هل سبق لك أن مررت بلحظة صمت في زواجك؟
الصمت عن قصد لمدة من الزمن، يأتي بين الأزواج نتيجة لظروف كثيرة، وقد يكون الصمت من النوع الإيجابي الذي يساهم في إثراء العلاقة، وليس ذلك الصمت المهين كعقاب تفرضه على شريكك، أو الصمت الممتد الذي يغلف علاقتك الزوجية ويمكن أن نطلق عليه ببساطة: “الخرس الزوجي”.
الصمت الزوجي او الخرس الزوجي هو مشكلة يعاني منها بعض الأزواج، وتدل على فتور العلاقة الزوجية وجمودها، لأن التواصل الزوجي له أثر كبير في العلاقة الزوجية وتماسكها واستمرارها، وتعتبر هذه الظاهرة من أخطر الظواهر التي تعد مسمارا في نعش الحياة الزوجية بما تحمله من دلالة على فتور العلاقة وخفوت الحب وبداية الانهيار للعلاقة الزوجية، لذلك نستعرض اهم اسباب الصمت الزوجي وطرق علاجه لإنقاذ الاسر من الانهيار.
- أسباب الصمت الزوجي:
يأتي في مقدمة أسباب الصمت بين الأزواج هي تنشئة الزوجين أو أحدهما في أسرة مصابة بالخرس الزوجي بين الوالد والوالدة، فيعتاد تلك الصفة ويرثها في علاقته الزوجية.
ومن أسباب ما يُعرف بالصمت الزوجي زيادة الأعباء المادية والضغوطات النفسية على أحد الزوجين أو كلاهما، فمن ينشغل طيلة اليوم بتدبير شؤون حياته المختلفة يصل في نهاية اليوم الى حالة من التعب وعدم الرغبة في الحديث أي كان نوعه واهميته.
🔺 الصمت الزوجي او الخرس الزوجي هو مشكلة يعاني منها بعض الأزواج، وتدل على فتور العلاقة الزوجية وجمودها
ومن ضمن الأسباب أيضا عدم وجود اهتمام مشترك فيصبح كأن كل منهما يعيش عالمه الخاص به، ويترتب على ذك انعدام لغة الحوار نتيجة سوء الفهم المستمر الذي يؤدي إلى خلافات ومشاحنات.
ويؤدي الفتور في العلاقة الزوجية وإصابة الزوجين أو أحدهما بالملل والرتابة نتيجة الروتين، الى الصمت المطبق بين الأزواج الذين يجدون صعوبة في كسر الروتين والعودة للحياة السابقة.
واخير أكثر الأسباب منطقية هو تعلّق أحد الزوجين أو كلاهما بالتكنولوجيا كالألعاب الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي على حساب التواصل مع الطرف الآخر.
- فوائد الصمت الزواجي:
يذهب بعض الأزواج الى الصمت وتفضيله على الحديث الذي قد يتسبب في تعميق الخلافات وهنا يكون الصمت مفيدا لكي يتناسى الزوجين بعض أسباب المشكلة، وفي هذا الخصوص اثبتت دراسة في مجلة (Perspectives On Psychological)، وهي مجلة تابعة لجمعية العلوم النفسية، وجود علاقة معقدة بين الذاكرة والصمت، أي أننا إذا لم نتحدث عن شيء ما فإن الأمر يبدأ في التلاشي.
وتوضح الدراسة أن الصمت لفترة محددة قد يكون هو أنسب الحلول لتجاوز المشكلة، ولكن طول مدته قد يجعله سببا لإنهاء العلاقة، فكثيراً ما يحدث أن يرى كلا الطرفين نفسه على حق، فيلتزم الصمت وينتظر من الآخر رد الفعل الذي يرضيه.
وينصح بالصمت المؤقت عند نشوب شجار بين الزوجين، ذلك كونه وسيلةً للتهدئة واحترام شعور الطرف الآخر بالغضب، لتجنب تصعيد المواقف وتعقيد الخلاف، لكنها في المقابل تحذر من اعتماد الصمت علاجا دائما للمشكلات، لأنه غالبا ما يوصل إلى الانفصال.
ومن فوائد الصمت انه يعد بديلا ناجحا عندما يكون الكلام مرهقا، فإذا شعرت أنك مستنزف المشاعر فبدلا من إجبار نفسك على التحدث وتعميق المشكلة يصبح الصمت أفضل، وكذلك يكون الصمت محببا عندما يؤدي غرضا اهم من أخطاء التواصل هذه التي يمكن أن تؤذي علاقتك، قد يكون من الأفضل أن يأخذ أحد الطرفين مساحة للهدوء والتفكير بدلا من التواصل المؤذي.
