الهدى – وكالات ..
حذّر مقال تحليلي نشرته وكالة كابل بريس (Kabul Press) الإخبارية، من المخاطر التي تواجه أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، في ظل حكم حركة طـــالبان الإرهــابية، وأكد بأن المواطنين الشيعة يواجهون واقعاً قاتماً حيث يتم القضاء على حقوقهم الأساسية بشكل منهجي.
وأوضح المقال التحليلي، بأن “جماعة طــالبان الإرهـابية تسهم في صناعة هذا الوضع المزري للأقلية الشيعية المضطهدة، ووجدت الأخيرة أنها مهمشة ومعرضة للإبادة الجماعية والتهجير القسري والتمييز المنهجي على أساس عرقي وطائفي”.
وأضاف بأن “الجماعات الإرهــابية الماسكة للسلطة تفضّل مجموعتها العرقية البشتونية وتسعى لإقصاء أقلية الهزارة الشيعية في البلاد”.
ولخّص المقال حالة التشظّي التي يعاني منها الهزارة الشيعة في أفغانستان من خلال محاولات تجاهل الهويات الدينية وانعدام التمثيل السياسي للشيعة والاستبعاد من عمليات صنع القرار، والصراع على أساس عرقي أدى إلى خلق فوارق عرقية وطبقية بين الأفغانيين”.
وتابع بأن “نشر الدعاية والمعلومات الكاذبة يزيد من تعقيد قضية الفوارق العرقية، مع سعي طــالبان إلى إشاعة أن البشتون هم الأغلبية الساحقة في البلاد والتي تهدف إلى إدامة هيمنتهم على حساب الأقليات الدينية ومنهم الهزارة الشيعة”.
وأشار المقال إلى أن “عودة حركة طــالبان إلى الظهور في أفغانستان جلبت معها سحابة مظلمة من القمع، وخاصة بالنسبة للمجموعات العرقية غير البشتونية والأمم مثل الهزارة، وقد تصاعد تاريخ هذه المجموعة المتطرفة من انتهاكات حقوق الإنسان إلى مستويات مروعة، بما في ذلك الإبادة الجماعية لشعب الهزارة والتدمير المنهجي لهوياتهم التاريخية والثقافية”.
ولفت إلى أن “مجتمع الهزارة الشيعة معدومي الجنسية داخل وطنهم، وتعرضوا لحملات إبادة جماعية وحشية على يد حركة طــالبان. وتشمل الفظائع المرتكبة ضد سكان الهزارة القتل الجماعي والتهجير القسري والاستهداف المتعمد للمدنيين الهزارة، بما في ذلك النساء والأطفال”، مؤكداً أن “هذه الأفعال تشكّل انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الدولي”.
وكشفَ المقال أيضاً بأن “تفسير طــالبان المتطرّف للشريعة الإسلامية أدى إلى قمع الحرية الدينية، وخاصة بالنسبة لسكان الهزارة، الذين ينتمون للمذهب الشيعي في الإسلام، وقد تم استهداف وتدنيس ممارسات الهزارة الدينية والأضرحة والمساجد، مما منع المجتمع من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية”.
ورأى المقال بأن “الضروري تحدي الصور النمطية العرقية والسرديات التي تديم الانقسام، وإن تعزيز التنوع، واحترام حقوق تقرير المصير، والحوار بين الأعراق، والتفاهم، والتعاون، من الممكن أن يشكل خطوات حيوية نحو تخفيف التوترات العرقية”.
كما عدَّ الاعتراف بالتنوع العرقي الغني داخل أفغانستان والاعتراف بالهويات المتميزة لكل مجموعة “أمرًا ضروريًا لبناء مجتمع أكثر شمولاً وإنصافًا ويشمل ذلك الحفاظ على لغات وثقافات وتقاليد الأقليات وتعزيزها”.