المشارك في المسابقة للكتابة حول الإمام المهدي
للمعرفة دور اساسي وكبير في علاقتنا بصاحب الزمان، عجل الله فرجه، فهي السبيل للارتباط بالإمام القائم وهي بدورها تنتهي بنا لأداء مسؤوليتنا تجاه الإمام بالشكل المطلوب والهيئة التامة، فبدون المعرفة كيف لنا ان نعرف مسؤوليتنا تجاه الإمام اصلاً، ناهيك ادائها، ففي هذا المقال المختصر نبين شيئا من هذا الدور الاساسي للمعرفة ونذكر بعض القصص والشواهد على ذلك ونرد على بعض الشبهات ونذكر شيئا من دور الإمام صاحب الزمان في رعاية شيعته ومحبيه.
- الدليل على محورية المعرفة
عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: “إن للقائم غيبة قبل أن يقوم
قلت: ولم؟
قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه.
ثم قال: يا زرارة: وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته [منهم من يقول مات أبوه ولم يخلف و] منهم من يقول هو حمل، ومنهم من يقول هو غائب ومنهم من يقول: ما ولد ومنهم من يقول: قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تبارك وتعالى يجب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
قال زرارة: فقلت: جعلت فداك، فان أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل؟
قال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فألزم هذا الدعاء.
اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني”. (البحار ج٥٢ ص١٤٧).
من هذه الرواية نستدل على ضرورة المعرفة فمن لم يعرف الله لا يعرف الرسول ومن لم يعرف الرسول لم يعرف الإمام ( الحجّة) ومن لم يعرف الحجّة فنتيجته هي الضلال والتيه البعيد.
- المعرفة وقاية من الشبهات
بعضُ مَن في قلوبهم مرض؛ المشككون المرتابون الشاذون فكرياً لا يكلون ولا يملون من رمي التشكيكات في عقيدتنا بالإمام الحجّة، رغم ثبوت الحقيقة المهدوية في مختلف المذاهب السنية لكن مختلف في مصاديقها، فيرمون عقيدة المؤمنين بالباطل ويدعون عليها غير الحق فيقولون انها خرافات ولا واقع لها، ليزعزعوا بذلك عقيدة الموالين ويثيروا في نفوسهم الريبة، ولكن هيهات فهناك من هم متسلحون بنور المعرفة وبرهان الحجّة، وقوة الدليل تجعلهم ثابتون صامدون متصدون لهذه الاباطيل.
- المعرفة تدلنا على الإمام
كثر المدعين بالإمامة كذباً وزوراً منذ بداية العصر الاسلامي؛ فتجد العباسيون ادعوها فسمى عبد الله المنصور ابنه محمد ولَقبه بالمهدي، اشارةً الى ان ابنه هو المهدي واغرى الرواة بالذهب البراق ليضعوا احاديث تخدم سلطتهم وتثبت حكومتهم،
فهذه الرواية المعروفة عندنا الواردة، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه و آله: “الْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدِي، اسْمُهُ اسْمِي، وَ كُنْيَتُهُ كُنْيَتِي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِي خَلْقاً وَ خُلْقاً ، يَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَ حَيْرَةٌ تَضِلُّ فِيهَا الْأُمَمُ، ثُمَّ يُقْبِلُ كَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ يَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً”.
زادوا عليها الوضاعون “اسمه اسم ابي” ليتوافق ذلك مع اسم الخليفة المنصور (عبدالله) كما وردت في كتب اهل العامة عن رسول الله: “لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث فيه رجلاً مني، أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً”. (مستدرك الحاكم).
⭐ لا يكفي للمنتظِر ان يضع يد على يد ويجلس فقط، بل عليه إضافة معرفة أحوال إمامه، وهو مطلب مهم، وذلك ما ينشده الإمام المهدي
العالم والعارف بالروايات ويميز صحيحها من ضعيفها وصوابها من خطأها لا ينخدع بكلام الوضاعين ورغبة السلاطين،والمدعين الكاذبين، ومثال على ذلك موقف ابو سهل النوبختي من مدعي النيابة الخاص للإمام الحجّة وهو الحلاج فجاء في كتاب الغيبة للطوسي رسالة الحلاج الى ابي سهل وهذا نص الرسالة والرد عليها: إني وكيل صاحب الزمان عليه السلام – وبهذا أولا كان يستجر الجهال ثم يعلو منه إلى غيره – وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك، ولا ترتاب بهذا الامر.
