قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، اننا نتعرض لموجات متلاحقة ومتواصلة من الهجمات على قيمنا واخلاقنا وهويتنا، مضيفا اننا نعيش في ظروف بالغة الدقة.
وأضاف سماحته في كلمته الاسبوعية التي يلقيها في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، بحضور حاشد من الزائرين واهالي المدينة، ان التربية هي الخندق الاساسي الذي يستطيع الانسان من خلاله ان يتحدى كل الهجمات المعاكسة، وان يصمد أمام اعتى القوى الخبيثة والماكرة، والتي تحاول ان تهدم صرح حضارتنا وبنيان اخلاقنا وتمسخ شخصيتنا، ولكن هذه التربية لم تحظ لدينا بالاهتمام الكافي.
وحذر سماحته من ان هنالك اليوم تركيز على تحطيم بناء الاسرة، عبر نشر الخلاعة والميوعة وعبر ايجاد بعض الافكار التي تؤدي الى ايجاد صراع داخل الاسرة، مضيفا ان الاسرة والمجتمع هما المسؤولان عن الوقوف امام هذه الافكار.
ولفت سماحته الى ان وزراة التربية تعد من أكبر الوزارت وأهمها أو هي متقاربة في ذلك مع الوزارات الامنية، متابعا بالقول ان هذه الوزارة شهدت في الفترة السابقة كتابة للمناهج الدراسية كانت فيه بوادٍ والمجتمع في وادي آخر، وهو ما ولد لدينا جيل وصفه بالجيل الخداج، موضحا حول ذلك ان هذا الجيل هو الغير متكامل والذي ليس لديه رؤية واضحة وليس لديه ضوابط واضحة باتجاه المستقبل، كما انه ليس لديه ضوابط واضحة في حياته.
ودعا سماحته المجتمع العراقي بعلماءه وشيوخ عشائره واكاديمييه ومفكريه الى ان يرسموا سياسية واضحة للتربية، مبينا ان هنالك الكثير من المصادر العظمى ومنها القران الكريم والتي تغنينا وتغني الملايين من الاجيال القادمة.
وطالب سماحة المرجع المدرسي من الاب والام ان يقسّموا اوقاتهم بين العمل والاهتمام بالعائلة، داعيا أياهم الى الجلوس مع ابنائهم والانفتاح عليهم والثقة بهم، فذلك سيجعلهم ينتمون الى بيتهم وحينها الى اسرتهم الكبيرة والى عشيرتهم ومن ثم الانتماء الى وطنهم.
وقال سماحته اننا في العراق نمر الان في مرحلة حرجة نتيجة الموجات المتلاحقة من الاعداء ضد قيمنا واخلاقنا وشخصيتنا ومصالحنا ووطننا، مشددا على ضرورة ردع تلك الموجات من خلال التربية الاسرية أو الاجتماعية أو من خلال الوسائل الاخرى التي تنفعنا في تربية الاجيال القادمة.
وفيما يتربط بالمدارس الخاصة، اوضح سماحته ان وزارة التربية على اهميتها لاتستطيع ان تفي بكل مسؤولياتها، ولابد من دخول القطاع الخاص، داعيا من لديه رؤية أو قدة على تاسيس مدرسة خاصة ان ينزل برؤيته، والعراقيون لديهم أفكار وتوجهات جيدة من الممكن ان تساهم في تربية الجيل القادم.
ودعا سماحة المرجع المدرسي وزارة التربية والحكومة الى ان تهتم بالمدارس الخاصة، فهي تحمل جزء من العبئ عن وزارة التربية وهي تقوم بدورها، وعلى المجتمع ان يهتم بهذه المدارس فهي تمثل طريق ممكن ان يُسلك، ويمكن للاموال الدينية والاوقاف الشرعية والحقوق الشرعية والناس الطيبين من المتبرعين والخيرين يؤدوا دورهم بهذه المدارس في تنشئة الجيل القادم، منوها الى اننا لدينا عدد هائل من النشئ الصاعد الذين يجب ان نعطيهم حقهم في التربية والتوجيه.