحشد للجند والاتباع، وتعدت المصنفات وكثرة البحوث بشأن الحدث، والنتائج التي تمخضت عنه، في النواحي السياسية والفكرية والعقائدية.
واستشهد، عليه السلام، في العاشر من محرم الحرام يوم الجمعة سنة احدى وستين للهجرة، هو وأولاده، وأخوته وأولاد عمومته في الطف(14)، الموضع المعروف كربلاء(15)، وثلة من أصحابه البررة(16)، مصابيح الظلام وأوتاد الاسلام(17)، وكان شمر بن ذي الجوشن(18) لعنه الله من حزّ رأس الإمام الحسين، عليه السلام،(19) .
وحُمل رأسهُ، عليه السلام، إلى الشام واختلف المؤرخون في موضع رأسه، ومن الملفت للنظر أنه، عليه السلام، استطاع أن يختار لنهضته الشريفة من أهل بيته وأنصاره من لا يتراجع عنها بعد أن اقتنع بها، وكان بوسعهم التراجع في أي وقت أرادوا، لكنهم آمنوا بقيادته، واستقاموا حتى النفس الاخير، مع قوة البصيرة، ومزيد من السرور والشعور بالفوز والسعادة، وقد آمنوا بمشروعه كما آمن هو، عليه السلام، وثبتوا معه ولم يتركوه حتى بعد أن أذن لهم بالانصراف، وجعلهم في حلٍ من بيعته، وكان كلامهم يؤكد على الاصرار على مواساته بأنفسهم والقتال دونه والتضحية في سبيله والفوز بالسعادة.
شيوع النقمة والانكار
أ. المقربين للأمويين:-
لم يكن الانكار مقتصراً على عامة الناس وإنما شمل المقربين من بني أمية، إذ نجد أن مرجانة أم عبيد الله بن زياد اعترضت على ابنها وانكرت عليه فعلته بقتله الإمام الحسين، عليه السلام، وقالت له: “ويلك ماذا صنعت وماذا ركبت”(20)، واعترض أيضاً أخاه عثمان إذ قال: “والله لوددتُ إنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي نفسه خزامة إلى يوم القيامة، وأن حسيناً لم يُقتل”(21).
هذا الى جانب الانكارات الشخصية من بعض الصحابة على عبيد الله بن زياد ويزيد حينما أخذا ينكثان رأس الإمام الحسين، عليه السلام، بالقضيب تشفياً منه، كزيد بن أرقم(22)، ويقول: “كنت في داري في الكوفة عندما جاء برأس الإمام الحسين، عليه السلام،، وسمعته يتلو قوله تعالى:﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾(23)، فقلت: يا بن رسول الله رأسك أعجب”(24).
ومن الصحابة الذين أنكروا قتل الإمام الحسين، عليه السلام، أمام يزيد؛ ابو برزة الاسلمي، وذلك عندما أخذ يزيد ينكث بقضيبه ثغر الحسين، عليه السلام، لم يتحمل هذا الصحابي الذي رأى رسول الله، صلى الله عليه وآله، كيف كان يُقبل الحسين، عليه السلام، بالأمس وما يفعل يزيد اليوم، فصاح بوجه يزيد: “أتنكث بقضيبك ثغر الحسين، عليه السلام! أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً لطالما رأيتُ رسول اللهه يرشفه…”(25)، ثم قال: “أما إنّك تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك ويجيء هذا يوم القيامة ومحمد شفيعه، ثم قام فولى”(26) .
إن صلاح الامة في عهد يزيد الطاغي اللعين كان من الحق إن يوضع فوق كل اعتبار، وبنهضته، عليه السلام، فضح الزخرف الديني الذي تظاهر به الحكام الامويون
وكان إنكار يحيى بن الحكم بن أبي العاص، إذ قال حين أدخل الرأس الشريف إلى مجلس يزيد:
لهام بجنب الطف أدنى قرابة من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
سمية أمس نسلها عدو الحصى وليس لآل المصطفى اليوم من نسلِ
فضربه يزيد على صدره، وقال: اسكت لا أُم لك(27).