فأرسل إليه أبو سهل “رضي الله عنه” يقول له: إني أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن، ولي منهن عدة أتحظاهن والشيب يبعدني عنهن [ويبغضني إليهن] وأحتاج أن أخضبه في كل جمعة، وأتحمل منه مشقة شديدة لاستر عنهن ذلك، وإلا انكشف أمري عندهن، فصار القرب بعدا والوصال هجرا، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته، وتجعل لحيتي سوداء، فإني طوع يديك، وصائر إليك، وقائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة.
فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه، وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا، ولم يرسل إليه رسولا، وصيره أبو سهل رضي الله عنه أحدوثة وضحكة ويطنز به عند كل أحد ، وشهر أمره عند الصغير والكبير، وكان هذا الفعل سببا لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه.). (الغيبة للطوسي ج١ ص٤٢٢).
العارف البصير لا تنطلي عليه خداع المدعين وزيف اقوالهم، وكذا الحال في زماننا هذا فيوجد اليماني ويوجد الصرخي ويوجد غير ممن يدعون الإمامة او يدعون الاتصال بالإمام ونقل الاوامر عنه.
- المعرفة زاد الانتظار
لا يكتفي للمنتظر ان يضع يد على يد ويجلس فقط، بل عليه إضافة لمعرفة احوال امامه شيئا مهم وهو مطلب وغاية الإمام، ألا وهو معرفة امور دينه من صلاته وصيامه وتعاليم الدين الحنيف، وتدبر القرآن الكريم ومعرفة روايات اهل البيت، عليهم السلام، وإلا فكيف للجاهل ان يرقى الدرجات العلى لدى امام زمانه وهو جاهل بتعاليم الدين من فرائضه وسننه.
- المعرفة تؤدي الى الغاية
البعض ينشغل بكيف يرى الإمام وان رآه كيف يتقين من انه هو وما صفاته وتراه ينشغل وينغمس في هذا الانشغال بحثاً عن طرق لقاء الإمام
لكن السؤال لو لقي الإمام فماذا يقول له؟
ولو ان الإمام بادر وسأله عن صلاته كيف يؤديها؟
و عن الحقوق الشرعية من الزكاة والخمس هل يخرجهن؟
و عن اخلاقه في مجتمعه وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل يقوم به بأتم وجه؟ ام ماذا؟
نعم؛ لا مشكلة من ان يتشوق المؤمن للقاء امامه ولكن الاولى في عصر الغيبة ان نعرف ما يريد منا الإمام فننشغل بأدائه فبذلك ندخل السرور على قلبه وكما معروف القصة المشهورة التي يرويها السيد صادق الشيرازي في احدى محاضراته حيث قال: “ذكروا أن جمعاً من طلاب العلوم الدينية حاولوا وبجدّ أن يوفّقوا للتشرّف بلقاء مولانا اﻹمام.
فسألوا هذا وذاك عن الطريق إلى ذلك، وعملوا الكثير من اﻷعمال، فلم يوفّقوا. وذات يوم جاءهم خبر أن اﻹمام سوف يكون موجوداً في صحن اﻹمام الحسين، في اليوم الفلاني، فجاءوا إلى كربلاء المقدّسة في ذلك اليوم ولم يكن فيه مناسبة خاصة، ودخلوا الصحن الشريف، وكانت أعداد قليلة من الناس في الصحن الشريف، وبينما هم يبحثون عمّن يجدون فيه سيماء خاص، رأوا شاباً جالساً في جانب من الصحن الشريف وأمامه (بسطة) عرض عليها للبيع مفاتيح بلا أقفال، وأقفال بلا مفاتيح، وأقفال معها مفاتيحها، حيث كان هذا اﻷمر سائداً ذلك الوقت في العراق.
