الخيال نعمة إلهية شأنها شأن العقل، يختص به الانسان دون غيره من الكائنات، وهو إما طاقة خلّاقة، او مهارة مدمرة، ولذلك لابد من توجيه الخيال، فلكي تمنع خيالك من أن يسرح بك في الأرضين السفلى، مثل الموبقات والتوافه وفي كل ما يضر، ثم بتوجيه خاليك الى الاعلى، الى الفضاء الرحب، الى عوالم الخير والصلاح.
وجّه خيالك نحو الافكار الايجابية، وابدأ من القمة، تخيّل أفضل الحالات، ثم ابداء بالنزول من القمة الى السفح ثم الى الارض، ثم تقدم خطوة بعد خطوة حتى يشمل خيالك الارض التي تقف عليها، والزمان الذي انت فيه، ثم فكر في وسائل تحقيق ما تخيلته في البداية.
تخيّل الحرية، تخيل العدالة، والصلاح، والخير، وتخيّل لنفسك دوراً فاعلا في كل ذلك.
تخيل نفسك بطلا ترفع راية الخير في كل مكان..
تخيّل نفسك خطيبا تدافع عن العدالة..
تخيّل نفسك حامل مشعل الحرية..
تخيّل نفسك داعيا الى الصلاح..
تخيّل نفسك إماما يقود الناس الى الايمان..
إنّ الخيال هو بداية كل خير، ولو لم يتخيّل العبيد أنهم أحرار لم يتحركوا نحو الحرية، ولو لن يتخيل المظلومون أنهم يحققون العدل بأنفسهم لما ناضلوا من أجل العدالة، ولو لم يتخيل الجاهلون أنهم تعلموا لما حاولوا أن يفهموا الحياة، ولو لم تتخيّل الشعوب المتخلّفة أنها اصبحت في مصاف الشعوب المتقدمة لما حاولت تغيير واقعها السيء.
وهكذا فإنه لابد من توجيه الخيال كما لابد من توجيه الإرادة، لان الخيال طاقة عظيمة فلو لم يتم توجيهه فلربما يتجه نحو الجريمة، وارتكاب الموبقات.