يحثَّ القرآن الكريم كثيراً على مسألة الطهارة، وعلَّق محبّة الله – تعالى- عليها: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، بل ان الشريعة المطهرة أولته اهتماماً كثير؛ لأن هذا هو طريق خروج الإنسان من الظلمات إلى النور، والتي تعتمد عليه علاقته بالله – تعالى- من جانبين: الجانب المعنوي الذي يختص بطهارة القلب {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}، (سورة مريم: 76) فالمراد من الزيادة هي طهارة القلوب؛ الذي هو (روح الإيمان) والجوارح من دنس الشيطان والتخلص من الذنوب، والجانب الحسي الذي يختص بطهارة جسم الإنسان، كالوضوء الذي يتهيأ من خلالها للعبادات، لقوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾، (سورة الفرقان: 48).
فلكي يتكامل إيمان الإنسان يجب أن تكون هناك علاقة وثيقة بين الجانب المعنوي وبين الجانب الحسي؛ عليه أن يكون نظيف القلب لا يحويه أي درن، غير محبة الله عز وجل كما يقول الإمام الرضا، عليه السلام، في حديث قدسي عن رسول الله، صلى الله عليه وآله: «قلب المؤمن يحويني»، وإلا تكون العبادة عبارة عن لقلة لسان أو حركات رياضية ليس إلا.
هذه العلاقة ترسم للإنسان الطريق السوي الذي يوصله إلى بر الأمان، فعليه أن يصفي نيته مع الله – تعالى- ومع الخلق، ويكون على أهبة الاستعداد لاستجابة دعوة الله – عز وجل – في تأدية حقوقه، ولا سيما حقوق الناس.