الهدى – وكالات ..
أفادت مصادر صحفية، اليوم الخميس، بأنّ العدوان الإسرائيلي ما زال متواصلاً، ولا يقتصر على القتل والمجازر إنما يتعمّد تعميق معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية بعد أكثر من 3 أشهر على العدوان.
وذكرت المصادر أنّ “العدوان يتركز في المنطقة الوسطى، حيث تواصل مدفعية وطائرات الاحتلال استهداف مخيمي البريج والمغازي وسط قطاع غزة”.
وقالت إنّه حتى هذه اللحظة ارتقى العشرات من عائلة نموس في مجزرة مروعة في خان يونس، مشيرة إلى أنّ 7 شهداء و25 جريحاً وصلوا هذه الليلة إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة جنوبي قطاع غزة”.
كما أفادت وسائل إعلام محلية بأنّ هناك عدداً من الشهداء من عائلة العرجاني ارتقوا خلال قصف بمنطقة عريبة شمال رفح جنوب قطاع غزة يوم أمس”.
بالإضافة إلى الإعلان عن استشهاد الصحافي محمد جمال صبحي الثلاثيني بعد قصف الاحتلال منزل عائلته.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتبكات ضارية تخوضها المقاومة الفلسطينية في محاور التقدّم.
وأعلنت كتائب القسّام خلال الساعة الأخيرة، أنّها استهدفت 3 آليات صهيونية بقذائف “الياسين 105″، ودمّرت آلية صهيونية بعبوتين مضادتين للدروع في خانيونس.
في المقابل تتناول الصحف الاسرائيلية الاستغاثات التي توجهها المنظمات الصحية في “إسرائيل” بسبب الارتفاع المتزايد لعدد الجرحى في الجيش الإسرائيلي، في ظل صعوبات يواجهها نظام.
وتفيد تلك المصادر بأن “أكثر من 6 آلاف من عناصر المؤسسة الأمنية والعسكرية، بما فيها الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية، أصيبوا منذ 7 أكتوبر في هجمات في ذلك اليوم المروع وفي الحرب التي تلت ذلك في غزة مع حماس وفي الشمال مع حزب الله”.
بهذه العبارات أعلنت “جيروزاليم بوست”، في افتتاحيتها اليوم، عن حجم المشكلة التي تواجهها “إسرائيل” بتعاظم عدد الجرحى لديها، بدءاً من يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومن ثم في الحرب الجارية أحداثها إلى اليوم في قطاع غزة، وعلى الحدود مع لبنان.
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أنه وبعد شهر واحد فقط من الحرب أبلغت وزارة الصحة الكنيست أن “إسرائيل” ليست مستعدة للتعامل مع العدد الهائل من الأشخاص، العسكريين والمدنيين، الذين أصيبوا في الحرب، إلى جانب العدد المعتاد من المرضى الذين يتنقلون عبر النظام الطبي.
وفي هذا الإطار، تنقل الـ”جيروزاليم بوست”، عن وزارة الأمن أنها تعمل بكامل طاقتها لمساعدة الجرحى وأنها تقلص الإجراءات الروتينية وتوظف موظفين للتعامل مع هذا الطوفان من الجرحى.
ويأتي هذا الواقع في ظل ما تنقله الصحيفة في افتتاحيتها عن المتاعب التي يواجهها نظام الرعاية الصحية، “فإن النقص المزمن في القوة البشرية في مجال الرعاية الصحية يزداد سوءاً، ولا يزال عدد أسرّة المستشفيات لكل عدد من السكان منخفضاً. حتى قبل الحرب، تضيف، حصلت إسرائيل على علامات سيئة لتصنيفها في الثلث الأدنى من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في الإنفاق الوطني على الرعاية الصحية”.
وقالت الصحيفة إن “إسرائيل تحتل مرتبة منخفضة من حيث الإنفاق العام على الرعاية الصحية من الإنفاق الوطني، حيث تحتل البرتغال وكوريا الجنوبية وتشيلي فقط مرتبة أقل. حيث أنّ معدل نصيب الفرد من الأطباء في إسرائيل أقل من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، على الرغم من أنه ارتفع في العقد الماضي من 3 إلى 3.3 طبيب لكل 1000 نسمة”.
وتعبر الصحيفة في ختام افتتاحيتها عن قلقها من هذه الأرقام، والذي يتعاظم في النظر إلى التقديرات “بأن عدد الجرحى من المرجح أن يصل إلى ما يقرب من 20 ألف بمجرد تضمين أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة”.
وفي وقت سابق، تحدّثت وكالة “بلومبرغ”، عن العدد المتزايد لجنود “جيش” الاحتلال الإسرائيلي الجرحى من جرّاء الحرب على قطاع غزة، قائلةً إنّ ذلك “يُمثّل تكلفة خفية للحرب”.