من أهم القضايا التربوية في إطار مسؤوليات الأسرة، دعم أبنائها في جانب المهارات وتطويرها، وإذا جئنا للأولويات التربوية للأبناء (الأولاد والبنات)، فإن تعليمهم الدين يأتي أولا، مع ضبط الأخلاق والسلوكيات الحسنة وإيمانهم بالقيم النبيلة، ومن ثم يجب أن يعطي الأبوان أهمية كبيرة لمسألة المهارة التي يتعلمها الابن أو البنت، ومن ثم تتحول هذه المهارة إلى مهنة تعيل الشاب هو و عائلته المستقبلية.
تبدأ عملية تطوير مهارات الأبناء بمحاولة وسعي الأب و الأم أو كلاهما، بمعرفة الهوايات العملية التي يرغب الابن أو البنت أن يقوما ويتعلقان بها، بالطبع هذه الرغبات قد تتعلق بأمور رياضية (لاسيما الأولاد) والقيام بألعاب مختلفة ضمن الجوانب الترفيهية والترويحية التي يرغب بها الأطفال والمراهقون والشباب، لكننا نتكلم هنا عن المهارات التي تتحول إلى مهن يمكن للإنسان أن يجعل منها مصدر رزق له تعينه على مواصلة مشوار الحياة.
⭐ النقطة الأولى التي يجب أن يقوم بها الأب و الأم هي رصد حركات ورغبات الأبناء، وبذل كل ما يلزم لمعرفة ما هي الأعمال التي يرغبون القيام بها، ولماذا يتعلقون بها
فالنقطة الأولى التي يجب أن يقوم بها الأب و الأم هي رصد حركات ورغبات الأبناء، وبذل كل ما يلزم لمعرفة ما هي الأعمال التي يرغبون القيام بها، ولماذا يتعلقون بها، ومن ثم السعي الدائم لأولياء الأمور على دعم الأبناء لكي يمضوا قُدُما في إتقان هذه المهارات وتطويرها، وحثهم على تعلمها جيداً والتمرين عليها بشكل مستمر ومنتظم حتى يصلوا إلى مرحلة تحويل المهارة إلى مهنة يعيش من خلالها الأبناء ويحصلوا منها على مصدر رزق يومي مؤمَّن و مستمر.
في شعوب ودول أخرى متقدمة هناك نظام اجتماعي ورسمي (حكومي) عام يصب في مجال تطوير مهارات المراهقين والشباب على وجه الخصوص، فمثلا في أستراليا تبدأ الدولة وحتى العائلات منذ بلوغ الأبناء عمر 15 سنة، تبدأ هذه العوائل بزج أبنائها في أعمال مختلفة ومتنوعة وبحسب رغبة هذا الابناء أو تلك البنت لهذا العمل أو ذاك.
هذه الطريقة توفر فرص عمل لجميع المراهقين والشباب بشكل مبكر وهم في مقتبل أعمارهم، ولا يتم فرض هذه المهنة أو تلك على أبنائهم، بل يتركون لهم حرية اختيار المهنة والعمل الذي يحبه حتى يحبه ويُبدع فيه ويتطور بشكل مستمر ودائم، فتبادر العائلة، ولي الأمر، الأب أو الأم أو كلاهما إلى دعم مهارات الأبناء، وإتاحة فرص كثيرة لتطوير مهاراتهم.
في العراق يوجد لدينا مثل هذا الأسلوب في تطوير مهارات المراهقين والشباب، فيقوم الأب بزج ابنه في إحدى المهن مع صديق أو قريب له، ويطلب من صاحب العمل أن يسمح لابنه بالعمل به حتى لو كان عمله بلا أجور في المرحلة الأولى، لأنه في كثير من الأحيان بعد أن يحب الشاب العمل ويُبدع فيه ويحبه ويتقنه، سوف يحقق فيه نجاحا كبيرا، والشاب الذي يحب عمله تتطور مهاراته في هذا العمل بشكل واضح ومستمر.
ومع مرور الوقت يتمسك صاحب العمل بهذا العامل الشاب أو المراهق، ويخصص له أجور لا بأس بها، لكي يكسبه أكثر ويحثه على إتقان العمل بصورة أفضل، وسرعان ما يستجيب الشاب إلى صاحب العمل ويتطور في عمله بالفعل، وبهذه الطريقة يتعلم المراق أو الشاب مهنة جيدة منذ نعومة أظفاره ويتقنها وتصبح مهنة تجلب له الرزق المستمر، وأفضل الشباب هم أولئك الذين يتمسكون بمهنتهم ويطورونها ويبدعون فيها.
⭐ في العراق يوجد لدينا مثل هذا الأسلوب في تطوير مهارات المراهقين والشباب، فيقوم الأب بزج ابنه في إحدى المهن مع صديق أو قريب له، ويطلب من صاحب العمل أن يسمح لابنه بالعمل به حتى لو كان عمله بلا أجور في المرحلة الأولى
هناك شباب يسعون إلى فتح مشاريع مهنية خاصة بهم، فبعد أن تتطور مهاراته، ويتعلم مهنته التي أحبها وأتقنها، يفكر في تأسيس مشروعه العملي الخاص به، ويفكر بالانفصال عن صاحب العمل الذي تعلم منه المهنة التي أحبها، وهؤلاء الشباب غالبا ما ينجحون في تطوير مشاريعهم المهنية الخاصة، فيصبح مع الوقت صاحب مهنة وصاحب مشروع، وفي الغالب يتطور عمل الشاب ليفتح فروعا أخرى للعمل الذي أتقنه.
إذًا مطلوب من العائلة الأب، الأم الابن الأكبر أو البنت الكبرى، أن تركز على مهارات أفراد العائلة الصغار، وتلاحظ ماذا يرغبون وماذا يحبون وما هي مواهبهم، ومع تقدم العمر لابد من تقديم الدعم والرعاية اللازمة لتطوير هذه المهارات، ومن المهم أن يقوم الأب بدوره في زج أبنائه في مهن يدوية حرفية مهنية مختلفة لكي يتقنها الأبناء، وتتطور فيها مهاراتهم فيصبحون أصحاب عمل ومهن جيدة تتطور مع الزمن وتصبح مصدر رزق مهم للشباب.