اذا ترك احد بيته لمدة طويلة ثم عاد اليه سيرى ان الدرج قد ملئ بطبقات من التراب، فيبدأ بتنظيفه من الاعلى تباعا، كلما انزل الاتربة من درجة الى اخرى سيرى تراكم الاتربة مع نزوله درجة درجة ويصبح ازالتها امر اصعب.
فمقولة ( نزول الدرج ليس كصعوده) لا تسري هنا، بل في هذه الحالة ( صعود الدرج ونزوله بحالته تلك متساويين بالصعوبة).
حياتنا كذلك وتراكماتها كلما مرعلينا الزمن كلما اثقلتنا تراكمات البيئة، و تراكمات الغفلة وكلما تذكرنا احداث الماضي كلما ازددنا هروبا منه.
فنحن امام خيارين: إما الظروف نفسها تجبرنا على تحمّل هذه التراكمات اوتوماتيكيا، وإما نحمل راية المواجهة ونحمل تلك المسؤولية بإرادتنا و لا نجعلها تؤثر على مسيرنا، ففي حالة اننا نستسلم للظروف سنصحوا من الغفلة ونحن على حافة الهاوية او الى الهاوية نفسها، او لا نعمل وفق ضوابط و بتكتيك منضبط لنحصل على نتائج رائعة كما في سيرة الناجحين.
فإذا نرى في كلتا الحالتين الظروف تجري، لكن لنتيجتين مختلفتين تماما بناءً على نظرتنا هل نواجه ام نتغافل؟
ففي خطبة امير المؤمنين عليه السلام: “أيها الناس، مـن سلك الطريـق الواضـح ورَدَ الماء، ومـن خالف وقـع فـي التِيه”. فالميزان للطريق الواضح هو الميزان العقلائي وتجارب الناجحين والعمل.
فأهدنا الصراط المستقيم مقدماته اعمالنا: (اياك نعبد واياك نستعين)
خلاصة: اهم نقطة يمكن ان نلخصها في كلمة ( التحدي)، فيجب ان نحافظ على هاجس التحدي فهو الذي يدفعنا نحو المواجهة يقول الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا