اقام مكتب سماحة المرجع المدرسي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة، يوم السبت 18/ ربيع الاول ، في جامع الامام موسى الكاظم، حفلا بمناسبة ذكرى ولادة نبي الرحمة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وحفيده الامام الصادق عليه السلام.
وحضر الحفل حشد كبير من طلبة العلوم الدينية ومن اساتذة الحوزات العلمية، فضلا عن شخصيات اكاديمية وشعبية، وابتدأ الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها الحاج مصطفى الصراف.
وتلا ذلك كلمة القاها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، تطرق من خلالها الى صفحات من حياة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، وعما تشهده البلاد من تطورات في الوقت الحالي.
وقال سماحته في كلمته التي تابعتها مجلة الهدى، اننا ابتعدنا كثيراً عن تلك الايام المشرقة الزاهرة التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم، حيث ان مايشهده العالم من مآسي لم يكن بالاف القتلى وانما الملايين من البشر دمِّروا وقتِلوا وعذِّبوا، فيما ازداد الاغنياء غناً ولم يسعَدْ الفقراء بل ازدادوا شقاءً ولم يُنصروا.
واضاف سماحة اننا في ظل هذه الظروف الصعبة نترقب فجر النور الذي سيكون بظهور الامام الحي الحاضر، الامام الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف، ونلتمس منه ان يعجل في ظهوره لان في ظهوره خلاص العالم.
وبين سماحته ان هذا اليوم، يوم مولد النبي صلى الله عليه واله وسلم يتزامن معه يوم ميلاد الامام الصادق عليه السلام الذي نتشرف بأن ننتمي الى مذهبه ومذهب اهل البيت، ونحن الحوزات العلمية نتشرف ان نكون امتدادا الى الحوزات التي اسسها الائمة وفي طليعتهم الامام الصادق عليه السلام.
وتابع سماحته ان هذا اليوم هو يوم الحوزات العلمية، مضيفا انه لا يصلِح الناس الا دين النبي صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته عليهم السلام اجمعين، ولا يمكن ان ينتشر هذا الدين بصورة اوفى الا عبر الحوزات العلمية لانها امتداد الى ذلك النهج النبوي الشريف نهج الائمة عليهم السلام.
وخاطب سماحة المرجع المدرسي الحشد العلمائي الحاضر بالقول اننا كوننا دعاة القرآن الذي نزّله الله سبحانه وتعالى على محمد وال محمد علينا ان ناخذ على عاتقنا نشر القرآن الكريم لانه شافع مشفع وصادق مصدق فمن جعله امامه قاده الى الجنه ومن جعله خلفه ساقه الى النار.
وشدد سماحته على ضرورة ان نجعل جل اهتمامنا في احاديث وكلمات اهل البيت وفي كلمات الوصي وكلمات الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليهم اجمعين)، داعيا الى قراءة كلماتهم وحفظها وان يحفظها ابنائنا.
وطالب سماحته من العلماء الاهتمام بشعائرهم لان هذه الشعائر في الواقع هي التي تعكس مدى اهتمامنا في الدين ومدى اهتمامنا باهل البيت عليهم الصلاة والسلام، مشيرا الى ان مانجده في العراق من اهتمام الشعب العراقي في مسيرات الزيارة الاربعينة المليونية والتي اصبحت اليوم معلما من معالم الحضارة الحديثة ومسيرة مليونية تتوسع في العالم ليس فقط في العراق، داعيا ايضا الى الاهتمام بشعائر اهل البيت عليهم السلام، لانه اذا لم يكن هنالك شعائر اهل البيت لاسمح الله تأتي شعائر اخرى من اماكن بعيدة وتفرض نفسها علينا، وسيكون هناك اعلام غريب يأتي من خارج الحدود.
وحذر سماحته من ثغرات بدأت تظهر في العراق في تربيتنا لابنائنا وفي تعليمنا وفي توجيهنا وفي منبرنا، لافتا الى ان هذه الثغرات اخرجت الينا جيلا يحمل شعارات واعمال لا تتناسب مع شعبنا، وهم بالتالي اولادنا وليسوا اولاد الغير.
وتابع سماحته متسائلا “لماذا لم تكن هناك لدينا مناهج جيدة ومناسبة في وزارتي التربية والتعليم العالي وفي وزارة الثقافة وفي الاعلام وما اشبه، مطالبا بان نربي هذا الجيل الناشئ الواعد قبل ان يسبقنا غيرنا في ذلك عبر النت وعبر الاموال التي تبذل وفي شبكات التواصل الاجتماعي.
وخاطب سماحته العلماء والفضلاء والمعتمدين والوكلاء والخطباء وحتى المنشدين بالقول ” العارف بزمانه لاتهجم عليه اللوابس كما يقول الامام الرضا عليه السلام، ولذا فعلينا ان نعرف الذي ياتي الى المسجد والذي لا يأتي لنذهب اليه ونسأله سبب عدم مجيئه”، مؤكدا على ضرورة ان “نعرف طبيعة المجتمع والافكار التي تبث عبر ما يسمى بذباب الاعلام وجيش الذباب حيث تنفق ملايين الدولارات على ذلك، لافتا الى ان هؤلاء يخططون لتحريف اولادنا وبث الفرقة والكراهية بين الشعوب الاسلامية”.
وأكد سماحته بالقلو “على علمائنا وحوزاتنا ان تفهم المستقبل والظروف وما يجري بشكل صحيح”، مضيفا بالقول اننا شئنا ام ابينا مسؤولون عن مجتمعنا سواء كانت هناك دولة او لم تكن، وسواء كانت هذه الدولة صالحة ام لم تكن، وسواء كان هناك دعوة من قبل الناس او لم يكن، فمسؤوليتنا مسوؤلية شرعية.
وحول ما تشهده البلاد من تظاهرات وأحتجاجات في مناطق واسعة، قال سماحته انه يجب على الدولة ان تستجيب لهؤلاء المتظاهرين، وذلك من خلال رسم خارطة طريق، موضحا بان يكون هنالك تأمين صحي وهذا ما قرره البرلمان، وان يكون تأمين السكن لكل انسان يريد مسكن، أو ان يكون بدل ذلك تامين العمل او الضمان اجتماعي.
واضاف سماحته ان المراجع والعلماء كان لهم دور مبارك وميمون، ولكن يجب ان يكون دورهم اكبر لاعطاء جرعة اكثر، وان يكونوا مع المحتمع ومع الناس وفي الناس ومن اجل الناس، داعيا الحوزات العلمية الى ان تهتم بتطلعات المجتمع والناس وايجاد الحلول لتلك التطلعات.
وختم سماحة المرجع المدرسي حديثه بالقول اننا اليوم إذ نتشرف بميلاد الامام الصادق عليه السلام وجده النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم علينا ان نسعى الى ايجاد قنوات بيننا وبين الامة عبر شبكات التواصل الاجتماعي او عبر طرق اخرى، وان نوجد مؤسسات تبحث عن ما يمكن ان يعالج المشاكل ويوجد الحلول وهذه المسؤولية لو اضطلعنا بها فنحن ان شاء الله نكون قد ادينا جزء من الواجب .
هذا وتضمن الحفل الذي حضره اكثر من 500 شخصية علمائية واكاديمية وشعبية، قيام سماحة المرجع المدرسي بتتويج ثلة من طلبة العلوم الدينية من محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف.