الهدى – وكالات ..
تواصل السلطات السعودية إجراءاتها القمعية ضد حرية التعبير والتجمع وفرض القيود على ممارسة الشعائر العبادية، حيث طوّقت كمّاشة القيود الأمنية السعودية خلال اليومين الماضيين قريتي الفضول والطرف في منطقة الأحساء، ومنعت السلطات إقامة مهرجانين ثقافيين دينيين احتفاء بذكرى عيد الغدير. و
تداول نشطاء محليون عبر وسائل التواصل الاجتماعي اعلانا بتفاصيل مهرجان قرية الفضول يمتد على مدار يومين ويتضمن مشاركة عدد من رجال الدين والمنشدين وعروضا مسرحية، قبل أن يعاد نشره مذيلا بالاعتذار عن اقامته “بناءً على توجيهات الجهات الأمنية”.
من جهتها أدانت “لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في الجزيرة العربية” موقف السلطات السعودية بمنع الاحتفاء بالمناسبات الدينية، مؤكدة استنكارها “كل القيود التي تُفرَض والضغوط التي تُمارَس على الطائفة الشيعية بشكلٍ عام”.
وأضافت اللجنة في بيانها أن “هذا التضييق لا ينتهك حق إظهار وإقامة الشعائر فحسب، بل ينتهك حقّين أساسيين أيضاً هما الحق في التجمّع والمشاركة في التجمعات السلمية (المادة 20)، والحق في المشاركة في حياة المجتمع الثقافية (المادة 27)”.
وأشارت لجنة الدفاع إلى أن “الكثير من احتفالات ونشاطات الطائفة الشيعية كانت محطّ قمع السلطات السعودية، فسابقاً منعت الجهات الأمنية إقامة حفلات تكليف -حفلات تقام للفتيات والشبّان عند بلوغهم سن البلوغ الشرعي- على الرغم من خطابات الانفتاح المطوّلة التي باتت تتكرر يوميًا منذ تولّي محمد بن سلمان ولاية العهد، كما تكررت مؤخراً حوادث استدعاء الناشطين والناشطات دينيًا وثقافيًا، وتوجيه الإنذارات لهم وإجبارهم على التوقيع على تعهدات بإيقاف نشاطاتهم على الرغم من كونها لا تشكّل أي تهديدٍ أمني” حسب بيانها.
القيادي في “لقاء المعارضة في الجزيرة العربية” عباس الصادق، أشار إلى احتمالات شمول قرارات المنع أنشطة ومهرجانات أخرى حال التعتيم الرسمي ولوائح التهديدات الأمنية من رصدها، حسب ما ختم به تغريدته على منصة تويتر: حيث قال: “لكل مَنْ يعول على سياسة الانفتاح التي يدعيها بن سلمان، ولكل مَنْ انطلت عليه مزاعم التسامح عبر “قشمرات” محمد عبد الكريم العيسى وبقية الأدوات، أمامكم الدليل تلو الدليل، فبعد “دور العبادة” في الأحساء ها هو يمنع إقامة مهرجانات عيد الغدير في الطرف والفضول والله أعلم بقائمة المنع”.
ومنذ وصول محمد بن سلمان إلى منصب ولاية العهد في 21 يونيو 2017 وتفرده بادارة شؤون البلاد، تواصل الأجهزة الأمنية حملة شرسة لقمع كافة الآراء والجماعات والنشطاء الذين يعارضون سياساته أو يختلفون مع مضامين رؤية 2030 لا سيما في جوانبها الثقافية والاحتماعية.
وفي هذا الاطار اعتقلت السلطات السعودية العشرات من رجال الدين السنة والشيعة والصوفيين ومئات النشطاء وأصحاب الرأي والصحفيين في عموم مناطق البلاد، بعد أن جهروا بآرائهم المعارضة لبرامج 2030 وأنشطة هيئة الترفيه، في مسعى مفضوح لمحاولة اظهار المجتمع المحلي بلون واحد كمؤيد وداعم لسياسات محمد بن سلمان ورؤيته 2030 المثيرة للجدل، والتي تعارضها شرائح واسعة من المتدينين والمحافظين من مختلف المذاهب والمناطق.