الهدى – وكالات ..
هدّدت حركة “أنصار الله” اليمنية بخطوات قد تتخذها الحكومة اليمنية من بينها العمل على إيقاف حركة الملاحة الجوية والبحرية وصادرات النفط في “السعودية” في حال فشل المفاوضات مع الرياض.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، محمد الفرح في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “يتوقع البعض أن الاستهداف سيقتصر على آبار ومصافي النفط والتحلية في حال فشل المفاوضات مع النظام السعودي، لكن التوقعات تشير إلى أنّ الملاحة ستتوقف تماما، وسنبقى جميعًا من دون موانئ ومطارات”.
ودعا القيادي في حركة “أنصار الله” في تغريدته النظام السعودي إلى “مراعاة مصالحه قبل مصالح الأميركي”.
وجاءت هذه التهديدات والتحذيرات في وقت يُتوقع فيه استئناف المفاوضات التي أجراها وفد للنظام السعودي برئاسة السفير لدى اليمن محمد آل جابر مع “حركة أنصار الله” في صنعاء في 8 أبريل الجاري والتي استمرت 6 أيام جرى خلالها بحث الملف الإنساني ووقف إطلاق النار في اليمن وبدء عملية سياسية يمنية شاملة، بحضور وفد عُماني.
وأكدت الحكومة اليمنية في صنعاء أنّ أي تقدّم إيجابي مع النظام السعودي في هذه المفاوضات مرهون بخطوات عملانية.
وفي السياق ذاته، أكد اللواء محمد العاطفي، خلال زيارة للمرابطين من منتسبي المنطقة العسكرية الخامسة في محاور التحيتا والفازة والحيمة الساحلية والجراحي بالساحل الغربي، أن “البحر الأحمر وباب المندب منطقة يمنية وقواتنا قادرة على تأمين الملاحة البحرية الإقليمية والدولية”، مشدداً على أن “زمن الوصاية على اليمن قد ولى إلى الأبد”.
وأوضح أن “الأوضاع اليوم، وفي هذه المرحلة، تتجه إلى التهدئة والوصول إلى سلام شامل، وهذا كله مرهون بصدق النوايا لقادة تحالف العدوان مع ما تم التفاهم عليه مع القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، والالتزام بهذه التفاهمات لمصلحة المنطقة وشعوبها، وفي المقدمة المصالح الإقليمية والدولية”.
وحذّر اللواء العاطفي “دول تحالف العدوان من أي التفاف أو مناورات في التعاطي مع هذه التفاهمات لأن أي نقض أو مراوغة لأي اتفاق أو تفاهم سيعود بالخسران عليها، وستوقعها في مآزق لا نهاية لها”.
وأضاف أن “نصيحتنا الصادقة للعدوان، ومن تحالف معهم، أن يتعلموا من الدروس السابقة لأن بنادقنا ومدافعنا وصواريخنا ومسيّراتنا جاهزة، وعليهم التأكد أن المعارك القادمة لن تكون داخل اليمن كما يتوهمون بل ستكون في مفاصل العمق البعيد للعدوان، والتي سيجعلها تدرك جيداً معنى الألم الكبير”.
وأشار وزير الدفاع اليمني إلى أن “ما يحدث اليوم من محادثات مع دول العدوان، وما تطرحه القيادة الثورية ممثلة بالقائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يدير معطيات المرحلة بحكمة وبُعد نظر وسِعة أفق، تضع في الأولوية مصلحة الشعب اليمني، وكذا وضع لبنات راسخة للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة”.
وفي الاتجاه نفسه، أكد رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء عبدالله يحيى الحاكم، من جبهة محور عسير، أن “العدو لم يصل إلى مرحلة التفاوض إلا نتيجة لجهودكم وثباتكم في ثغور البلد دفاعا عن الكرامة والإنسان والعقيدة”، مشدداً على أن “الخصم في الميدان هو أوهن من بيت العنكبوت لأنه عبارة عن أداة للعدو الحقيقي”.
وفي ظل هذه التحذيرات الصارمة التي تحرص صنعاء على تذكير النظام السعودي بموجبها بوجوب الالتزام بمقتضيات السلام والكفّ عن المماطلة، يبرز السؤال عن مصير المفاوضات والسلام المرتقب.
ويقف الوضع في اليمن حالياً عند نقطة تعتبر صنعاء بموجبها أن الكرة في ملعب النظام السعودي، الذي يتوجّب عليه إثبات جديته في تنفيذ متطلبات السلام، وعدم الاستسلام للرغبات الأميركية بالعرقلة للانتقال من المراوحة في مرحلة اللاحرب واللاسلم.
ومن المتوقع استئناف اللقاءات خلال الفترة القصيرة المقبلة بعد توقف بمناسبة عيد الفطر. واستئناف التفاوض سيشكّل فرصة لمحاول حلحلة عدد من النقاط التي لا تزال محل خلاف.
وبحسم هذه الخلافات أو تواصل التباين فيها، يتقرر ما إذا كان اليمن يتجه إلى إيقاف العدوان أو استئنافه، أو على أقل تقدير استمرار الحالة الراهنة المتمثلة بالتهدئة.