الهدى – متابعات ..
توافدت مئات الأُسر من مختلف المحافظات إلى تكريت مركز محافظة صلاح الدين، اليوم السبت، لإحياء الذكرى التاسعة لـ”مجزرة سبايكر” والتي راح ضحيتها أكثر من ألفي جندي على يد تنظيم داعش الإجرامي عام 2014.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن قوات الأمن والدوائر المعنية نفذت خطة خدمية وأمنية محكمة لتأمين وصول أسر الشهداء إلى مكان الجريمة في القصور الرئاسية عند أطراف مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
من جهته اتهم رئيس لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين حسن سالم، اليوم السبت، عشيرة المقبور صدام حسين بالتعاون مع تنظيم داعش بتنفيذ مجزرة معسكر “سبايكر” في مدينة تكريت، جاء ذلك بكلمة ألقاها في المحفل التأبيني بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة سبايكر.
وقال سالم في كلمته، إن تنظيم داعش مجرم وارتكب أبشع الجرائم، مستدركا القول “لكن هذه الجريمة قد أُرتكبت من قبل النفر الضال، والمجرم من عشائر تكريت وبالخصوص عشيرة المقبور صدام”.
وأعدم تنظيم “داعش” رميا بالرصاص نحو 2000 شخص وهم طلاب في كلية الطيران وعناصر أمن داخل قاعدة عسكرية معروفة باسم “سبايكر” في محافظة صلاح الدين عند سيطرته على المنطقة في حزيران 2014.
وتبنى “داعش” آنذاك الحادثة، ونشر صورا ومقاطع مرئية أظهرت محاصرة مسلحي التنظيم للجنود في القاعدة العسكرية قبل إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة.
وتعدُّ مجزرة “سبايكر” هي المجزرة الأكبر والأولى ضمن سلسلة مجازر التنظيم الطويلة في نينوى وكركوك وديالى والأنبار.
وفي ذات السياق استذكرَ العراقيون اليوم السبت، الموافق للعاشر من حزيران، إحياء الذكرى التاسعة لاحتلال عصابات داعــش الإرهـابية للبلد، بعد سقوط مدينة الموصل وعشرين قرية ومدينة عراقية أخرى، مؤكّدين على عظيم التضحيات التي قدّمها العراقيون الملبّون لفتوى المرجعية.
وفيما لا تزال لحظات سقوط الموصل بعد سيطرة عصابات داعـــش الإرهــابية على المدينة، حاضرة في ضمير العراقيين، أكدوا العديد من المواطنين في أحاديث لهم، أن “هذا اليوم لا يمكن نسيانه أبداً كون أنّ الإرهــابيين قضموا قطعة من جسد أرض الأنبياء والأولياء والمقدّسات العظيمة”، لافتين إلى أن هذا اليوم “ما زال يحمل بقايا وجع قاتل وجرح لم يندمل”.
وتابعوا بأنّ “هذا السقوط المدوّي للمدينة وما تبعته من جرائم فادحة بحق العراقيين مثّل انتكاسة قوية لهم، ولكن بصبرهم وتكاتفهم والتضحيات الجسام والفتوى الخالدة حوّلوا الانتكاس إلى نصر حقيقي على الإرهابيين”.
وأشار المتحدّثون إلى أنّ “خطر داعــش الإرهــابية لم يكن مقتصراً على العراق والمنطقة وإنما كاد أن يصبح إرهــاباً عالمياً يهدّد البشرية بأسرها بسبب فكره المتطرّف والدعم المقدّم له من الدول العدوّة للحياة”.
ولفتوا إلى أنّ “العراق بتضحيات أبنائه دافع عن جميع العالم وقدّم دماءه قرباناً في سبيل أن تتخلّص البشريةُ من أسوأ منعطف تاريخي، وهذه التضحيات يجب أن يتذكّرها العالم ويذكرها بالإجلال والتعظيم”.
ودعا المواطنون في الوقت ذاته إلى “عدم الركون والسكينة، والعمل أكثر على طرد جميع الإرهــابيين من العراق ومحاربة الفكر الأعمى كي لا ينتشرَ ويؤدّي لظهور أجيال جديدة من داعــش الإجرامية”.
كما طالبوا الحكومة العراقية “بإنصاف التضحيات العظيمة التي قدّمها أبناء البلد، ورعاية عوائلهم وذويهم وتخليد بطولاتهم في الوقوف بوجه أعتى العصابات الإجرامية، فضلاً عن الاقتصاص من مرتكبي الجرائم البشعة”.