حب الانسان للمعرفة وفي كل نواحي الحياة امر في غاية الاهمية وهو ضروري الى حد بعيد، لكن شريطة ان يبقى في الأُطر السليمة ومن دون التعدي على خصوصيات الاخرين وممتلكاتهم الفكرية، فحين يمارس الانسان الفضول المعرفي فأن ذلك سيخدمه في المجالات المعرفية والمهارية، سواء على المستوى الاكاديمي او على مستوى متطلبات سوق العمل، فماهو الفضول المعرفي؟
وماهي اهميته في الحياة؟
وماذا لو غاب من حياتنا؟
يمكننا ان نعرّف الفضول المعرفي بأنه: حالة ذهنية ودافع داخلي وغريزة وسلوك وهو موجود عند الأطفال في بداية نشأتهم وعند الإنسان عموماً والحيوان. كما يُعرف على انه: حب الاستطلاع والحاجة إلى الفهم والمعرفة والرغبة في الاكتشاف ومعرفة حقائق الأمور.
⭐ من فوائد الفضول انه يثير الباحث فيجتهد في إجراء البحوث والتجارب
علمياً يمكن اعتبار الفضول المعرفي هو المحرّك القوي للمعرفة والاكتشاف، فكل المخترعات البشرية أساسها الفضول، فنحن لن نجد عالماً مخترعاً مستكشفاً ليس لديه فضول معرفي قوي، في هذا السياق يقول اينشتاين مكتشف نظريات النسبة “أنا لست موهوباً، أنا فضولي”
ويعضد هذا القول الدكتور (أحمد زويل) الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء بقوله: “إن الفضول هو الذي قاده إلى اكتشاف علم كيمياء الفيمتو والفضول هو أيضاً الذي قاده لاختراع الميكروسكوب رباعي الأبعاد الذي جعل بإمكاننا مشاهدة المادة بجميع أبعادها الزمكانية الأربعة”.
- اشارة:
نود الاشارة الى امر غاية في الاهمية هو الفضول المعرفي ليس سليماً في كل حالاته فقد يكون على عكس ذلك في حالات معينة؛ منها حب التعرف على المعلومات التي تغير القناعات الراسخة، ومنها ما يخص العقيدة، وبعض الامور الأمنية وغيرها من الامور التي يؤدي الاطلاع عليها ومعرفتها الى مشكلات، وبذا هي تكون مصدر قلق واختلال في السلوك الانساني بدلاً من ان تكون مصدر معرفة نافعة.
- عوائد الفضول العرفي للانسان:
1-من فوائد الفضول انه يثير الباحث فيجتهد في إجراء البحوث والتجارب؛ فيخرج لنا في كل مرة عالم او باحث بإكتشاف جديد يخدم البشرية، وبهذه الطريقة تتقدم الدول لكن شريطة ان تولي السلطات في تلك الدول اهمية قصوى لاؤلئك الباحثين، لتشجع اعمال الفضول لدى العلماء فيكتشفون الجديد المفيد لدولهم والعالم، وهذا ديدن البلدان الحيّة اما نحن فللأسف تأتي اهمية الاستكشافات والتجارب وبراءات الاختراع في نهاية قائمة الاهتمامات لدينا لذا نحن متأخرين في الكثير من الامور.
2- في اطار التعليم الاكاديمي ينشأ الفضول المعرفي من الرغبة في تعلم كل ما هو جديد بالاعتماد على مبدأ لذة التعليم، وبذا ينطلق عنان الدافع الداخلي للتعلم، وقد تؤثر عدة عوامل بإتجاه اثارة الفضول المعرفي لدى المتعلمين منها المنافسة بين الطلبة للحصول على درجات ميزة تؤهلهم للحصول على اختصاصات نافعة للانسان والمجتمع، والمُعلّم ايضاً له دور فعال في إثارة الفضول عند طلابه وتوفير الجوّ الملائم لنموّه، ثم إشباعه يكون قد أدى جزءاً كبيراً جداً من مهمته في التعليم.
⭐ نود الاشارة الى امر غاية في الاهمية هو الفضول المعرفي ليس سليماً في كل حالاته فقد يكون على عكس ذلك في حالات معينة
3- من عوائد الفضول المعرف انه يحوّل الانسان من مجرد تابع الي قائد يملك فكراً جيداً وهو احد اهم صفات الامم الصاعدة والمتقدمة في الوقت الحالي، على العكس يبقى الانسان مجرد رقم في سلسلة ارقام لا يمثل حضوره فاعلية ولا غيابه مشكلة فالامرين سيان.
- ماذا لو غاب الفضول المعرفي؟
حين يغيب الفضول المعرفي عن حياة الانسان سيكون راكداً راضياً بما تحت يديه غير ساعٍ الى التطوير مما يجعل منه انساناً رتيباً غير منتج يعد ساعات عمله للخروج الى المنزل، وبعدها الايام للوصول الى نهاية الشهر ليقبض مرتبه الشهري غير مكترثٍ لنوع المنتج الذي يؤديه، وبالتالي يفشل في الكثير من المهام التي توكل اليه، سيما ونحن نعيش في عالم سريع التطور، فلا يكاد يخلو عام من دخول معلومات ومهارات جديدة، وبعد تعرفنا على اهمية ان يتصف بالفضول المعرفي ينبغي ان يكون هذا المقال دافعاً تحفيزياً لنا لان نستمر بفضلونا للتعلم.