“اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ وَ بُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَ صِدْقَ النِّيَّةِ وَ عِرْفَانَ الْحُرْمَةِ، وَ أَكْرِمْنَا بِاْلهُدَى وَ الاِسْتِقَامَةِ، وَ سَدِّدْ أَلْسِنَتَنَا بِالصَّوَابِ وَ الْحِكْمَةِ، وَ امْلَأْ قُلُوبَنَا بِالْعِلْمِ وَ الْمَعْرِفَةِ، وَ طَهِّرْ بُطُونَنَا مِنَ الْحَرَامِ وَ الشُّبْهَةِ، وَ اكْفُفْ أَيْدِيَنَا عَنِ الظُّلْمِ وَ السِّرْقَةِ، وَ اغْضُضْ أَبْصَارَنَا عَنِ الْفُجُورِ وَ الْخِيَانَةِ، وَ اسْدُدْ أَسْمَاعَنَا عَنِ اللَّغْوِ وَ الْغِيبَةِ، وَ تَفَضَّلْ عَلَى عُلَمَائِنَا بِالزُّهْدِ وَ النَّصِيحَةِ، وَ عَلَى الْمُتَعَلِّمِينَ بِالْجُهْدِ وَ الرَّغْبَةِ، وَ عَلَى الْمُسْتَمِعِينَ بِالاِتِّبَاعِ وَ الْمَوْعِظَةِ، وَ عَلَى مَرْضَى الْمُسْلِمِينَ بِالشِّفَاءِ وَ الرَّاحَةِ، وَ عَلَى مَوْتَاهُمْ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ، وَ عَلَى مَشَايِخِنَا بِالْوَقَارِ وَ السَّكِينَةِ، وَ عَلَى الشَّبَابِ بِالْإِنَابَةِ وَ التَّوْبَةِ، وَ عَلَى النِّسَاءِ بِالْحَيَاءِ وَ الْعِفَّةِ، وَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ بِالتَّوَاضُعِ وَ السَّعَةِ، وَ عَلَى الْفُقَرَاءِ بِالصَّبْرِ وَ الْقَنَاعَةِ، وَ عَلَى الْغُزَاةِ بِالنَّصْرِ وَ الْغَلَبَةِ، وَ عَلَى الْأُسَرَاءِ بِالْخَلاَصِ وَ الرَّاحَةِ، وَ عَلَى الْأُمَرَاءِ بِالْعَدْلِ وَ الشَّفَقَةِ، وَ عَلَى الرَّعِيَّةِ بِالْإِنْصَافِ وَ حُسْنِ السِّيرَةِ، وَ بَارِكْ لِلْحُجَّاجِ وَ الزُّوَّارِ فِي الزَّادِ وَ النَّفَقَةِ، وَ اقْضِ مَا أَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ، بِفَضْلِكَ وَ رَحْمَتِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ”.
العلاقة بالإمام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، ليست كأي علاقة أخرى، لأنها مع إمام حاضر- غائب، لها شروط خاصة، كما لها أبعاد واسعة، وأهمية بالغة في حياة الفرد الواحد، وفي حياة أفراد الأمة مجتمعين، فمن أجل الوصول الى المستوى المطلوب لهذه العلاقة، يتعين علينا تحديد الطرق الصحيحة، ومن أبرزها؛ الدعاء المروي عنه، عجل الله فرجه.
