دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، إلى تحويل أساليب محاربة فيروس كورونا المستجد إلى عادات سلوكية لدى الجميع، وذلك في ظلّ استمرار إنتشار الفيروس، والزيادة الملحوظة في عدد الإصابات والوفيات في البلاد، وعدم ظهور نتائج إيجابية لقرارات الحظر الشامل للتجوّل.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، والتي تابعتها مجلة الهدى، “إن الحكمة من البلايا العامة، تكمن في العودة إلى الله سبحانه والتضرع إليه وابتغاء الوسيلة إليه، وحينئذٍ يتبصّر الإنسان نواقصه، فيتوكل على الله في إصلاحها، والبشرية اليوم بحاجة إلى ترميم قيمها، وترصين ثقافتها، وتقويم سلوكها”، وأضاف سماحته: “لعلّ هذا البلاء يستمرّ مدةً إن لم تصلح البشرية أخطائها، ولكن هذا لا يعني أن نقف متفرجين على سقوط عشرات الضحايا يومياً، بل لابد من العمل الجاد لمنع إنتشاره بالأخذ بالإحتياطات الضرورية، من التباعد الإجتماعي، والإلتزام بوسائل الوقاية”.
وبيّن المرجع المدرسي، أنّ الحظر الشامل لم يكن حلاً كافياً لمنع إنتشار المرض في كل العالم، ولذلك تراجعت دول العالم عنه، لما فيه من إضرار على الحياة الإقتصادية للناس، مؤكداً على أن الحل يكمن في تحويل الإلتزام بالمبادئ الصحية إلى عادةً لدى الجميع.
وتابع سماحته: “لقد حصّنت المجتمعات الإسلامية نفسها من الكثير من الأمراض الخطيرة، بفضل عاداتهم السلوكية الصحيحة، التي استفادوها من التعاليم الشرعية فيما يرتبط بالطهارات والنجاسات والعلاقات الجنسية، وليس من الصعب أن يضيفوا اليوم بعض العادات الأخرى إلى عاداتهم، مثل الإلتزام بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات، وترك ما يؤدي إلى إنتشار الفيروس، وحتى فيما يرتبط بزيارة المزارات والمساجد لابد من الإهتمام برعاية التعاليم الصحية”.
ودعا سماحته إلى قيام الحكومة، بتوفير تطبيق للجوالات، توفّر التعليمات الطبية الكافية لمواجهة المرض ليتسنى للناس الإنتفاع بها، من دون الحاجة إلى المراجعة الحضورية إلى المراكز الطبية، مضافاً إلى ضرورة توفيرها للأدوية ووسائل الوقاية، والإسراع بتحويل خدمات دوائرها إلى خدمات إلكترونية، لتقليل الحضور في الدوائر.