أن تقيم موكباً خدمياً على الطريق تقدم فيه الماء والطعام والشاي وسائر الاطعمة، وخدمات مختلفة اخرى، لهو من خير ما يقوم به الاشبال والشباب في ايام شهري محرم وصفر، أما أن تشارك في هيأة حسينية ذات نشاطات واسعة الابعاد تمسّ ثقافة وسلوك وفكر الناس، فإن الفضل يتضاعف والأثر يتعمّق في الواقع الاجتماعي، وهذا ما تقوم به الهيئات الحسينية التابعة للخط الرسالي ـ المرجعي في كربلاء المقدسة، ومدن عدّة في العراق.
مجلة الهدى ارتأت خلال هذه الايام، تسليط الضوء، وعلى عجل، على ما موجود في مدينة الحسين، عليه السلام، من فعاليات ونشاطات حسينية تديرها حسينيات ومساجد في أنحاء مختلفة من المدينة، بأيدي شباب يافعين يطيرون بهمّتهم وعزيمتهم ليكونوا ممن يقتدي بالإمام الحسين في نهضته الاصلاحية، وايضاً؛ ليكونوا إلى جانب الكبار الذي يقيمون مراسيم العزاء مثل اللطم على الصدور والضرب بالزنجيل، وتسيير مواكب التشبيه، وإقامة المجالس الحسينية الضخمة.
معظمهم من الشباب اليافع، ممن لم تكتمل محاسنهم (اللحيّة)، ولكن حيوتيهم وتحركهم في كل الاتجاهات نحو هذا العمل او ذاك، توحي لك بأنك وسط رجال بكامل قواهم العضلية والذهنية، مع عزيمة لا تلين، وحماس لا حدود له
وهذا التحقيق إشارة بسيطة إلى بعض هذه النشاطات لثلاث مراكز إشعاع حسيني فقط، وهي: مسجد أهل البيت في الحي العسكري، وجامع الإماميين العسكريين في حي العامل، وحسينية مسلم بن عقيل في حي الوفاء، و أروع ما يلفت النظر في هذه الجولة أن كل حسينية تحولت إلى منطلق لتأسيس هيئات حسينية في أحياء سكنية اخرى، وقد أجرينا زيارات لهذه المراكز الحسينية المعطاءة في مناطق نائية تبعد عن مركز المدينة بين 5إلى 7و10 كيلومتر، والتقينا مع أخوة كرام، ومشرفين على هذه المراكز، فكانت افكارهم وشروحاتهم لما يقومون به، العمود الفقري لهذا التحقيق، وجزاهم الله خير الجزاء، وهم:
- السيد مهدي الأعرجي، إمام مسجد أهل البيت، عليهم السلام، في حي العامل، والمشرف على مؤسسة الرحمة الرسالي
- الشيخ علي داشي الخفاجي، إمام جماعة في حسينية مسلم بن عقيل في حي الوفاء.
- الشيخ قاسم مظلوم الكرعاوي، إمام جماعة في جامع الإمامين العسكريين، عليهما السلام، في حي العامل.
- الشيخ منتظر الشمري، مسؤول هيأة الشيب الخضيب وكشافة ابناء القرآن في حي الرسالة.
- الشيخ حسين الأميري، إمام جماعة جامع الإمام السجاد، عليه السلام، في حي ساهرون.
الهيئات الحسينية واكتشاف الطاقات الشبابية
معظمهم من الشباب اليافع، ممن لم تكتمل محاسنهم (اللحيّة)، ولكن حيوتيهم وتحركهم في كل الاتجاهات نحو هذا العمل او ذاك، توحي لك بأنك وسط رجال بكامل قواهم العضلية والذهنية، مع عزيمة لا تلين، وحماس لا حدود له.
ما الذي جذبهم إلى هذه الحسينيات والمساجد لينضموا إلى الهيئات الحسينية، ولماذا لا يواصلون اللعب بالموبايل، او الالتصاق بالتلفاز ومتابعة البرامج المثيرة، او حتى يلعبون في الطرق والأزقة؟ فما الذي وجدوه في هذه الهيئات الحسينية ياتُرى؟
أحد اهداف الهيئات الحسينية “إعطاء فرصة للشباب لأن يكون لهم دور في الحياة، وأن يشعر الشاب بوجوده في المجتمع، ثم ارتباطه بدين الله، وبمذهب أهل البيت”، يقول السيد الأعرجي، وهذا يتم من خلال “الدين والإيمان، والمسؤولية”، وهذا ما لاحظناه في هذه الهيئات الحسينية، حيث الالتزام بالفرائض الدينية والاعمال العبادية؛ الصلاة، وقراءة القرآن الكريم، والأدعية المأثورة، إلى جانب إقامة الشعائر الحسينية، كل هذا أوجد لديهم ثقافة تحمّل المسؤولية، فمن السهل رؤية شباب يافعين يتوزعون في مسؤولياتهم بين الاعداد للمجالس الحسينية بتنظيف المكان وفرشه، وتأهيل الانارة والتبريد، وآخرين مهتمين بأمر مولدات الكهرباء، وهناك من يتولى مسؤولية توزيع الماء والشاي في الهيأة الخدمية، ومن يتولى المسؤولية الثقافية بتوزيع الكتب والحثّ على المطالعة، إلى جانب مسؤولية العمل الخيري بحثّ الناس على التبرّع للمحتاجين.
أحد اهداف الهيئات الحسينية “إعطاء فرصة للشباب لأن يكون لهم دور في الحياة، وأن يشعر الشاب بوجوده في المجتمع، ثم ارتباطه بدين الله، وبمذهب أهل البيت”
لكن كيف يتمكن شباب يافع من القيام بكل هذه النشاطات، وهو ينتمي إلى أسر وعوائل لم تجرب حرية التعبير والرأي والثقة بالنفس بسبب السياسات الفاشلة للانظمة البائدة في العراق التي كرست مشاعر الخيبة والهزيمة والاحتقار في النفوس؟
إنها القدوة. هذا المفتاح السحري الذي أمسك به العاملون في هذه الهيئات الحسينية ليشقوا طريقهم نحو النجاح، فمن قدوة الشاب الصغير في العراق؟ إنه القاسم بن الامام الحسن المجتبى، عليهما السلام، فقد كان في عمر الشباب الصغار اليوم، كما يشير سماحة السيد الاعرجي، لذا “علينا أن نطرح فكرة إتاحة المجال للشاب الصغير بالتكلّم كما تكلّم القاسم في حضرة الامام الحسين، مما يخلق لديه الثقة بالنفس”.
إلى جانب القدوة؛ ثمة فكرة رائدة ورائعة في آن تتبعها هذه الهيئات الحسينية وهي؛ الكشافة.
يمكنك ملاحظة أعداد كبيرة من الفتيان والشباب وهو يتوحدون في ارتداء القبعات البيضاء، والسترات المميزة منقوشٌ عليها اسم “كشافة أبناء القرآن” مثلاً، او “كشافة الرحمة”، و “رابطة الشباب المهدوي”، ينتظم هؤلاء في برامج تثقيف وتوعية على شكل محاضرات، وندوات، ومسابقات، ورحلات ثقافية يرمي المسؤولون من ورائها توثيق صلاة الصداقة وعلاقات المودة القائمة على القيم الاخلاقية بين الشباب والفتيان من ابناء المحلة السكنية، او غيرها، بما يخلق فرصة للتعارف بشكل اكثر.
هذه الفعالية الجميلة (الكشافة) تثمر في كثير من الاحيان عن نتائج باهرة، كما هو الحال في كشافة ابناء القرآن في حي الرسالة، حيث أكد لنا الشيخ منتظر الشمري أنها خرجت قراء ورواديد ومن يمتلك موهبة تصوير المجالس.
وقد أكد لنا المشرفون على هذه الهيئات على مبدأ الانتماء للهيأة الحسينية ثم التوجه إلى عملية بناء الشخصية، “نقول للشاب: عليك أن تنمّي نفسك روحياً وعلمياً وتعمل في سبيل الله، وتحاول اكتساب مهارات، ونحن دعاة بناء، وليس الانتماء فقط، فالذي يأتي إلينا نحوله إلى رقم، فاذا صار رقماً سيكون مؤثراً على من حوله، ويعيش النجاح في نفسه، لذا معظم الشباب الذين جاؤوا الينا ازدوادوا علماً ومهارات وثقافة؛ مهارات في الخطابة والادراة، هذا التطور في الشباب يبعث على الارتياح لعوائلهم”.
القدوة المفتاح السحري الذي أمسك به العاملون في هذه الهيئات الحسينية ليشقوا طريقهم نحو النجاح، فمن قدوة الشاب الصغير في العراق؟ إنه القاسم بن الامام الحسن المجتبى، عليهما السلام
و أبعد من ذلك في نشر القضية الحسينية، حيث وجدنا خطوة متقدمة في هذا المجال في مسجد أهل البيت، عندما تفاجئنا خلال وجودنا بالمسجد بإقامة مسرحية رائعة من قبل شباب “رابطة الصديق المؤمن”، وبرعاية مباشرة من السيد مهدي الاعرجي، تجسد واقعة السبي ودخولهم على الطاغية يزيد، كما تجسد واقعة وفاة السيدة رقية على رأس أبيها الامام الحسين، كما تضمنت المسرحية مشاهد من خطبة السيدة زينب، والامام السجاد، عليهما السلام، وقد توزع الممثلون بين حملة الرؤوس، والاطفال السبايا وقدموا مشاهد مؤثرة جداً وشجيّة أبكت الحاضرين.
السيد الأعرجي يقترح أن تكون لكل هيأة حسينية فرقة تمثيل مسرحي (التشابيه) و”إفساح المجال أمام هذ الفن ليأخذ مكانه بين النشاطات الحسينية وذلك لأسباب:
- من خلال الفن تتفجر طاقات الشباب.
- إيصال رسالة الامام الحيسن بحرارتها إلى الجماهير.
- استقطاب اكبر عدد من الشباب لتحقيق أمرين: تحفيز الشباب على الانتماء للموكب والهيأة الحسينية لتكريس الايمان والعقيدة، وان انتماءه نصرة للحسين، ثانياً: ان الحسين ليس مجرد لطم وبكاء وتعزية و توزيع الطعام والشراب، إنما هو ثقافة وقيم ومبادئ ضحى من أجلها الامام الحسين.
كيف تنجح هذه الهيئات؟
إنه سؤال مهم في ظروف نفسية واجتماعية استثنائية نعيشها في العراق.
سمعنا افكار و رؤى تجيب عن هذا السؤال، لعل أبرزها ما جاء على لسان الشيخ منتظر الشمري بأن “النية أهم عامل في نجاح الهيأة الحسينية، فالعبرة ليست في حجم الهيأة وامكاناتها المادية والظاهرية، كما أن التميّز الفكري ورسالتها الثقافية إلى الناس هو الآخر يسهم في النجاح”.
وعندما نزور هذه الهيئات الحسينية بامكاناتها المتواضعة، كأبنية صغيرة، وأثاث متواضع، وامكانات مالية محدودة، يتعزز لدينا الاعتقاد، بل ولأي شخص آخر يزور هذه الهيئات في مناطق سكنية نائية، بحجم الانجاز الباهر لها، وايضاً؛ حجم التحدي والصبر والاستقامة دون كلل في هذا الطريق، فالمجتمع العراقي يمتاز بتفاعله مع اسم الامام الحسين، عليه السلام، من حيث المبدأ، ومع مظلوميته، ثم مع قضيته، ولعل هذا يفسر كلام الشيخ علي داشي الخفاجي عندما اشار إلى جانب معنوي وهي “الروح الغيبية التي تدفع بالشباب للتفاعل مع برامجنا الحسينية، وإلا ليست لدينا القدرة الكاملة لجذب الشباب والناس إلى مجالسنا”.
وفي نفس الوقت يشير إلى عامل الإدارة لمجمل نشاطات وأعمال الهيأة، “فالمجالس الناجحة هي التي تكون مُعد لها سلفاً من اختيار الخطيب الجيد، والرادود الجيد وقارئ القرآن الكريم، وحتى الطعام، وشكل الديكور، فكنا نختار الخطيب والموضوع الذي يتناوله الخطيب، فكانت النتيجة باهرة بحضور غفير من الناس وتفاعل كبير. فالناس تحب من يتحدث عن مشاكلهم وقضاياهم”.
ومن عوامل النجاح ايضاً؛ – يضيف الشيخ الخفاجي: “المجلس المركزي، لدينا مجلس مركزي في شهر محرم الحرام، وفي أيام الفاطمية، أما في سائر ايام السنة لدينا مجالس فرعية، سواء في البيوت، او في المناطق السكنية، حيث توجد مجالس حسينية، واضافة إلى هذه الحسينية (مسلم بن عقيل) في حي الوفاء، هناك مجالس في حي الميلاد، وآخر في حي الاسكان العسكري، وفي حي الرسالة، وايضاً في حي الاطارات”.
