اتضح من خلال الروايات وبشكل صريح ان بني هاشم الأكارم وعلى رأسهم أمير المؤمنين الإمام علي، عليه السلام، وعمه العباس لم يبايعوا المنقلبين ولم يعترفوا بسلطة قريش رغم كل الاجراءات القمعية والتعسفية والا جرامية بحقهم والحطب الذي جمعوه على بيتهم ليحرقوه عليهم، ولذا كان أول المتصدين والثائرين على رجال السقيفة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، وذلك عندما رأت أن رجال قريش تمادوا على ظلم زوجها وابناىها وغصبهم حقهم الرسالي بالخلافة والقيادة.
- السيدة فاطمة الزهراء اول الثائرين في الإسلام
كانت عليها السلام اول ثائرة في هذه الأمة واعظم امرأة في التاريخ بضعة المصطفى، صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء، عليها السلام، التي قامت لتدافع عن حقها وعن حق زوجها وابناىها بالميراث الرسالي بالخلافة والسلطة والحكم، لأنها بقية رسول الله فيهم ووصيته بينهم، وقد سمعوا منه عشرات الأحاديث بحقها وقدسيتها وعظمتها ومكانتها بينهم ولم يخطر على بال أحد أنهم بهذه الجرأة والوقاحة والاقدام عليها وعلى بيتها المكرم وحسبت انها ستصدهم عن غيهم بنهضتها وقيامها.
⭐ امتاز المنهج التربوي عند أهل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بأنه منهج واقعي ومثالي يستند إلى الطبيعة البشرية فلا يبدلها ولا يعطلها، وكانت السيدة الزهراء، عليه السلام، المسار الحافظ لكرامة المرأة
ولكن هيهات أن تفعل ذلك وقد تمكن الشيطان منهم وفرخ وعشعش في قلوبهم حبه وحب الدنيا الفانية، فجعلوا اول جرائمهم ان تخلصوا منها بقتلها لأنهم سمعوا خليفتهم الحاكم يقول: “لا اكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه فاسرعوا بها كما اسرعوا بابيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فخطوط المؤامرة كانت واضحة منذ البداية ومنذ ان طرح الرجل نظريته حسبنا كتاب الله ورفضوا الثقل الثاني العترة الطاهرة.
- فاطمة الزهراء، عليها السلام، المعجزة التربوية
امتاز المنهج التربوي عند أهل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بأنه منهج واقعي ومثالي يستند إلى الطبيعة البشرية فلا يبدلها ولا يعطلها، وكانت السيدة الزهراء، عليه السلام، المسار الحافظ لكرامة المرأة وحثّ القرآن الكريم المؤمنين وفي مقدمتهم المربين ان يغرسوا قيم الإسلام في نفوس الأجيال اذا اردوا الخير مجتمعهم لانها، لمجتمعهم لأنها قيم معصومة مصدرها وحي رب العالمين لسيد المرسلين حيث قال: “إنما بعثت لأ تمم مكارم الأخلاق”، والزهراء، عليه السلام، والتي عبّر الرسول الأكرم بأنها سيدة نساء العالمين وقد شكّلت في حياتها، سلام الله عليها، أساسا صالحا وانموذجا فريدا للإقتداء به من قبل النساء المسلمات وحتى الفرد المؤمن.
إن هذه السيدة العظيمة التي عرف على صغر سنها بأنها ام ابيها وواجهت انواع عديدة من الآلام والمحن، وخصوصا بعد فقد ابيها رسول الله، صلى الله عليه وآله، صدقت الرسالة وحفظتها ودافعت عنها وتجلت مكانتها في زمن أبيها رسول الله، صلى الله عليه وآله، إذ تجاوزت حدود العلاقة الأبوية حتى سميت بأم أبيها، وأن امومتها تضاف إلى الأمومة المتعلقة بالرحمة وهي جزء من إرسال تلك الرسالة.
كانت، عليها السلام، كما أرادها السماء مثالا حيا وانموذجا صالحا واسوة حسنة يقتدي بها الرجال والنساء امرأة تماثل فضائلها فضائل ابيها رسول الله والعترة الطاهرة، لأنها امرأة ملكوتية روحانية حقيقة كاملة، و نسخة إنسانية متكاملة كما قال فيها ولدها الإمام الحسن العسكري، عليه السلام: “نحن حجج الله في أرضه وامنا فاطمة حجة علينا”.
اتفقت كتب التفسير والحديث والتاريخ في دراسة الجانب العقائدي المتمثل بسيرتها، عليها السلام، وفي نزول الآيات القرآنية في أهل البيت والسيدة فاطمة، عليهم السلام، كما في قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} قال الإمام الصادق، عليها السلام، فى تفسيرها المشكاة فاطمة الزهراء عليها السلام.
مثلت الزهراء، عليها السلام، موقف الإسلام الصحيح ونظرته تجاه المرأة فموقف الإسلام من المرأة موقف متوازن، اعترف لها بكل حقوقها الطبيعية والتشريعية التي منحتها لها السماء كحقها في الحياة والإنسانية، والكرامة وحقها في الحرية المقبولة لا الحرية الإباحية التي يروجها الغربيون.
⭐ مثلت الزهراء، عليها السلام، موقف الإسلام الصحيح ونظرته تجاه المرأة؛ فموقف الإسلام من المرأة موقف متوازن، اعترف لها بكل حقوقها الطبيعية والتشريعية التي منحتها لها السماء كحقها في الحياة والإنسانية
أكدت سيدتنا الزهراء، عليها السلام، في حياتها على نقطة هامة وهي ان تعتبر المرأة صانعة الأجيال والمربية لهم، فصلاح المرأة صلاح للأبناء وفسادها فسادهم كما قال الشاعر:
الام مدرسة اذا اعددتها
اعددت شعبا طيب الأعراق
تبقى السيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، الصرخة التي أرادت أن تقلع الحجر الأساس الذي بنى عليه التاريخ يوم السقيفة، وبالتالي أوقف أولادها من اهل البيت، عليهم السلام، حياتهم لمناصرة المظلومين وإحياء الأحكام الإلهية ولابد من اتباعهم وتجسيد سيرتهم دفاعا عن المحرومين و المستضعفين.
يمكن القول أنّ السيدة فاطمة، عليها السلام هي القدوة والمثل الأعلى، وهي الحل الأصلح لمشاكل المرأة التي قاستها طوال سنوات، فلابد أن تكون حاضرة في ذهن المرأة المسلمة.
للأسف العالم يكتشف كنوزنا الإنسانية ونحن ندفنها وننكرها ونحاول تشويهها، وهذا ما وقع على سيرة ومسير سيدة النساء فاطمة الزهراء، عليها السلام، التربوية وهي أنها تزوجت كأبسط ما يكون الزواج، وفي بيت بسيط جدا، وأنجبت، وقتلتها في ريعان شبابها أمة قريش الجاهلية والمتجاهلة بها وبمعجزتها التربوية والإنسانية الراقية التي لم يشهد التاريخ مثالا لها منذ آدم وحتى اخرولد من أولاده في هذه الحياة.
المعجزة الفاطمية التربوية تتمثل بإنجاب وتربية الافذاذ من البنين والبنات الذين كانوا قدوة الرجال والنساء فيما بعد، وأنّى للدنيا أن يشهدوا لأسرة مثل الأسرة الفاطمية التي تكاملت فيها كل القيم الإنسانية؛ فكانوا معصومين طاهرين مطهرين من الله رب العالمين.
رزقنا الله زيارتها في الدنيا و شفاعتها في الاخرة.