متطلبات الحياة المتزايدة وتعقيداتها المستمرة والقلق الذي يحيط بالانسان في طريق سعيه لتوفير هذه المتطلبات والسعي لتحقيق التوازن بين عمله وواجباته العائلية والحاجات الخاصة بالفرد، تراكم المتطلبات واستمرار الانسان بالعمل لفترات طويلة تصيب الانسان بالإجهاد النفسي الذي يوصل الفرد إلى الشعور بالتعب، حتى عند أداء أبسط المهمات، وبالتالي يعجز الفرد عن التعامل مع هذه المتطلبات مما قد يؤثر على كل ما تفعله، فماهو الاجهاد النفسي؟
وماهي ادلة الوصول اليه؟
وكيف نواجهه؟
يعرف الإجهاد النفسي على انه عبارة عن: آلية يستجيب بها جسمنا وعقولنا تجاه الأشياء التي نعتبرها خارجة عن نطاق قدرتنا، فيحاول جسمنا وعقلنا الضغط باتجاه تجنب الفشل والهزيمة النفسية، لذا نحاول بشتى السبل دفع هذا الشعور بالهزيمة بإلقاء مزيد من الضغوط على عواتقنا سواء في العمل أو الأسرة ظناً منا أن هذه هي الطريقة لمواجهة الضغط النفسي، وهنا يتحول إلى مشكلة وعائق يؤثر على حياتنا.
⭐ جميعنا ومهما كانت طاقتنا النفسية كبيرة ام صغيرة يحاصرنا الاجهاد النفسي في حياتنا وهو استجابة إنسانية طبيعية نتيجة عدم اخذ فسحة للراحة النفسية
ظهر مصطلح الاجهاد النفسي لاول مرة في عام 1974م في بحث علمي اجرته الباحثة النفسية (هيربرت فرودنبرجر) فقالت ان المصطلح يعني: “إرهاق نفسي وجسدي تحدث بسبب الحياة العملية، وتمر بمراحل عديدة من بينها الإكراه من أجل إثبات النفس، ومن ذلك الحين واصبح استخدام المصطلح في الكثير من البحوث والدراسات النفسية”.
جميعنا ومهما كانت طاقتنا النفسية كبيرة ام صغيرة يحاصرنا الاجهاد النفسي في حياتنا وهو استجابة إنسانية طبيعية نتيجة عدم اخذ فسحة للراحة النفسية، هذه الحالة تبقينا في حالة من البرود والتقاعس عن اداء ابسط المهام ، فيكون ضاراً عندما يصل إلى مستويات عالية أو عندما يستمر إلى فترات طويلة، مما يقود إلى الإرهاق والإنهاك.
- كيف نعرف اننا مجهدون نفسياً؟
ثمة علامات ان توفرت او توفر بعضها يعني بالضرورة اننا مجهدون نفسياً ولابد من توقف يعيد لنا طاقتنا النفسية التي نفدت، ولابد ان تزود حتى نواصل الحياة، ابرز هذه العلامات؛ نشعر بالتعب الدائم من ابسط الامور التي ننفذها رغم ان الجهد الحقيقي الذي بذل قليل جداً.
ومن العلامات اننا نفقد قدرتنا على التركيز وهو ما يعيق عملية تنفيذ المهام التي تتطلب تركيزاً ذهنياً عالياً، وبالتالي قد ننقطع عن العمل او اننا نذهب للعمل جسدياً فقط مما يقلل نسب الانجاز، سرعة الاستثارة والعصبية الزائد على امور ربما لا تثيرنا في الايام العادية، ومن العلامات ايضاً اما صعوبات في النوم وتقطعه لدى البعض اما بعض الناس فيفرطون في النوم.
⭐ ان رعاية الانسان ذاته بذاته وهو مايعرف بـ( الرعاية الذاتية) ونعني به مرعاة الانسان لنفسه عند ملاحظة انها وصلت الى مستوى من التعب، يتخذ طرقاً لتحسين الحالة الصحية المتدهورة
كما اننا تحت تأثير الاجهاد النفسي نصاب بالنسيان وصعوبة التذكر، وحين نجهد يصعب علينا ان نتخذ قرار لابسط الامور، وجسدياً نصاب بالصداع المتكرر واضطرابات المعدة وربما يصل الحال الى ارتفاع ضغط الدم، ثم اننا بسبب الاجهاد النفسي يراجع لدينا الشعور بالتعاطف مع الآخرين ونرى ان انفسنا اولى بالتعاطف والرعاية، كل هذه العلامات هي ادلة واضحة على اننا مجهدون نفسياً وينبغي التخفيف.
- كيف نواجه الاجهاد النفسي؟
بعدة امور يمكننا ان نواجه الاجهاد النفسي والتخلص من اثاره المرهقة او تخفيفها على اقل تقدير ومن اهمها:
ان رعاية الانسان ذاته بذاته وهو مايعرف بـ( الرعاية الذاتية) ونعني به مرعاة الانسان لنفسه عند ملاحظة انها وصلت الى مستوى من التعب، يتخذ طرقاً لتحسين الحالة الصحية المتدهورة نتيجة ذلك الاجهاد، وهذا الذي كنت اعنيه في احد مقالاتي والذي وسم بـ( كافئ ذاتك) أي امنحها فرصة لاستعادة البريق الذي افقدها اياه الجهد المستمر، إذ يمكن ان تستعيد طاقتك بسفرة الى مكان مريح نفسياً او مجرد الاستراحة بأخذ اجازة لايام للتخلص من ضغط العمل.
ثم من الافضلية بمكان ان تتواصل مع الاشخاص الذي تشعر انهم يمدونك بالقوة ويعيدون شحنك من جديد وليس كل الافراد، فالاعتزال راحة ووقاية للنفس، وحين تُجهد نفسياً مارس الهوايات التي تحبذها والتي تخلصك من القيود النفسية المرهققة ومنها الاجهاد النفسي، ومن وسائل تخفيف الاجهاد زيارة المراقد المقدسة، والاشتراك ببعض الانشطة الدينية الروحية التي تعيد للنفس توهجها، وبذا يمكن ان تتخطى الاجهاد وتعود معافى.