فإن كان يتمتع بحصانة النسب الاموي، ولم يكن لإنكاره مظهراً على الصعيد العام.
وشهدت كربلاء أيضاً امرأة من قبيلة آل بكر بن وائل وكانت في بداية المعركة مع زوجها في جيش عمر بن سعد، لكنها لما رأت هجوم جيش الكوفة على خيام العيال حملت سيفاً، وأقبلت نحو الخيام وندبت آل بكر بن وائل لنصرتها، وقالت: “يا أبا بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله (ص)! لا حكم إلا الله، يا لثارات رسول الله ( ص)، فردها زوجها إلى رحله”(28).
كانت امرأة واحدة انهارت لهول ما رأتْ، وغيرها ممن أنكر بصورة فردية دون أن يكون لأنكاره ظهور على الصعيد العام.
وحينما نعني عامة الناس في الامصار الإسلامية القريبة والبعيدة كما في الكوفة والشام والمدينة المنورة يتيسر لنا الاطلاع تاريخياً على موقف العامة فيهم.
ب. موقف أهل الكوفة:-
بعد استشهاد الإمام الحسين، عليه السلام، وعودة الجيش الاموي، أخذت أخبار ثورة الإمام الحسين، عليه السلام، وما جرى عليه من مصائب مداها في المجتمع إذ لم يراعوا حرمة الرسول، صلى الله عليه وآله، فبدأت الناس تستنكر أفعالهم.
رويّ عن ابن أبي الدنيا إنه كان عند ابن زياد، زيد بن ارقم فقال له: ارفع قضيبك لطالما رأيت رسول الله، صلى الله عليه وآله، يقبل ما بين هاتين الشفتين، ثم جعل زيد يبكي فقال له ابن زياد: ابكى الله عينيك لولا إنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك، فنهض زيد وهو يقول: إيها الناس أنتم العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة، والله ليقتلن أخياركم وستعبدون شراركم فبعداً لمن رضى بالذل والعار(29)، وهو الذي سمع من رسول الله، صلى الله عليه وآله، قوله: “إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا إحداهما اعظم من الاخرى، كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما”(30).
كما ان ابن زياد تواعد بالذل والتنكيل كل من يتكلم في فضل الحسين، عليه السلام، وذم الدولة الاموية، لكن ذلك لم ينه عزيمة المجتمع من التحدث والتشهير بأفعال بني أمية، إذ ذكر إن قيس بن خرشة القيسي(31) الذي بايع الرسول، صلى الله عليه وآله، على أن يقول الحق فقال له الرسول، صلى الله عليه وآله: “يا قيس عسى أن مَرَّ بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول معهم الحق”. فقال قيس: “لا والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت به”.
فقال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “إذن لا يضرك شيء”،(32)، ولما استشهد سيد الشهداء، عليه السلام، كان قيس من أشد الناس تنديداً بعبيد الله بن زياد وانكاراً عليه، ثم إن ذلك بلغ عبيد الله فارسل إليه: “أنت الذي تفتري على الله ورسوله؟! فأجاب قيس: لا والله. لكن أن شئت اخبرتك بمن يفتري على الله ورسوله، قال: من هؤلاء؟ قال قيس: من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله، قال ابن زياد: من ذلك؟ قال: أنت وأبوك فأستشاط ابن زياد، فقال: وأنت الذي تزعم إنه لا يضرك بشر؟ قال: نعم. قال لتعلمن اليوم إنك كاذب، أتوني بصاحب العذاب… فمال قيس عند ذلك فمات رضي الله عنه(33).
