القرآن نور الله وهداه المقدس فهو من كلام الله وعلمه وحكمته، وكل آية فيه ثمينة هامة، المحتوى واللفظ
ونبدأ رحلتنا القرآنية بشرفية وتحت ظلال نور وبعض معارف الآية الأولى، (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) والتي لها خصوصيات متعددة وأسرار ومعان هامة وبركات خاصة، وهذا ما نحاول أن نستجلي بعضها لتتبرك أرواحنا بجمال قدسها وتزداد عقولنا برفعة معارفها.
-
أعظم آية
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: “إذا قرأتم الحمد فاقرأوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها (أي سورة الحمد) أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني. وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها”. (سنن البيهقي ج 2 ص 45).
وقال الإمام جَعْفَرَ الصادق (عليه السلام): “مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ عَمَدُوا إِلَى أَعْظَمِ آيَةٍ فِي كِتَابِ ال اللَّهِ فَزَعَمُوا أَنَّهَا بِدْعَةٌ إِذَا أَظْهَرُوهَا وَهِيَ: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ”. ( بحار الأنوار : 89 / 238 )..
[.. عن أبي جعفر عليه السلام: “أولُ كلِ كتابٍ نزل من السماء “بسم الله الرحمن الرحيم”، وإذا قرأت “بسم الله الرحمن الرحيم” سترتك فيما بين السماء والأرض.” ..]
-
هي تاج كل سورة
فما من سورة في كل المصاحف إلا وتبدأ بالبسملة، عدا سورة البراءة (التوبة) لأنها تتحدث عن قتال الطغاة المشركين، وما عدم وجودها في بدء هذه السورة، إلا دليل واضح أن وجودها في بقية السور أمر إلهي حكيم ومقصود.
-
أول الوحي، أمرٌ بقرائتها
قال رب العزة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فبدأ الوحي بأمر هو القراءة التي تبدأ ببسم الله، وتفسيرها هو قراءة القرآن إبتداءً بالبسملة التي تبدأ بها كل سورة، ولعل مقصود الآية قراءة البسملة إما على نحو الواجب كما في بداية كل سورة أو على نحو المستحب في أية قراءة قرآنية وذلك دلالة على أهميتها وأنها بداية قراءة كل سورة.
من أسرارها
يُروى عن أبن عبّاس قوله: أخذ بيدي علي عليه السلام ليلة، فخرج بي إلى البقيع، وقال: “إقرأ يا ابن عباس، فقرأت: {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، فتكلّم في أسرار الباء إلى بزوغ الفجر. البلخي الحنفي في ينابيع المودّة ص 408).)
ويروى عن الإمام علي عليه السلام: “لو شئت لأوقرت بعيراً من تفسير {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}. (محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول، ص26)..
وعن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنه قال: “بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم (من بياض العين إلى سوادها). (عيون أخبار الرضا (عليه السلام ) 2|11).
[.. ذكر الإمام العسكري، عليه السلام: “أن علامات المؤمن خمس، ومنها: (الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم) ..]
-
الجهر بها من علامات المؤمن
ذكر الإمام العسكري، عليه السلام: “أن علامات المؤمن خمس، ومنها: (الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم). (التهذيب للطوسي:٦ /٥٢).
-
هي بداية كنز الجنة وستر للعبد
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: “إن الله تعالى منّ عليَّ بفاتحة الكتاب من كنز الجنة، فيها بسم الله الرحمن الرحيم التي يقول الله فيها: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}. (مجمع البيان ١ /٣١). فالبسملة هي الآية الأولى من كنز الجنة وذلك دلالة على عظيم شأنها وثوابه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته، فتولي قريش فراراً”. (الكافي ج٦-٢٦٦).
لهذا لا نستغرب أن عمد الحكام المغتصبون إلى محاربة البسملة وأوعزوا إلى عدم قراءتها أو إخفات الصوت بها.
وعن أبي جعفر عليه السلام: “أولُ كلِ كتابٍ نزل من السماء “بسم الله الرحمن الرحيم”، وإذا قرأت “بسم الله الرحمن الرحيم” سترتك فيما بين السماء والأرض.”
ثواب قراءتها
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : “من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله له بكل حرف أربعة آلاف حسنة، ومحى عنه أربعة آلاف سيئة ورفع له أربعة آلاف درجة.”. (بحار الانوار : ج ٨٩ ص٢٥٨).
-
مباركتها لكل عمل
تواتر في الحديث الشريف: “كل أمر ذي بال لم يذكر فيه اسم الله فهو ابتر” – (سفينة البحار ج١). مادة سما-. فكل عمل لا يبدأ ببسم الله فهو أبتر (أي مقطوع وناقص)، مما يؤكد أن كل حركة واعية من قول أو فعل ينبغي أن تكون تحت شرفية ومباركة إسم الله حتى يكن العبد دوماً في مسار ذكر الله وحمده وطاعته، وذلك سر التوفيق.
وسئل النبي صلى الله عليه وآله : “هل يأكل الشيطان مع الانسان؟ فقال : نعم كل مائدة لم يذكر بسم الله عليها يأكل الشيطان معهم، ويرفع الله البركة عنها.” (بحار الأنوار ج٨٩ ص٢٥٨)..