أما الشيخ حسين الأميري فان النجاح لديه يتجسد لديه في أن تكون “الهيأة حلقة الوصل بين برامجها وأهالي المنطقة، والإيحاء للناس بأن الحسينية تعود لهم، وأن نجاحها تعلق بمشاركتهم”.
المنبر الحسيني والخطيب.. محور النجاح
نعيش في زمان بات التأثير في النفوس وتغيير القناعات والافكار غاية في الصعوبة، بعد أن كانت سهلة يسيرة في الماضي لوجود مصادر فكرية وعقدية محددة، مثل الحوزة العلمية، وما تخرّجه من أئمة جماعة للمساجد، وخطباء المنبر الحسيني، أما اليوم فان مصادر الافكار لا تُعد، وهي تضخ يومياً ملايين المعلومات، وتصنع عوامل جذب من الصعب مقاومتها –في كثير من الاحيان- لاثارتها الغرائز، و ايضاً؛ حبّ الاطلاع والفضول، والبحث عن كل شيء جديد، كل هذه الاثارات وعوامل الجذب أنست الكثير معايير الصواب والخطأ، والحق والباطل، والهداية والغواية، هذا وغيره كثير، تضاف اليها الانطباعات السيئة، والتراكمات السلبية لمجمل الاوضاع الاجتماعية والسياسية تجعل من مهمة الخطيب والمنبر الحسيني صعبة للغاية، بل تمثل تحدي كبير هذه الايام.
وخلال تجولنا في الهيئات الحسينية وجدنا الحرص البالغ على أن يكون المنبر مصدر وعي وثقافة وتقويم للسلوك الفردي والاجتماعي، بما يوحي للناس بأن الخطيب يصعد على المنبر ليعطيهم شيئاً جديداً يفيدهم في حياتهم اليومية، وليس كما يُشاع عنه بأنه يقتصر على إثارة مشاعر الحزن والأسى على مصاب الإمام الحسين، وأهل البيت، عليهم السلام، فهو يعني بإثارة العواطف ويهتم بلين القلب وانكسار النفس، بيد أنه في الوقت ذاته يهتم بنفس القدر بالعقل وإثارة دفائنه واستقراء الميول والقناعات الكامنة في النفوس، ثم توجيهها الوجهة الصحيحة التي لا يندم صاحبها عليها فيما بعد.
وهذا ما أكده لنا السادة الأفاضل؛ مسؤولي الهيئات والحسينيات ممن التقينا بهم في مشورنا هذا، علماً أنهم جميعاً يرتقون المنبر الحسيني ويمارسون الخطابة، فالخطيب الناجح هو ذاك الذي تلامس موضوعاته مشاكل الشباب ـ يقول الشيخ علي داشي- ويضيف: “الحاجة الملحّة لدى الناس ثقافياً هي؛ الاخلاق، والوعي، فنحن نحرص على أن تكون موضوعات الأخلاق والوعي الديني ذات مصاديق عملية من صميم الواقع، وليس مجرد افكار نظرية، ومن ثمّ؛ فهو يحرك باسلوبه الحيوي كل فرد جالس أمامه و يشجعه على تحمل مسؤولية تغيير واقعه وسلوكه، اضافة إلى حثّه تطوير كفاءاته وقدراته”.
ومن جميل ما يصنع السيد الأعرجي أنه بعد أن ينزل من المنبر يتوجه إلى الشباب والحاضرين تحت منبره بالسؤال: ما الذي استفدتم من المجلس؟! لمعرفة مدى التفاعل والاستيعاب، وربما لاستجلاء الافكار
من جانب آخر يشير الشيخ علي داشي إلى جانب مهم يعضد المنبر الحسيني، وهو شخص الرادود الحسيني، وقد تميزت الهيئات الحسينية بكون معظم رواديدها من الشباب اليافع، فان “النجاح دائماً يكون حليف الرادود المتعوب على نفسه، و بأدائه الفني وصوته المؤثر”.
من جانبه أكد الشيخ قاسم الكرعاوي الذي يدير هيأة شباب المرتضى في جامع الإمامين العسكريين، عليهما السلام، بحي العامل، فانه يؤكد على جانب نفسي غاية بالاهمية في نجاح المنبر واقتراب الخطيب من القلوب هو؛ التواضع، وهو ما بينه لنا من وحي تجربة يعيشها مع ابناء منطقته، والالتفات دائماً إلى قاعدة “الحديث من القلب إلى القلب”، إلى جانب اشارته إلى ضرورة طرح المفاهيم الايجابية مثل؛ الأمل، والصبر، والرحمة الإلهية، مع طرح البحوث العقدية، والحثّ على القيم الاخلاقية والانسانية، مثل؛ العمل التطوعي، والصدقة، والمواظبة على الصلاة، وصلة الرحم.
فيما تحدث الشيخ حسين الاميري عن ضرورة التطرق إلى المشاكل الزوجية، وقضايا الشباب، وطرق الصداقة السليمة، ونفس قضية الصداقة، أشار اليها الشيخ منتظر الشمري، على أنها من الموضوعات المهمة اللازم طرحها على المنبر إلى جانب “كون الدين جزء من الحياة”.
من جانبه أكد السيد مهدي الأعرجي على الرؤية القرآنية على أنه يستوحي افكاره وموضوعاته المنبرية من الكتاب المجيد، “فنحن امامنا مثلث فكري: القرآن الكريم –التاريخ الحسيني –الواقع اليوم، ثم كيفية الربط والتوظيف”.
وبين أنه يحرص على تعضيد افكاره بالاحاديث والروايات والاسلوب القصصي، ويسعى لربط التاريخ بالواقع من خلال الاعتبار منه، والأهم من كل ذلك؛ معرفة مشاكل المجتمع ومحاول حلها.
ومن جميل ما يصنع السيد الأعرجي أنه بعد أن ينزل من المنبر يتوجه إلى الشباب والحاضرين تحت منبره بالسؤال: ما الذي استفدتم من المجلس؟! لمعرفة مدى التفاعل والاستيعاب، وربما لاستجلاء الافكار، وما اذا كان ثمة سؤال او استفهام يدور في الاذهان، فيقوم هو بإزالة حاجز الخجل والحرج من الإفصاح عنه بروح رياضية في أجواء ودية وأخوية.
الهيئات واستعدادها للإجابة عن أسئلة الشباب
الهيئات الحسينية في الأحياء السكنية بكربلاء المقدسة تقع في مناطق خارج مركز المدينة، تبدأ المسافة بين 5إلى 7 ثم 10كيلومتر، فالناس هناك بعيدون ـ إلى حدٍ ما- عن مكاتب المرجعيات الدينية، والمراكز الثقافية الكبيرة، مثل الحوزات والمكتبات، لذا فان اسئلة عديدة تدور في اذهان الناس، لاسيما الشباب حول قضايا مختلفة ولا يجدون الاجابة الوافية والسريعة لها، ولعل من أبرز عوامل نشوء الازمات الاجتماعية؛ عدم وجود الحلول والبدائل التي تتكفل بها الاجابات عن اسئلة تعود إلى قضايا تتعلق بالأسرة، والسلوك الفردي، والعلاقات الاجتماعية، وهذا ما تنبّهت اليه الهيئات الحسينية الرسالية في كربلاء المقدسة، فقد فتحت الأبواب على مصراعيها للإجابة عن اسئلة الشباب، وعموم الناس، تبقى طريقة الإجابة من مهام الهيأة الحسينية والمعنيين فيها بأن تكون الإجابة في ضوء “القرآن الكريم والسنة الشريفة والروايات، وتوخي الحذر من التسرّع في الافتاء، او الاجابة بشكل مناقض لمن أجاب على نفس المسألة قبلك”، يقول الشيخ قاسم الكرعاوي، وهي مسألة دقيقة وغاية في الاهمية.
ثم إن الاجابة الشفافة والصريحة بصدر رحب من شأنه ان يوثق العلاقة بين الناس وبين الهيأة الحسينية، بحيث “يطمئن الناس على أنهم يحصلوا الاجابة الشافية دون إحراج، لاسيما ما يتعلق بغسل الجنابة ـ مثلاً- او ما يتعلق بالعلاقات الزوجية”، يضيف الشيخ الكرعاوي، واضاف ايضاً: “بان الاجابة عن اسئلة غير مطروقة من هذا القبيل أثار استحسان الآباء وارتياحهم.
احسنتم جميل جدا