الإنترنت؛ مفردة لاتينية تحولت الى مصطلح لوسائل اتصال متعددة حول العالم مثل؛ شبكة المعلومات، والشبكة العالمية، والشبكة العنكبوتية، كلها ترمز الى شبكة اتصالات عالمية تسمح بتبادل المعلومات بين البشر في أي بقعة من العالم من خلالها أجهزة الحاسوب (الكمبيوتر)، وفيما بعد؛ الهاتف النقال.
يعمل الانترنت وفق أنظمة محددة و يعرف بالبروتوكول الموحد، وهو بروتوكول إنترنت. وتشير كلمة “إنترنت” إلى جملة المعلومات المتداولة عبر الشبكة، وأيضاً إلى البنية التحتية التي تنقل تلك المعلومات عبر القارات.
-
العقل يهدينا الى أفضل طرق الاستفادة
في ظل الظروف المتزامنة مع التطور، علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي ومقيدي العقل، والنقطة الثابتة ليست خيراً، فكل تطور قد يكون خيراً، وقد يعود علينا بالشر، وهذا يعتمد على العقل البشري ونشاطه في الاتجاه الإيجابي أو السلبي، فعلى الإنسان أن يعلم أين يتجه؟ وأي تهلكة تنتظره؟! والتكنولوجيا الجديدة، كما هي حال كثير من الامور في الحياة لا يمكن الحكم عليها كونها خيراً أو شراً بالمطلق، إنما كيفية الإستخدام هي لىالتي تحدد النتيجة.
ويمكن الاشارة الى فوائد الانترنت فيما يلي:
1- اختصار الوقت؛ فبدلاً من تخصيص أوقات معينة، بامكان الشخص التعلم والاطلاع في أوقات فراغه، وحسب ما يناسبه من أوقات، بعيداً عن الضغوطات في محيطه الاجتماعي.
2- الاستفادة من خيارات متعددة حسب قدرة الذهن على الاستيعاب، فبهذه الحالة تكون فرصة التعلم لأكثر من جانب وحقل في العلوم والمعارف في وقت واحد، فالمعلومة التي يتلقاها بشغف ليست كالتي يتلقاها وهو متعب، لا يستطيع التركيز وملء دماغه بمعلومات ربما لا تثبت في الذهن، وهنا ألا تكون المعلومات إلا هدراً للوقت.
3- ايجاد أكثر من طريقة للتعلم، واختيار الأنسب منها والأسرع، فبدلاً من وجود معلم واحد، يمنح طريقة غير مفهومة، أو لا يستطيع إيصال المادة المطلوبة، ولا يستطيع ترسيخ المعلومة لدى ذهن الطالب، لاسيما في المراحل الدراسية المتقدمة، تجده في الشبكة المعلوماتية يطلع على الدروس، ويبحث أيهما افضل طريقة تناسبه من خلال النظر والاستماع.
4- قراءة ما تشاء من الكتب الكترونياً، وهذا يوفر عليك المال والوقت أيضا، مثل؛ التزود بالمعلومات بسهولة كمعجم المعاني، أو أي أمر مفاجئ تحتاج معرفته، او امور اخرى كثيرة تستطيع البحث عنها، او السؤال مسبقاً عن الكتاب قبل ان تبدأ بقراءته، وتعرف المفيد فيه قبل شرائه.
-
الأسرة، والاجراءات اللازمة
من أبرز التحديات التي تواجهنا من الانترنت يكمن في الأسرة، وتحديداً الابناء الصغار، فحماية الابناء من أهم مهام الوالدين في الوقت الحاضر، وهذه المراقبة لا تعني عدم الثقة، بل زرع روح العقل في قلب الطفل، فالطفل بذرة يجب صقلها بالقوة الإيجابية، وليس بالمراقبة فقط، بل بالتوجيه والتشجيع ومساندته فيما يحب ويكره، فالشبكة المعلوماتية (الانترنت) قد تؤدي الى الجحيم، وقد تؤدي الى النعيم، فزرع فكرة جيدة في عقول أبنائنا بأن للنت رغم المضار، فوائد جمة، ففيه فرصة للتعلّم، أوسع من العالم الواقعي، فقد تواجه الفرد عوائق كثيرة، بينما يجدها في الانترنت سهلة ومتاحى بدون تكلفة، فكثير من الواعين جعلوا النت قبلة معلوماتهم، و توصلوا عن طريقه لتعلّم لغات حتى الاحتراف، واحتراف الرسم وتطوير في كثير من مواهبهم.
وأهم ما يمكن أن يفعله الإنسان تجاه ابنائه؛ أن يوجههم في بادئ الامر ويرافقهم أكثر من كونها مراقبة، فيحببه بالاشياء التي يحبها الطفل، ويتابعه ويشجعه ويثني عليه، فالبدايات هي المهمة، ان ثبته على طريق صحيح سيستمر بالصحة العقلية، وفيما بعد لا تتركه اطلاقاً، إنما عليك ان تسأله -الى أي مدى استفدت-؟ والى ماذا توصلت؟ فان كان بحاجة لامر ما، عليك مساعدته واعطاؤه من وقتك، فهذا يساعد الطفل على استخدام افضل من الانترنت بتحكيم عقله.
أود ان أشير الى نقطة هامة؛ وهي أن أغلب المشاكل التي تواجه مستخدمي الانترنت في البيوت، الإهمال وعدم الاهتمام، وعدم إعطاء وقت كافٍ للابناء، وهو ما من شأنه خلق فوضى بمشاعر الطفل والتهرب من الواقع، ومن ثمّ عدم تنظيم أفكار الطفل او المراهق والتخبط في ظلمات الانترنت، وخاصة بمواقع التواصل حيث هوس كثرة الاصدقاء يرافق تفكير الكثير وكأنه انجاز عظيم، او هوس البحث عن الشهرة بانجازات لا تتعدى كونها روتيناً يومياً مملاً لا يُغني ولا يُشبع من ثقافة أو من إيجابية، مع إنه بإمكانها أن تصبح ليست متاهة، بل نوراً يضيء الطريق، يأخذك لعالم خيالي واقعي جميل، والمشكلة الاخرى في نفس السياق، اهتمام الوالدين المفرط بالطفل أو المراهق بحيث يلبيان له متطلباته أياً كانت، ليفعل ما يشاء دون إشعاره بالمسؤولية، أو بمكامن الصح والخطأ، لاسيما واننا نواجه ظاهرة الفراغ في الجيل الجديد الذي يبعده عن الإيجابية، ويضعه على طريق الفساد وقتل الوقت، فانهض بعقلك واشغل نفسك بما تحب نفسك، و بما يخلصها من الامور السوداوية، فشدّة الضغوط التي تواجه الانسان، وخاصة من العائلة، الى جانب وقت الفراغ يؤدي الى التمرد، فبعضهم يتمرد باتجاه ايجابي وبعضهم يسلك تمرداً سلبياً.
يبقى الانترنت ما بين ظلام العقل والبصيرة، وسيلة الاذكياء للوصول الى اهدافهم.