الهدى – كربلاء المقدسة
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرّسي دام ظله ، أن يوم الغدير هو تجلٍّ لولاية الله على البشر، وتجسّدها في أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي الأكرم صلى الله عليه واله، ولذلك كان يوم الغدير هو عيد الله الأكبر، مبيناً إن هذا اليوم يعد أهم محطّة لاختبار مدى التزام الناس بولاية النبي صلى الله عليه وآله قبل امتحانهم بقبول ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وقال سماحته في كلمةٍ له بهذه المناسبة: “كل الخلائق مطيعةٌ لأوامر الله سبحانه وتعالى، فولاية الله مفروضةٌ عليهم تكويناً، أما الإنسان فقد أوتي هامشاً من الحرية في الدنيا لحكمة الإبتلاء، فقد يرفض ولاية الله ويكون متمرداً على ربه، فإذا خرج عن إطار ولاية الله دخل في ولاية الشيطان شاء أم أبى وهذا هو الخسران العظيم”.
وبين سماحته أن معنى ولاية رسول الله على الأمة هو أن له صلاحية الأمر ولزوم إمتثال أوامره كضرورة إطاعة الله المتعال، وإنه وليّنا وقد سلّم بيده زمام إدارة حياتنا، مؤكداً أن الولاية الإلهية تتجلى في ولاية أنبياءه حيث يقول الرب سبحانه: (وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليطاع بإذن الله)؛ وقد كرّس الرب هذه الولاية في هذه الأمة في يوم الغدير الأغر.
ودعا سماحة المرجع المدرّسي الأمة الإسلامية الى إلتزام نهج الولاية من خلال الإلتفاف حول العلماء الربانيين لأنهم وكما قال النبي عنهم ( ورثة الانبياء) فالفقهاء نواب المعصومين بالنيابة العامة ولذلك فهم ممثلون لتلك الولاية، مؤكداً أن الولاية التي رسمها النبي صلى الله عليه واله، للأمة في يوم الغدير في تنصيب الإمام علي عليه السلام خليفةً للأمة لم نتنه بإستشهاده، بل استمرت في الأئمة عليهم السلام من بعده وصولاً الى الإمام المنتظر عجل الله فرجه، ومن ثم العلماء الربانيون كنوّابٍ عنه صلوات الله عليه.