الانسان كائن شعوري خلقه الله تعالى بعقل وقلب وهاتان المادتان تتأثران بطريقة او اخرى بما حولهما من الضروف والمُؤثرات كما قال تعالى واصفا نبيه الكريم محمد، صلى الله وآله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}.(سورة الحجر اية ٩٧).
وعليه كل انسان يتعرض في حياته لحالات نفسية شتّى للقلق والاكتئاب والعزلة والانطواء والحزن وغيرها.
فالصحة النفسية مفهوم واسع جدا، لكن الجهل واللامبالاة ضيّقا مداه التعريفي لدى الاجيال، ولذا لابد من كسر قيود هذا المفهوم، ليأخذ مجراه ويساعد في كشف سحابة المحاذير المجتمعية التي تمنع من زيارة طبيب النفس. الصحة النفسية من اهم مايجب الاهتمام به لان مادة الانسان هي النفس أليس كذلك؟!
لماذا نطرح هذا الموضوع؟
بسبب ما يمر على البشرية من احداث سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وبسبب العالم الافتراضي، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها. هذه كلها مؤثرات وعوامل لاضطراب النفس، وعليه فإن تدهور الصحة النفسية من أهم مسببات الامراض الجسدية .
فالجسم يتكون من انزيمات وهورمونات تسيطر على آلية عمل اعضائه؛ فمثلا تشتهر هرمونات السيروتونين، والدوبامين، والأوكسيتوسين، والإندورفين باسم هرمون السعادة، الذي يعزز المشاعر الإيجابية مثل الاستمتاع والسعادة وحتى الحب، وهذه الهرمونات وغيرها تلعب دوراً كبيرا في آلية عمل أعضاء الجسم مثل معدل ضربات القلب والهضم، وهكذا .
فالاهتمام بجانب النفس ضرورة جدا من ضروريات الحياة، فالانسان اذا كان حزينا، او منطويا او غيرها من الامراض النفسية فأن هذا يعني :
– قلة فعاليته وانتاجيته، واحتكاكه في المجتمع .
– تدهور حالته نحو الأسوأ، ومن الممكن حصول مضاعفات، كما تحصل مضاعفات بالامراض العضوية وبالتالي صعوبة علاجه.
– غياب الاهتمام النفسي لديه و خموله .
– ميوله نحو مسألة الادمان على الممنوعات وغيرها.
فالاستشارية النفسية ملك للجميع لا كما يظن البعض للمجانين فقط، في حين اذا نحّى قيود المجتمع جانبا ولايتبع كلام من لايعي مسؤولية مايقول ، فأنه سيساهم كثيرا في نجاح حياته وحياة الآخرين المرتبطين به.