⭐ البعض ينشغل بكيف يرى الإمام وان رآه كيف يتقين من انه هو وما صفاته وتراه ينشغل وينغمس في هذا الانشغال بحثاً عن طرق لقاء الإمام، لكن السؤال لو لقي الإمام فماذا يقول له؟
فجاء رجل وقال للشاب: عندي قفل ليس له مفتاح، فأرجو أن تشتريه منّي بسعر مناسب ﻷني لدي أيتام وأريد أن أشتري بمبلغه مقداراً من الحنطة والشعير لهم. فبحث الشاب في المفاتيح التي كانت عنده فوجد للقفل مفتاحاً، وقال للرجل: إن قيمة القفل الذي عندك فلس واحد، وقيمة هذا المفتاح الذي عندي أيضاً فلس واحد، وأما قيمة كليهما معاً فهي خمسة فلوس، لذلك سأبيعك المفتاح بالدَين بفلس واحد ثم أشتريهما (أي القفل والمفتاح) منك بخمسة فلوس، وبما أنّي أدنتك فلساً واحداً وهو سعر المفتاح أعطيك أربعة فلوس. فقبل الرجل وتم البيع الشراء. فالرجل قد حصل على أربعة فلوس بدلاً من فلس واحد.
هذا التعامل من ذلك الشاب الكاسب استوقف أولئك الطلاب، وكان شخص جالس عند ذلك الكاسب الشاب فقام وجاء نحوهم وقال لهم: كونوا كهذا الشاب (وأشار إلى ذلك الكاسب الشاب) حتى يزوركم اﻹمام بنفسه، وذهب عنهم. فتساؤلوا بينهم: من كان هذا الشخص؟ فقال أحدهم: لعلّه اﻹمام؟ فركضوا وراءه يبحثون عنه، فلم يجدوه.
وعقّب سماحته: إن ذلك الشاب الذي كان يبيع المفاتيح واﻷقفال هو الشيخ اﻷنصاري، حيث كان في بداية دراسته وكان يقوم بتلك الحرفة عدة ساعات في اليوم ليحصل على ما يستطيع به إمرار معاشه*.
- رعاية الإمام لشيعته
ونختم بهذه القصة الجميلة التي تبين مدى لطف الإمام ورعايته واهتمامه بشيعته.
فكيف يكون حاضر لهم في الشدائد وعند الازمات وفي الاوقات التي يحيط بهم العدوا الناصب بكل جانب ما يلبثوا إلا وفرج الله قد اتى وفرج كربتهم وحل ازمتهم وحقن دمائهم، فما اروع هذا الإمام الهمام الذي لا يرتاح ولا يغفل عن شيعته ومواليه فيكون حاضراً لنصرتهم في وقت حاجتهم بعد استغاثتهم به فيأتي وينقذهم كما ينقذ الغريق من امواج البحر المتلاطمة.
- قصة الرمانة
روى العلامة المجلسي في بحار الانوار هذه القصة الجميلة عن رعاية صاحب الزمان لشيعته فقال:
أخبرني بعض من أثق به يرويه عمن يثق به و يطريه أنه قال: (لما كان بلدة البحرين تحت ولاية الأفرنج جعلوا واليها رجلا من المسلمين ليكون أدعى إلى تعميرها و أصلح بحال أهلها و كان هذا الوالي من النواصب و له وزير أشد نصبا منه يظهر العداوة لأهل البحرين لحبهم لأهل البيت، و يحتال في إهلاكهم و إضرارهم بكل حيلة.
فلما كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي و بيده رمانة فأعطاها الوالي فإذا كان مكتوبا عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر و عمر و عثمان و علي خلفاء رسول الله فتأمل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن يكون من صناعة بشر فتعجب من ذلك و قال للوزير هذه آية بينة و حجة قوية على إبطال مذهب الرافضة فما رأيك في أهل البحرين.
فقال له أصلحك الله إن هؤلاء جماعة متعصبون ينكرون البراهين و ينبغي لك أن تحضرهم و تريهم هذه الرمانة فإن قبلوا و رجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك و إن أبوا إلا المقام على ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث إما أن يؤدوا الجزية و هم صاغرون أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البينة التي لا محيص لهم عنها أو تقتل رجالهم و تسبي نساءهم و أولادهم و تأخذ بالغنيمة أموالهم.
فاستحسن الوالي رأيه و أرسل إلى العلماء و الأفاضل الأخيار و النجباء و السادة الأبرار من أهل البحرين و أحضرهم و أراهم الرمانة و أخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف من القتل و الأسر و أخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفار فتحيروا في أمرها و لم يقدروا على جواب و تغيرت وجوههم و ارتعدت فرائصهم.