كان استشهاد سيد شباب أهل الجنة، عليه السلام، قد وصل صداه إلى ضمائر بعض المقربين من قتلة الامام الحسين، عليه السلام، فأيقظها من سباتها فكان من الطبيعي أن يكون لذلك الصدى دويه القوي في اعماق الكثيرين من أهل الكوفة الذين كاتبوا الإمام الحسين، عليه السلام، وتخاذلوا عن نصرته ولم يستطع البعض البقاء في الكوفة فأثروا التحول منها إلى أي مكان آخر لا يذكرهم بالمأساة الاليمة استنكاراً منهم لما أصاب الحسين، عليه السلام، وصحبه رضي الله عنهم أجمعين، ومن هؤلاء عبد الرحمن بن أبو عثمان الهندي(34)، فأنه كان يسكن الكوفة فلما استشهد الحسين، عليه السلام، تحول إلى البصرة وقال: “لا أسكن بلداً قُتل فيه ابن بنت رسول الله، صلى الله عليه وآله”(35)، ومن وجهاء القوم الذين انكروا على ابن أبي زياد قتل الحسين، عليه السلام، ابن الحر الجعفي، إذ خرج من الكوفة بعد أن طلبه ابن زياد وهو يقول: “ابلغوه إني لا آتيه والله طائعاً أبداً، ثم أسمعهم ما يكرهون، وأثنى على الحسين، عليه السلام، وأخيه وأبيهما بما هو أهله، وأغلظ القول في ابن زياد، فلم يستطع الشرطة إليه سبيلاً، ثم خرج حتى أتى كربلاء فنظر إلى مصارع الشهداء فأستغفر لهم ثم مضى حتى نزل المدائن(36).
تململ أهل الشام واستنكارهم
بما أن بلاد الشام حُجر عليها ثقافياً، ولم تعرف غير ثقافة الامويين إلا أنه كان هناك تململ وانكار من بعض الخاصة في مجلس يزيد(37)، وفي بعض المناطق بتكتم وحذر شديدين(38).
كما أن التاريخ شهد إنكارات جماعية وفردية بصورة متفرقة وفي مناسبات مختلفة، وكان لوقع الحدث في امصار المسلمين الاخرى التي هي بسبب بعدها عن الاحداث أبعد عن ضغط السلطة الاموية الحاكمة، لا سيما وان استشهاد الإمام الحسين، عليه السلام، عرف المسلمون في اقطار العالم بمقام أهل البيت، عليهم السلام، في مؤتمره الذي عقده في الحج في أواخر عهد معاوية.
انكر أهل الشام على السلطة الاموية ما فعله يزيد لعنه الله بقتل ابن بنت رسول الله، صلى الله عليه وآله، عطلت الاسواق وجعلوا يقولون: “هذا رأس الحسين ابن بنت نبينا ما علمنا بذلك إنما قالوا: ذا رأس خارجي خرج بأرض العراق فبلغ الامر يزيد، فاستعمل لهم الاجزاء من القرآن، وفرقها في المساجد وكانوا إذا صلوا فرغوا من الصلاة، وضعت الاجزاء بين أيديهم في مجالسهم والناس ما لهم حديث غير حديث الحسين، عليه السلام”.
وهذا ينسجم مع ما رواه الصحابي سهل الساعدي(39)، قال: “حججت ذات عام ولما بلغت دمشق رأيت أهل المدينة في فرح واستبشار وسرور، وقد اختبأت فئة في المسجد يبكون، فسألتهم عن سرّ بكائهم، فقالوا: نحن أولياء أهل البيت واليوم يقدمون دمشق برأس الحسين، عليه السلام”(40).
من هذه النصوص نستدل على أن أهل الشام ليس جميعهم مع سلطة يزيد اللعين بل هناك جماعة أنكرت عليه قتل الإمام الحسين، عليه السلام، وحمل أهل بيته اسارى إلى الشام.
ذكر السبط ابن الجوزي: (( لما فعل يزيد برأس الحسين ما فعل تغيرت عليه وجوه أهل الشام وانكروا عليه ما فعل ))(41) .
جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمد متـــــــرملاً بدمائــــه ترميـــــــــــلا
قتلوك عطشاناً ولم يترقبـــــــــــــــــــوا فــــي قتلك التأويل والتنزيلا
ويكبرون بأن قتــــــــــلت وإنــــــــــما قتــــلوا بك التكبير والتهليلا
نقمة وانكار أهل المدينة المنورة
وفي المدينة المنورة فإنه لما وصل خبر مقتل الإمام الحسين، لعمرو بن سعد بن العاص الاشدق أمر المنادي أن يعلن بقتله في أزقة المدينة، فلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية بني هاشم.
اشار ابن طاووس: “فعظمت واعية بني هاشم، واقاموا سنن المصائب والمأتم”(42).