- اضرار الصمت الزواجي:
عزيزي القارئ هل تتوقع ان للصمت الزواجي اضرار كبيرة؟
سنتعرف في السطور القادمة من المقال على الاضرار الناتجة عن الصمت الزواجي.
يلجأ بعض الأزواج والزوجات عند الخلاف إلى الصمت العقابي كأسلوب للضغط وكحيلة لاكتساب المواقف لصالحهم، فعند وجود مشكلة يتجاهل شريك الحياة الطرف الآخر ويتعامل وكأنه لا يراه، ويتجنب التحاور أو التواصل معه حتى في أمور الحياة العادية، وهو ما يدفع الأخير إما لأن يسلك نفس النهج ويطبق مبدأ الصمت، أو أن يكون في موقف دفاعي طوال الوقت للتخلص من الضغط النفسي الذي يعيش فيه.
🔺 يرى المختصون في مجال العلاقات الاسرية ان إبقاء لغة التواصل فيما بين الازواج والمحافظة على المحبة والعشرة، له أثر كبير في الحفاظ على العلاقة الاسرية وعدم تعرضها الى الانهيار
من الاضرار الواضحة التي ينتجها الصمت الزواجي فقدان الاستمرار في الحياة مع الشريك، فكثيرا ما يفكر الزوج او الزوجة بأسواء الحلول وهو الطلاق، إذ يعدونه آخر الحلول ولا يجهدون أنفسهم في إيجاد البدائل المفيدة التي تعيد للحياة الزوجية رونقها وبريقها قبل المرور بهذه الحالة التي تعتبر المهدد الخطير لكيان الاسرة.
ويحوّل الصمت العلاقةَ الزوجية الى ما اشبه بالقنبلة الموقوتة وليس حلا للمشكلات بين الطرفين، فهو مدمر للعلاقة، إذ تقول احدى الناجيات من شباك الصمت الزواجي، ان يتسبب بالكثير من المتاعب وسوء الحالة النفسية للطرفين، ومن ثم يؤدي الى الاكتئاب والخوف من الأجواء المشحونة في المنزل.
- حلول لمعالجة الصمت الزواجي:
وبعد ان تعرفنا على فوائد الصمت الزواجي واضراره سنقدم لكم جملة من الحلول التي تساعد على التخلص من هذه الحالة التي تصيب الحياة الزوجية.
يرى المختصون في مجال العلاقات الاسرية ان إبقاء لغة التواصل فيما بين الازواج والمحافظة على المحبة والعشرة، له أثر كبير في الحفاظ على العلاقة الاسرية وعدم تعرضها الى الانهيار.
ضرورة المشاركة في الأنشطة والفعاليات معا، لأن ذلك يساعد على التواصل والتعاون، وخلاف ذلك يكون البعد والعزلة، التي تجر إلى “الصمت الزوجي”، ومن ثم الانفصال الروحي بين الزوجين، وصولا إلى مرحلة اللاعودة.
محاربة الملل، لأنه من أخطر العوامل التي تؤدي إلى “الصمت الزوجي”، فيصبح الزوجان في عالمين مختلفين، وينعزلان عن بعضهما بعضا.
أما اخصائية التحليل النفسي والسلوكي والتوجيه الأسري، روان المطلق، فتعتبر أن العلاقة السليمة بين الزوجين هي تلك التي تبنى على الحوار والنقاش، وعلى الحديث في كل المواضيع والقرارات اليومية والمستقبلية.
وختاما نقول ان العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات الإنسانية فعليها يقوم بناء مجتمع بأكمله وبمدى التواصل بين الزوجين وصحته ونجاحه تقاس نسبة النجاح والفشل لهذه العلاقة.
وقد امتن الله ــ تعالى ــ على عباده بهذه العلاقة وجعلها آية من آياته فقال في كتابه الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. (سورةا لروم 21).
فبما ان الأزواج خلقوا من نفس واحدة فلا يصح ان تكون إحدى هذه النفوس بمعزل او تباعد عن الأخرى، لذا يجب ان تكون عزيزي الزوج وعزيزتي الزوجة على قدر المسؤولية والاستعداد لبناء حياة اسرية خالية من الشوائب التي تحولها الى تعاسة ابدية وقفص جحيم يسعى الطرفين الى التحرر منه الى الفضاء الرحب.