نحن بحمد الله نحضر المساجد، و الحسينيات، و المجالس و المحافل، والمنتديات، و الندوات، و اللقاءات؛ و نحوها و نجلس فيها مع الأصدقاء، و الأحباء ، و الأخلاء، و غيرهم، و نتجاذب معهم أطراف الأحاديث المختلفة، كما نجلس في بيوتنا بين أفراد عوائلنا، و أقربائنا ؛ فهذه مجالس.
و هناك مجالس أخرى و هي تلك التي كان الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، يجلس فيها بين المهاجرين، و الأنصار، و سائر المسلمين؛ فكيف كانت سيرته العطرة في تلك المجالس النورانية حتى نقتدي بها ؟
السائل هو الإمام الحسين ، عليه السلام، الذي يَسأل، و المسؤول هو أمير المؤمنين، عليه السلام، الذي يُسأل، و المسؤول عنه هو الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، و تحديدا عن سيرته العطرة في تلك المجالس النورانية.
فقد سأل الإمام الحسين، عليه السلام، الإمام عليا عليه السلام، عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله؛ كيف كانت سيرته في جلسائه ؟ فقال : ” كان دائم البشر ، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ، و لا غليظ، و لا صخاب، و لا فحاش، و لا عياب، و لا مداح .. “. (معاني الأخبار للصدوق ، ص ٨٣).
إذن ؛ اتضحت الصورة أمامنا تماما. فهكذا كان ، صلى الله عليه و آله ، بين جلسائه و هو هو. فلينظر كل واحد منا – حين يكون بين جلسائه – كم هو قريب من عناوين تلك السيرة العطرة ، عنوانا عنوانا ، و ليحاول – قدر ما يستطيع – أن يتخلق بها حتى تكون – بالعزم ، و الإرادة ، و بمرور الوقت – جزءا من كيانه و شخصيته ؛ بإذن الله تعالى.