وذكر اليعقوبي: “وكان أول صارخة صرخت في المدينة أم سلمة زوج رسول الله، صلى الله عليه وآله، فلما رأت القارورة قد صارت دماً صاحت، واحسيناه وابن رسول الله، وتصارخت النساء من كل ناحية حتى ارتفعت المدينة بالرجه التي ما سمع بمثلها قط، وخرجت بنت عقيل في جماعة من نساء قومها حتى انتهت إلى قبر الرسول فلاذت به، وشهقت عنده، ثم التفتت إلى المهاجرين والانصار، وانشدت:-
مــــــــــاذا تقولون إن قـــال النبيّ لكم يوم الحساب وصدق القول مسموع
خذلتـــــــموا عترتــــي أو كنتـــــــم غيباً والحق عند ولي الأمـــــــــــــر مجموع
أسلمتموهم بأيــــــــــدي الظالمين فما منكم لـــــه اليوم عنــــــد الله مشفـوع
ما كان عند غداة الطف إذ حضرواتــــلك المنـايـــــــــا ولا عنهن مدفـوع
فأبكت من حضر، ولم يكُ باكٍ وباكية أكثر من ذلك اليوم” (43).
بعدها أمر والي المدينة ابن شدياق صاحب شرطة عمرو بن الزبير بهدم دور بني هاشم(44).
وهذا لا يبعد أن يكون ذلك منه رداً على الناس وعقوبة لهم لأنهم تحدوا بعواطفهم موقف السلطة.
شيوع النقمة في المدينة بعد عودة العائلة الثاكلة
حفظ لنا التاريخ صورة عن أحد هذه المأتم وهو مأتم عبد الله بن جعفر الطيار، حينما أقبل على جلسائه فقال: الحمد لله عزّ وجلّ على مصرع الحسين، عليه السلام، أن لا أكن آسيت الحسين بيدي فقد أساه ولدي(45).
وأما مأتم النساء فقد كانت أكثر حرارة وعاطفة وكان بعضها يعقد في المنازل وبعضها يعقد في البقيع، وكان جمع من النساء يحضرن المأتم، وأن لهذه المأتم دور كبير في فضح بني أمية والتنديد بجريمتهم النكرة، إذ كانت تعرض أمام مجتمع المدينة أفعال بني أمية ومناقب الشهداء بأسلوب عاطفي يؤثر في النفس الإنسانية(46).
ورويّ عن أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية، عليها السلام، أم العباس وأخوته الذين قتلوا مع أخيهم الحسين، عليه السلام، يوم عاشوراء تخرج كل يوم إلى البقيع في المدينة فتندب أولادها الأربعة أشجى ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس على شدة عداوتهم لبني هاشم يستمعون بملمتها وندبتها، وكان مروان بن الحكم يجيء لذلك، فلا يزال يسمع لندبتها ويبكي(47).
لكن أعظم المآتم النسوية العائلية كانت بلا شك المأتم الذي اقامته السيدة زينب، عليها السلام، وقد أدى هذا المأتم وما ولده من ردود فعل ضد الامويين في المدينة حافزاً لعامل المدينة ابن الاشدق على أن يكتب إلى يزيد: “إن وجود زينب، عليها السلام، بين أهل المدينة يهيج الخواطر، وأنها فصيحة عاقلة لبيبة، وقد عزمت هي ومن معها على القيام للأخذ بثأر الحسين”(48).
وكان لهذه المآتم أثر كبير على المجتمع المدني الذي أخذ ينظر بعين السخط إلى الدولة الاموية ورجالها وشعروا بالخطر إزاء هذه المأتم .
الخاتمـــــــة:-
1. أراد الإمام الحسين، عليه السلام، من ثورته أن يخلق منهجاً ثورياً يؤدي إلى صناعة الثوريين ويمهد للمهدويين.
2. أكدت الثورة على الدور القيادي للإمام في الامة وصلته بأفرادها، وأن استمرارية الرسالة المحمدية لها الأثر الواضح في رسم صورة واضحة للتحدي البشري.
