ان الإلمام بعظمة شخصية السيدة خديجة عليها السلام، امر مهم جدا نظرا لانها من الشخصيات التاريخية التي لها الاسبقية في حمل أعباء الرسالة الاسلامية مع زوجها الرسول محمد، صلى الله عليه وآله، وذلك الدور الفعال في دفع عجلة الرسالة الى الامام، والتي وفت في جهادها وتضحياتها في بداية الدعوة.
فتخليدا لها ولوفائها للرسول، صلى الله عليه وآله، لا بد من تقديمها كنموذج للاقتداء لاسيما في حياة المرأة، فهي امرأة يجب ان تذكر لدورها العظيم والجليل، حيث كانت اول الناس تصديقا بالنبي، صلى الله عليه وآله، وايمانها براسلته.
فصدقته حين كذبه الناس، وواسته بمالها إذ حرمه الناس، فكانت عليها السلام، سيدةً اصيلة صاحبة روح إنسانية عالية، فهي ليست امرأة عادية في التاريخ، إنها القدوة والنموذج في إخلاصها وتفانيها وجهادها وعقلها الكبير.
⭐ كان الأئمة، عليهم السلام يفخرون بأنّ جدتهم خديجة كما أن جدتهم فاطمة، عليها السلام، ففي يوم عاشوراء يقول الإمام الحسين، عليه السلام، مخاطباً القوم وقد أحاطوا به: “أنشدكم الله، هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد، أول نساء هذه الأمة إسلاماً؟ قالوا: اللهم نعم”
فمعدنها الطاهرهيأها لتكون الحضن المؤهل دون سواه والمخصوص دون غيره بالكرامة العظيمة، وهي أن تكون أمّاً لسيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين فاطمة الزهراء، عليها السلام، وجدةً للحسنين، عليهما السلام، وأن تكون ذرية النبي، صلى الله عليه وآله، منها.
وقد كان الأئمة، عليهم السلام يفخرون بأنّ جدتهم خديجة كما أن جدتهم فاطمة، عليها السلام، ففي يوم عاشوراء يقول الإمام الحسين، عليه السلام، مخاطباً القوم وقد أحاطوا به: “أنشدكم الله، هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد، أول نساء هذه الأمة إسلاماً؟ قالوا: اللهم نعم”.(الأمالي للصدوق ص 222).
📌 اخلاص عظيم للرسالة السماوية
دفعها إخلاصها لتسترخص العطاء في سبيل الله، فبذلت نفسها من اجل الرسالة الاسلامية، وذلك عندما قبلت راضية بمغادرة حياة الرفاهية التي كانت عليها قبل الإسلام، لتتحمل الأذى والحصار مع رسول الله وسائر الأصحاب البررة في شعب أبي طالب، كل ذلك في سبيل نصرة دين الله ـ عز وجل ـ حتى فارقت الدنيا وهي في الحصار فدفنها النبي، صلى الله عليه وآله، في ذلك الشِعب.
وكانت عليها السلام متفانيةً في خدمة رسول الله، صلى الله عليه وآله، فآزرته معنوياً وهذه أهم من المؤازرة المادية، فكانت تؤنسه وتخفف عنه المصاعب وآلام التكذيب والظلم الذي كان يتلاقاه من قريش.
ولابد من الإلتفات الى ان السیدة خديجة الکبري سلام الله عليها، قبل اظهار الإسلام لم یکن فی قلبها ذرة من الشرك والرجس وکانت علی طریق التوحيد والوحدانیة.
فهي من أسرة أصيلة وعريقة، عُرفت بالعلم والمعرفة، والتضحية والفداء، وحماية الكعبة، وكان ذووها على دين إبراهيم عليه السلام، وممن ينتظرون ظهور الدين الجديد، ولها مكانة وشرف في قريش.
📌 السيدة خديجة عليها السلام قدوة ومثل أعلى
دروس كثيرة يمكن استخلاصها من سيرة حياة السيدة خديجة عليها السلام، ومواقفها الرائدة تصلح لأن يقتدي بها النساء عبر الأجيال؛ فالسيدة الثرية التي كانت تملك ثروة طائلة، وتدير تجارة عظيمة لم تغرها بهرجة الدنيا وزينتها، ولم تبحث عن اللذة لأجل اللذة، ولا عن المال والشهرة.
⭐ كانت عليها السلام متفانية في خدمة رسول الله، صلى الله عليه وآله، فآزرته معنوياً وهذه أهم من المؤازرة المادية، فكانت تؤنسه وتخفف عنه المصاعب وآلام التكذيب والظلم الذي كان يتلاقاه من قريش
وإنما كانت تبحث عمن يحقق هدفها الأسمى في الحياة؛ فرفضت الاقتران بأصحاب المال والجاه، واقترنت برجل فقير لا مال له، حملت معه مشعل الإسلام لتنير للبشرية دربها المظلم.
📌 فاجعة وفاتها
لقد كان موت خديجة ثقيلاً على رسول الله، صلى الله عليه وآله، فقد غابت الزوجة والعشيرة، وارتحلت المؤازِرة والمناصِرة، وكان موتها وموت أبي طالب في وقت متقارب، “فعظمت المصيبة على رسول الله، صلى الله عليه وآله، بموتهما وسماه “عام الحزن”، لمكانتها العظيمة في قلب النبي الاكرم.
حيث احبها حبا كبيراً لا تقاس به زوجاته الاخريات، فهي في كفة وباقي زوجاته في كفة أخرى؛ لانها سيدة نساء العالمين، وكان يستذكرها الى آخر أيام حياته
فهي امرأة تمثل محور لا يمكن تجاهله في التاريخ الإسلامي، بل هي شيء أساسي في دعم الرسول، صلى الله عليه وآله، معنويا وماديا وتقويته على كل المصاعب التي واجهته.
نعم كانت امرأة رسالية ورائدة لم يعهد مثلها إلا القليل من صانعي التاريخ، صبرت وضحت من أجل مبادئها، وكانت الزوجة، والسكن، والمعين، والناصر، والوزير لصاحب أعظم رسالة في تاريخ البشرية حتى عُدّ نصرها له أحد الدعائم التي قام عليها الإسلام.