⭐ العلاقة بالإمام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، ليست كأي علاقة أخرى، لأنها مع إمام حاضر- غائب، لها شروط خاصة، كما لها أبعاد واسعة، وأهمية بالغة في حياة الفرد الواحد
وكما يعلم القارئ الحصيف ما للدعاء من آثار في النفس، وكيف انه يسهل عملية توجيه البوصلة، ويفتح شغاف القلب لتعزيز العلاقة الايمانية مع الإمام الغائب، وقد حفلت كتب الأدعية والزيارات التي خلّفها لنا أعاظم المحدثين، بأدعية ذات مضامين عميقة، ولغة راقية، وخطاب مرهف مثل؛ دعاء الندبة، ودعاء العهد، ودعاء الفرج.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف السامي، وتعزيز علاقتنا بالإمام الحجة المنتظر، وليكون موجوداً في حياتنا العملية على طول الخط دون انقطاع، بادر سماحة السيد مرتضى المدرسي، نجل المرجع المدرسي (دام ظله)، بتسليط الضوء على الدعاء المروي عن الامام، عجل الله فرجه، وقد ثبته الشيخ عباس القمّي ـ طاب ثراه- في “مفاتيح الجنان”، بالاستناد الى الكتاب القيّم؛ “مصباح المجتهد” للشيخ ابراهيم بن علي بن الحسن بن صالح، المعروف بالكفعمي، وقد صدرناه في مقدمة هذه القراءة.
ومن مميزات هذا الدعاء أنه يرسم خارطة طريق عملية لنا في حياتنا اليومية، تساعدنا في الحفاظ على جسور العلاقة مع إمام زماننا، وأن نكون كما يريد، عجل الله فرجه، لا كما نريد نحن، “فهو البرنامج الذي يمكن أن نجعله مقياساً للمسافة الفاصلة بيننا وبين من أرادهم الإمام، فمن جعل فقرات هذا الدعاء معياراً يمكنه أن يرى المسافة التي ينبغي عليه أن يسلكها لكي يكون كما اراد، عجل الله فرجه”. يقول سماحة السيد مرتضى المدرسي في مقدمة كتابه.
⭐ عندما يكتب النجاح لكتاب ثقافي مثل هذا، فيعني أننا ننتظر جهوداً مماثلة من سماحته وعلماء آخرين أن ينهضوا بمسؤولية تسليط الضوء على أدعية أخرى للمعصومين، عليهم السلام
هذا الكتاب من 128صفحة من القطع الوزيري، رأى النور مؤخراً، تناول دعاء الإمام الحجة على شكل فقرات، كل فقرة لها عنوان خاص، مثل؛ فقرة “الله أرزقني توفيق الطاعة”، تحت عنوان: عبدٌ مطيع، والفقرة الثانية: كلا للمعصية (وبُعد المعصية)، ويمكن الحصول على الكتاب من دار البصائر الواقعة في كربلاء المقدسة؛ شارع قبلة الإمام الحسين، عليه السلام.
كما عودنا سماحة السيد في محاضراته، وفي مؤلفاته، بأسلوبه السلس ولغته السهلة، وخطابه المباشر والدقيق في معالجة المسائل بشكل عملي يتطابق مع الواقع. كما يخاطب مشاعر الانسان وعقله وفطرته في مسائل العقيدة، داعياً إياه للتغيير وإعادة النظر في طريقة التفكير والسلوك، لاسيما ما يتعلق بالعلاقة بالامام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه، فهو يخاطبنا في هذا الكتاب عن العقيدة تحت عناوين: صبغة الله، و حدود الله، وقيمة الانسان، كما يحدثنا عن العلاقات الاجتماعية؛ خُذ حقك ولا تتعدى على غيرك، و الاغنياء والفقراء، كما يتحدث عن تنمية حالة الورع من خلال؛ صمّها رحمك الله، و طاقة في طاعة، و زكيّ البصر، كما يتحدث عن؛ العالم والمتعلّم، و شيوخ الأمة (كبار السن). وعندما يكتب النجاح لكتاب ثقافي مثل هذا، فيعني أننا ننتظر جهوداً مماثلة من سماحته وعلماء آخرين أن ينهضوا بمسؤولية تسليط الضوء على أدعية أخرى للمعصومين، عليهم السلام، تمثل منظومة أخلاقية وسلوكية وفكرية تثبتنا على طريق الولاية والهداية في زمن تعجّ فيه الأفكار في قوالب مغرية، الى جانب حملة تشكيك و زرع لحالة اليأس من كل شيء.