3. إن صلاح الامة في عهد يزيد الطاغي اللعين كان من الحق إن يوضع فوق كل اعتبار، وبنهضته، عليه السلام، فضح الزخرف الديني الذي تظاهر به الحكام الامويون في تبنيهم بعض المعتقدات الدينية في إثبات شرعية حكمهم.
4. وبما إن الدين النصيحة، قال الإمام الحسين، عليه السلام، في أحد خطبه مخاطباً القوم: لقد خشيت عليكم أيّها المتمنون على الله، إن تحل بكم نقمة من نقماته، وانتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون، وذمة رسول الله، صلى الله عليه وآله، تحقرون.
5. كان الإمام الحسين، عليه السلام، يعلم إذا ما صلحت نفوس هؤلاءِ و ركنت إلى تقوى الله في عباده وخلقه وتصدت لجور الظالمين، استطاعت إن توظف طاقات الناس لمصلحة الدين والدنيا و تشيد العمران.
6. أصبح موقف الامويين من ثورة الإمام الحسين، عليه السلام، خطاً فاصلاً بين الدين الإسلامي والحكم لاسيما وإن استشهاد الإمام الحسين، عليه السلام، جردهم من الصفة الدينية والإنسانية، وتركت آثارها الواضحة على رجال الدين والفقهاء والعلماء حتى أنهم ذموا خلفائهم وولاتهم وحمل بعضهم البعض قتل الإمام الحسين، عليه السلام.
7. تركت آثارها في مقر السلطة الحاكمة فكانت نهضة الإمام الحسين، عليه السلام، بمثابة شُعلة تنير دروب المصلحين، وليؤسس معالم الاصلاح والمدنية في البلاد وتحقيق العدل الاجتماعي.
8. سكن الإمام الحسين، عليه السلام، قلب كل مسلم، بل وكل فؤاد كل حُرّ من أحرار البشرية باختلاف اجناسهم ومعتقداتهم، وتجسدت في شخصية الإمام الحسين، عليه السلام، جميع القيم الإنسانية والتقت بها عناصر النبوة والإمامة.
9. كثرت الرايات التي رفعت وترفع شعاراً في حركاتها الثورية والتحررية والتصحيحية سلمية كانت أم مسلحة.
10. جميع الاجراءات الانتقامية التي تبناها النظام الاموي في سياسته كفيلة في إرهاب المجتمع، لكن إصداء ثورة الإمام الحسين، عليه السلام،، كانت أقوى دفعاً وأكثر تنبيهاً للمشاعر من أن تكبت تحت طائلة القسر الارهابي، فقد عاد بإمكان الإنسان في ظل هذه السياسة أن يقول كلمته ويجاهد برأيه.
11. بدأت المآتم الحسينية وشيوع النقمة والانكار في الامصار الاسلامية فور نهاية الثورة وانتشار اخبارها بين المجتمع الاسلاميّ، لكنها بدأت بشكل عفوي وبسيط واجتماعات صغيرة في بيت، أو مسجد، أو شارع. وقد تطورت هذه المأتم عبر العصور إذ تحولت هذه التجمعات العفوية إلى مؤسسة ثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع.
12. اقامة المآتم في إحياء الذكرى كشف للناس الخط الذي انتهجه أئمة أهل البيت، عليهم السلام، في حماية الإسلام والدفاع عنه، كما كشف عن طبيعة القوى التي تناهضهم وتناصبهم العداء، وبعدها عن الإسلام.
13. إنها ساهمت في إسقاط الدولة الاموية، فكانت بمثابة إعلام استعمل لغرض إظهار الحقائق للمجتمع، وساعدت على تفجير الثورات التي رفعت شعارات الثورة الحسينية لأجل الاشادة والتحشيد الجماهير بتأييدها.
14. إنها إدانه صريحة للحكم المنحرف ووسيلة من وسائل المعارضة، واستغلال المعارضة للفاجعة ضد الحكم الاموي.
15. امتداد الخط الرسالي للتشيع وتقويته وتحقيق الارضية الصالحة لتعريف العامة بمقام الإمام أمير المؤمنين، عليه السلام، ونشر فضائله.
الهــــــوامش:-
1. ديوان الشيخ محسن ابو الحب الكبير.