فقال كبراؤهم أمهلنا أيها الأمير ثلاثة أيام لعلنا نأتيك بجواب ترتضيه و إلا فاحكم فينا ما شئت فأمهلهم فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحيرين، فاجتمعوا في مجلس و أجالوا الرأي في ذلك فاتفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين و زهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لأحدهم اخرج الليلة إلى الصحراء و اعبد الله فيها و استغث بإمام زماننا و حجة الله علينا لعله يبين لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء.
فخرج و بات طول ليلته متعبدا خاشعا داعيا باكيا يدعو الله و يستغيث بالإمام(ع)حتى أصبح و لم ير شيئا فأتاهم و أخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع كصاحبه و لم يأتهم بخبر فازداد قلقهم و جزعهم.
فأحضروا الثالث و كان تقيا فاضلا اسمه محمد بن عيسى فخرج الليلة الثالثة حافيا حاسر الرأس إلى الصحراء و كانت ليلة مظلمة فدعا و بكى و توسل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين و كشف هذه البلية عنهم و استغاث بصاحب الزمان.
فلما كان آخر الليل إذا هو برجل يخاطبه و يقول يا محمد بن عيسى ما لي أراك على هذه الحالة و لماذا خرجت إلى هذه البرية فقال له أيها الرجل دعني فإني خرجت لأمر عظيم و خطب جسيم لا أذكره إلا لإمامي و لا أشكوه إلا إلى من يقدر على كشفه عني.
فقال يا محمد بن عيسى أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك فقال إن كنت هو فأنت تعلم قصتي و لا تحتاج إلى أن أشرحها لك فقال له نعم خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة و ما كتب عليها و ما أوعدكم الأمير به قال فلما سمعت ذلك توجهت إليه و قلت له نعم يا مولاي قد تعلم ما أصابنا و أنت إمامنا و ملاذنا و القادر على كشفه عنا.
فقال، صلوات اللّه عليه، يا محمد بن عيسى إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئا من الطين على هيئة الرمانة و جعلها نصفين و كتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة و شدهما عليها و هي صغيرة فأثر فيها و صارت هكذا.
فإذا مضيتم غدا إلى الوالي فقل له جئتك بالجواب و لكني لا أبديه إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك ترى فيها غرفة فقل للوالي لا أجيبك
إلا في تلك الغرفة و سيأبى الوزير عن ذلك و أنت بالغ في ذلك و لا ترض إلا بصعودها فإذا صعد فاصعد معه و لا تتركه وحده يتقدم عليك فإذا دخلت الغرفة رأيت كوة فيها كيس أبيض فانهض إليه و خذه فترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها أمام الوالي و ضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال.
و أيضا يا محمد بن عيسى قل للوالي إن لنا معجزة أخرى و هي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد و الدخان و إن أردت صحة ذلك فأمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الرماد و الدخان على وجهه و لحيته.
فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الإمام فرح فرحا شديدا و قبّل بين يدي الإمام (صلوات اللّه عليه) و انصرف إلى أهله بالبشارة و السرور.
فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كل ما أمره الإمام و ظهر كل ما أخبره فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى و قال له من أخبرك بهذا فقال إمام زماننا و حجة الله علينا فقال و من إمامكم فأخبره بالأئمة واحدا بعد واحد إلى أن انتهى صاحب الأمر (صلوات اللّه عليهم).
فقال الوالي مدَّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أن الخليفة بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي، عليه السلام، ثم أقر بالأئمة إلى آخرهم، عليهم السلام، و حسن إيمانه و أمر بقتل الوزير و اعتذر إلى أهل البحرين و أحسن إليهم و أكرمهم.
قال و هذه القصة مشهورة عند أهل البحرين و قبر محمد بن عيسى عندهم معروف يزوره الناس”. (بحار الأنوار، ج،٥٢ ص ١٧٨).
وهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وعجل في فرج مولانا صاحب الزمان، عجل الله ـ تعالى ـ فرجه، ليملأ الدنيا من نوره ويطرد الظلم والظلام وينشر دين جده المصطفى الأحمد.
- من كلمة لسماحة السيد صادق الشيرازي بجمع من طلاب الحوزة العلمية بالنجف الأشرف بتاريخ 10 شعبان 1430هـ.