صيام رمضان هو حالة من سمو الروح ولا يصلها إلا من يتأمل في حكمة الله وفرائضه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
الصيام هو فرض واجب فرضه الله ــ تعالى ــ على الذين آمنوا حصرا فمن لم يؤمن لا ينفعه صيام ولا قيام فالعمل العبادي إيمان وعقيدة راسخة عن قناعة فإن لم تكن فما احتسب والله يهدي من يشاء .
وبما ان الله ــ تعالى ــ قد كتب الصيام في هذا الشهر الكريم فالله له في خلقه شؤون حتما لا يريد الله بعباده المضرة والشقاء وعناء الجوع والعطش من باب الاذى، إلا لضرورة قصوى هي في منفعة العبد، بغض النظر عن الهدف العبادي وهو ترويض النفس على الطاعات والتحمل وتذكرة بيوم الجوع والعطش الأكبر هو يوم القيامة .
🔺 أراد الله أن يشعر العبد بما يعانيه غيره من الفقراء والمحتاجين من ضنك العوز والآم الجوع والفاقة لتكون دعوة عامة للتعاون والمساعدة والايثار والرحمة والعطاء وهذا لا يتحقّق دون أن يشعر الغني بأذى الجوع ومضرة الفاقة
وكذا أراد الله أن يشعر العبد بما يعانيه غيره من الفقراء والمحتاجين من ضنك العوز والآم الجوع والفاقة لتكون دعوة عامة للتعاون والمساعدة والايثار والرحمة والعطاء وهذا لا يتحقّق دون أن يشعر الغني بأذى الجوع ومضرة الفاقة.
الصيام عيادة صحية وفرصة لتنقية خلايا الجسم من الأمراض والشوائب، لا تقتصر فوائد صيام رمضان على الجوانب الإيمانية التعبدية الروحانية فقط، بل إن حكمة الصيام الذي فرضه الله ــ سبحانه وتعالى ــ على عباده المسلمين تمتد إلى تحسين الصحة البدنية والنفسية.
وقد أثبتت الدراسات العلمية والبحوث الطبية الكثيرة على تأثير الصيام على الجسم وماله من فوائد وأهم فوائد الصيام على الصحة البدنية والنفسية، وكيفية التحضير لصيام رمضان، وكيفية إعداد طعاما غنياً معتدلاً متوازناً، يضيف للجسم ما يفقده طوال اليوم ويحافظ على وضعه الصحي .
- تأثير الصيام على الجسم
يعد صيام شهر رمضان فرصةً عظيمةً لتجديد صحة الجسم، خاصة وأن الصيام على مدار شهر من الزمان يخلّص الجسم من الخلايا التالفة والقديمة، ويستبدلها بخلايا صحية جديدة.
فعندما يبدأ الإنسان بالامتناع عن الطعام (الصيام) يبدأ الجسم بالحصول على الطاقة بالاعتماد على سكر الغلوكوز الموجود في الجسم والذي يتناوله الصائم خلال وجبة السحور، وعندما يستنفذ الجسم ذلك السكر خلال النهار، يبدأ بالاعتماد على السكريات والدهون المخزنة سابقاً في أنسجة الجسم.
ومع استمرار حرق الدهون والسكريات يبدأ الجسم بإخراج السموم المتراكمة فيه ليتحقق بذلك أول تأثير صحي إيجابي على جسم الصائم.
- فوائد الصيام على الصحة البدنية
بداية وقبل الحديث عن فوائد الصيام على الصحة البدنية علينا الإشارة إلّا أن هذه الفوائد لا تتحقق إلا من خلال نمط يوم صحي متكامل، وذلك يشتمل على النقاط التالية:
- أن تكون وجبة الإفطار والسحور بكميات معتدلة، وتحوي تنوع غذائي صحي.
- أن يمارس الصائم نشاطاً بدنياً معتدلاً، بعيداً عن كثرة النوم والخمول.
- الامتناع عن السلوكيات الضارة مثل التدخين والنرجيلة والسهر طوال الليل.
أما عن فوائد الصيام على الصحة البدنية فهي كثيرة نذكر منها:
- تحسين صحة الدم من خلال زيادة عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وتخفيض ضغط الدم.
- تحقيق توازن في نسبة دهون الجسم من خلال تقليل الدهون الثلاثية، وتخفيض الكوليسترول الضار وزيادة الكولسترول الجيد في الدم.
- توفير الراحة اللازمة لمختلف أجهزة الجسم بعد عملها لفترات طويلة متواصلة على مدى العام، مثل الجهاز الهضمي والجهاز العصبي.
- إعادة التوازن لعمليات الجسم الأساسية وإرجاعها لوضعها الطبيعي.
ومن خلال الفوائد السابقة وغيرها الكثير؛ فإن الجسم يتخلص من العوامل المسببة للأمراض مثل الالتهاب، كما يحافظ الصيام على الصحة العامة للجسم عبر التوازن وإعادة التنشيط الذي يؤدي ــ على سبيل المثال ــ إلى إيقاف محفزات أمراض القلب والسرطان.
🔺 يولد الصوم القدرة على تحمل ومواجهة ضغوط الحياة، وتنمية القدرات فهو دورة تنموية روحية، ونفسية، وعقائدية فيها الكثير من الجوائز والمعطيات تعود على المتدرب بفيض كبير
كذلك هناك فوائد أخرى وهي تأثيره على الوزن؛ حيث يمكن للصيام أن يساعد في خسارة الوزن والحفاظ على وزن صحي، شرط الالتزام بنمط غذائي رياضي خلال وبعد شهر رمضان، وذلك للاستفادة من تأثير الصيام على الوزن بشكل سليم.
وتبقى فوائد الصيام لا تعد ولا تحصر بكلمات قليلة ومختصرة بما اعده الله لعبده من هدايا وعطايا ومثوبات في الدنيا نفسيا بما يولد الصوم القدرة على تحمل ومواجهة ضغوط الحياة، وتنمية القدرات فهو دورة تنموية روحية، ونفسية، وعقائدية فيها الكثير من الجوائز والمعطيات تعود على المتدرب بفيض كبير، وكذا صحيا كما ذكرنا وعقائديا واجتماعيا واخلاقيا تعود حتى ايجايبا ليست على الفرد بل على المجتمع عامة.