2. الطوسي، رجا، ص 677؛ البحراني، العوالم، ص144؛ المدرسي، محمد، الصديقة زينب، ص34.
3. الحكيم، فاجعة الطف، ص 1370.
4. الحكيم، محمد باقر، دور أهل البيت (عليهم السلام)، ج2، ص 243.
5. ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب نقلاً عن الصدوق، ج3، ص 241 .
6. الصدوق، الامالي، ص217؛ وينظر: أبو مخنف، مقتل الحسين، ص11؛ المفيد، الارشاد، ص22؛ ابن الاثير، الكامل، ج4، ص16؛ القندوزي، ينابيع المودة، ص 402.
7. سورة القصص: 21.
8. الصدوق، الامالي، ص 216؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب نقلاً عن الصدوق، ج3، ص 240 .
9. المصدر نفسه، 216؛ ابن شهر اشوب، المصدر نفسه، ج3، ص 240.
10. ابن أبي الحديد، نهج البلاغة، ج4، ص 104؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج34، ص 297.
11. الصدوق، الامالي، ص 216.
12. ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب نقلاً عن الصدوق، ج3، ص 241؛ وينظر: ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج2، ص7؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 23.
13. أحمد بن حنبل، المسند، ج1 ، ص43؛ البهيقي، السنن الكبرى، ج8، ص 148؛ الترمذي، سنن الترمذي، ج3، ص 341.
14. الطف بفتح أوله، وتشديد ثانيه، هي بناحية العراق من أرض الكوفة، والصحيح أنه على بعد فرسخين من البصر، البكري، معجم ما استعجم، ص 891.
15. المصدر نفسه، ص 1123.
16. الفاسي، تذكرة المحسنين بوفيات الاعيان، ص 93.
17. المقريزي، التنازع والتخاصم، ص 125.
18. ابن حزم، جمهرة انساب العرب، ص 287.
19. البكري، معجم ما استعجم، ص 865.
20. الطبري، تاريخ، ج4، ص371 .
21. ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص 227؛ النويري، نهاية الارب، ج2، ص 472.
22. أبو مخنف، مقتل الحسين، ص 240.
23. سورة الكهف: 9 .
24. أبو مخنف، المصدر نفسه، ص 240.
25. أبو مخنف، مقتل الحسين، ص 207.
26. البلاذري، انساب الاشراف، ج3، ص 211.
27. الطبري، تاريخ، ج4، ص352؛ البلاذري، المصدر نفسه، ص421 .
28. ابن طاووس، اللهوف، ص78 .
29. ابو مخيف، مقتل الحسين، عليه السلام،، ص 240؛ الطبري، تاريخ، ج4، ص 301.
30. ابن البراج، المهذب، ج1، ص81؛ ابن الاثير، اسد الغابة، ج3، ص 12.
31. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج3، ص 1286؛ ابن حجر، الاصابة، ج5، ص353.
32. الطبراني، المعجم الكبير، ج18، ص 345 .
33. الصفدي، الوافي بالوفيات، ج24، ص 217؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج7، ص 265.
34. الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج1، ص 56 .
35. الطبري، تاريخ، ج4، ص 360.
36. ابن اعثم الكوفي، الفتوح، ج5، ص 150.
37. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج68، ص95.
38. الخوارزمي، مقتل الحسين، عليه السلام،، ج2، ص61.
39. ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 366 .
40. الاميني، لواعج الاشجان، ص220 .
41. المنتظم، ج5، ص 343 .
42. ابن طاووس، اللهوف، ص 99.
43. تاريخ اليعقوبي، ج2، ص 246 .
44. تاريخ دمشق، ج69، ص 178 .
45. الطبري، تاريخ، ج4، ص 375.
46. الاميني، اعيان الشيعة، ج8، ص389؛ ينظر: شمس الدين، ثورة الحسين، عليه السلام،، ص 277.
47. المصدر نفسه، ج8، ص 369.
48. المدرسي، محمد تقي، الصديقة زينب، ص 56.
سلام الله عليك سيدي ابا عبد الله احسنتم التعبير والتبيين وجعلها الله في ميزان حسناتكم