لكل انسان رسالة وجد من اجلها، ولكي يحقق الانسان اهدافه في الحياة فلابد من وجود وسائل، و المال إحدى هذه الوسائل، حيث ان وجود الانسان في الحياة هو لغرض او لحكمة من الله تعالى.
و المال ليس الهدف الوحيد لكل الناس، فمن يتخذ المال غاية لن يجد السعادة التي يبحث عنها، لانه سوف لن يكتفي مهما حصل من المال.
إن اهداف الناس عامة، وهي الحصول على السعادة، و من الوسائل التي تستخدم لتوفير السعادة،ليس المال وحده، بل من اهم اسباب السعادة؛ المحبة، والامل، والحب، والوحدة، وغيرها، وبالطبع هذا لا يلغي ولا يقلل من نسبة السعادة التي يوفرها المال، فالمال من شأنه توفير الطعام، والشراب، والملبس.
وهذه اشياء من البديهي ان يحصل عليها الانسان، حتى وان كانت قليلة، وبما ان كل انسان كتب الله له رزقه، فهذا يؤكد أن المال ليس هدفا، ولا غاية، ولا رسالة الانسان التي وجد من اجلها.
المال يمر بمرحلتين: الاولى تحديد الغاية، ومنه ينبع تحقيق هذه المرحلة، ثم يتم تسخير هذه الغاية لتصبح وسيلة لتحقيق غاياتنا الاخرى.
ان توقف الانسان عند المرحلة الاولى يعد مشكلة، لانه يصبح عبداً لهذا المال، وهوس جمع الاموال تكون عادته.
أما إذا تجاوز الى المرحلة الاخرى فهو الامر الطبيعي، فالمال وسيلة وجسر نسير عليه ليوصلنا لاهداف اسمى.
لكن اذا كان المال لدى البعض هو الغاية! ما الحل؟
التفكّر بان المال زائل، والحياة زائلة، ان لم احقق بالمال هدفا فلا قيمة لحياة بدون هدف.
وان كان المال هدفا اساسيا ونهائيا، فهنا لا تستطيع ان تستمتع بملذات الحياة رغم ان المال هو زينة الحياة.
ان تستجمع المال فقط ولا تمنحه للآخرين في حياتك، فالموت هو النهاية، ويبقى المال لآخرين غيرك لم يتعبوا في الحصول على الثروة .
خُلق الانسان مُكرماً بعقله، وله حقوق وواجبات، فالحقوق تضمن له الحياة المكرمة، وعليه واجبات يقوم بها لتحقيق توازن المجتمع، ومن نقطة الحقوق ينطلق الانسان حيث يسعى لبذل جهده ووقته لتوفير حقوقه منها: المسكن، والملبس ، والغذاء، والرعاية الصحية، وحق التعلم، وغيرها من متطلبات الحياة الضرورية لاستمرار الحياة بكرامة وهناء.
وفيما يتعلق بتلك الحقوق لتوفيرها يتطلب شرطا اساسيا وهو المال لذلك فهو وسيلة لتوفير العيش الامن.
-
جمع المال يمر بثلاث مراحل
١ -مشكلة مصدر المال: قد يصبح المال شرا، ويعد بابا من ابواب الخطورة التي يمثل فتحه اذا كان مكسبه حراما، ثم يصرف في حرام، بذرة سوداء في القلب تغطي الجسد.
٢- إنفاق المال على ماذا؟ (الهدف المنشود الذي من اجله يحصل على المال).
٣- ما بعد الهدف؛ (التشبع، وهذا يأخذ مسارين: الاول؛ يصبح بلاهدف، ولامسؤولية، ولارقيب، فينفق فيما لانفع فيه، والمسار الآخر؛إعطاء حق المال، والمقصود به مساعدة الغير).
فالمال هو الوسيلة التي جعلها الله تعالى في متناول ايدينا لنتبادل الخيرات، ولذا فهو وسيلة، ولما كان للانسان غاية فلابد من وجود وسائل، ومن هذه الوسائل المال، والدليل على ان المال وسيلة وليس غاية هو ان الانسان بمجرد ان يعمل عملا مهما كان بسيطا فهو سيحصل على اجره، ومن ثمَّ سيسد قوته. وفي حال كان المال غاية فبمجرد ان يحصل الانسان عليه سيكون قد حقق غايته، فما الفائدة من وجود الانسان اذا استطاع ان يحقق غايته في بداية شبابه.
فعلى الانسان ان يدرك حقيقة وجوده؛ فللانسان عقل يفكر به، فعليه ان يغوص في اعماق وجوده.
وبالتفكير سوف يتوصل الانسان ان السبب الاساسي لوجوده هو العبادة حيث سيجد في النهاية انه زائل فما فائدة جمع المال بلاهدف. وعندما يصل الى هذه النقطة من التفكير، ويدرك حقيقته، بلاشك سيكون انسانا واعيا.