له همم لا منتهى لكبارها
وهمتها الصغرى أجلّ من الدهر
ولد الإمام الحسين، عليه السلام، في الثاني من شعبان سنة أربع للهجرة المباركة.
جده رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، والده؛ أمير المؤمنين، عليه السلام، أمه؛ الزهراء البتول، القابة المباركة؛ سيد شباب اهل الجنة، المُبارك، االسيّد، السبط، الزكي، الطيب، الوفي، الرشيد .
من يتتبع سيرة اهل البيت، عليهم السلام، لا يشك قيد انملة انهم ليسوا طلاب دنيا، وليسوا ممن تخدعهم الدنيا بزبرجها، و لعل سائل يسأل أيريد الحسين الحكم؟ و أن يصل إلى كرسي؟ وما قيمة كرسي يقوم قوائمه على عظام الناس وجماجم البشرية؟ وما قيمة كرسي من تحته الدماء، وهو جذوع كذوب يحمل فوقه دمية يمر عليها الليل فتغرق في الرغائب المؤقتة والمنافذ وتمر عليها الصبح فتتصرف إلى اللهو والقرود؟
ذلك كان شأن الكرسي في عهد الحسين، فلم يطلبه لأنه كان أكبر من الرغائب المؤقتة.
إن للحسين عرشاً في القلوب، وإن له مكانة في النفوس، وكل منزلة دون النفوس تتلاشى، فهل بقيت عروش بعد موت أصحابها؟ لقد ذهبت بذهاب أصحابها، ولكن من لم يتربع على العروش الزائفة صنع له عرشاً في القلوب، وهؤلاء هم الذين يبقون فيصنعون لهم عروشاً في قلوب الناس من الإنسانية والرحمة واللطف والشفقة.
إن الأمير هو الذي
يُمسي أميراً يوم فصله
إن زال سلطان الولاية
لم يزل سلطان فضله
🔺 للحسين عرش في القلوب، ومكان في النفوس، وذلك عرش لن تمحوه الليالي والأيام، فالإنسانية احتفلت بالحسين فصنعت له عرشاً من قلوبها لأنها عاشت في قلبه النابض بها، وقد قتل مضحياً من أجلها
إذن؛ فللحسين عرش في القلوب، ومكان في النفوس، وذلك عرش لن تمحوه الليالي والأيام، فالإنسانية احتفلت بالحسين فصنعت له عرشاً من قلوبها لأنها عاشت في قلبه النابض بها، وقد قتل مضحياً من أجلها فهو، عليه السلام، أكبر من عرش يمكن أن يتزلزل مع الأيام.
هل كان الحسين يريد الجاه وهو سيد شباب أهل الجنة؟
إنه الانشودة التي وعاها الإسلام على لسان رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يأخذ حين مولده الشريف و وجهه باسما ويشاهد حفيده وسبطه آخذا بضبعيه ويقول: “حزقة حزقة ترق عين بقة” ثم يحمله ليتكي بشفتيه على شفتيه وهذه منزلة وعاها له التاريخ، فالحسين أنشودة المسلمين، وهم يسمعون النبي يقول: “حسين مني وأنا من حسين”، فأي منزلة يمكن أن تكون أسمى من هذه المنزلة؟
حياة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهما السلام، كلها عطاء للإنسانية التي فرحت بهذا الميلاد المبارك.