الهدى – وكالات ..
مع تصاعد الأزمة الاقتصادية في البلاد والتراجع في قيمة الجنيه وارتفاع الأسعار بوتيرة متزايدة، دعا المعهد القومي للتغذية المصريين لتناول أرجل الدواجن نظرا لقيمتها الغذائية العالية، بحسب وصفه.
وأثار بيان المعهد الحكومي غضبا واسعا وسخرية بين نشطاء مواقع التواصل من المصريين، واعتبره البعض مؤشرا خطيرا على تردي الأوضاع الاقتصادية.
ودعا المنشور المصريين إلى إعادة النظر في تناول أقدام الدجاج، المتوافرة بأسعار رخيصة، وأنها بديل غذائي غني بالبروتين وموفر للميزانية.
ويأتي ذلك مع استمرار أزمة ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بسبب عدم توفر الدولار لاستيراد أعلاف الدواجن، فضلا عن قرارات أصدرتها الحكومة مؤخرا لتنظيم عمليات الاستيراد.
يقول بائع الدجاج في منطقة الجيزة “شحتة” إن مختلف الطبقات الاجتماعية توصيه بحجز بقايا الدجاجات المذبوحة عنده، لكنه “يستطيع تمييزهم من هيئاتهم، ليفرز من يريدها طعاما لنفسه، أو طعاما لكلابه وقططه التي يربيها عنده”.
ويضيف شحتة متحدثا: “أنتقي الأرجل المكتنزة لأبيعها لمن يريدها طعاما لنفسه وعياله، هؤلاء أولى بالأرجل المفيدة من الكلاب والقطط”.
ويبيع شحتة الكيلوغرام الواحد بنحو 20 جنيها (الدولار = 24.75 جنيها رسميا)، إذ تضاعف سعرها مرتفعا من 10 جنيهات للكيلوغرام قبل أسابيع، بعد أزمة الدواجن الأخيرة، معربا عن توقعاته بارتفاع سعرها مجددا مع الحديث عن فوائدها الغذائية.
وشدد منشور معهد التغذية على أن أرجل الدجاج غنية بالكولاجين الضروري لتجديد خلايا البشرة وتأخير علامات الشيخوخة والحفاظ على صحة الشعر والأظافر، ومنح الغضاريف المرونة التي تساعد المفاصل المتصلة بها على الحركة مما يساعد على تخفيف آلام المفاصل.
وذكر المعهد أن أرجل الدجاج تحتوي على 18.5 ميكروغرامًا من السيلينيوم، و158 ميلغرامًا من الفوسفور، يعني 34%، و23% من الكمية الموصى بتناولها يوميا”.
واعربت ياسمين رمضان، وهي ربة منزل على المعاش، عن تخوفها من أن تشح أرجل الدواجن قريبا بعد ما قرأته من توصيات خبراء تغذية بأنها مفيدة، حيث يمكن أن يتزاحم عليها الجميع، خاصة مع انعدام وفرة الدجاج نفسها وارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، إذ تخطى سعر الدجاجة الواحدة زنة كيلوغرام الـ100 جنيه.
وتربي ياسمين عدة قطط وكلبا، كانت تشتري لإطعامهم أرجل الدجاج وبقاياها من البائع، ثم كفت عن ذلك بعد ما سببته أرجل الدواجن للقطط من مشاكل في الجهاز الهضمي، كما تقول.
وأوضحت، في حديثها، أن الحديث عن فوائد أرجل الدجاج فضلا عن كونه غير صحيح، فهو أيضا ينطوي على قدر من الاستفزاز كونه يأتي في توقيت يعاني فيه الجميع بمختلف طبقاتهم، بحسب وصفها.
ورأت أن كتابة منشور المعهد جاء بطريقة تحث كل فئة بحسب اهتماماتها على شراء أرجل الدجاج، وخاصة السيدات والفتيات، بالإشارة إلى الكولاجين المفيد للبشرة، غير أن للمنشور جانبا إيجابيا رغم كل شيء، فقد نبه آلاف المصريين إلى أن هناك ملايين يعيشون معهم لا مصدر للبروتين لهم سوى طعام كلابهم وقططهم.
واستدعى مغردون ذكريات أيام كانوا يقفون فيها في طوابير الجمعيات التعاونية لشراء الدجاج، فيما ذهب آخرون لمدى زمني أبعد حين منع الرئيس السابق أنور السادات بيع اللحوم الحمراء حفاظا على الثروة الحيوانية، ما تسبب في لجوء المصريين للحوم البيضاء والأسماك فارتفعت أسعارها بشكل كبير.
وفندت استشارية تغذية بمستشفيات القصر العيني بالقاهرة ـ رفضت الإشارة لاسمهاـ ما ذكر عن فوائد أرجل الدجاج الغذائية، مؤكدة أن قيمتها الغذائية قليلة، ولا يوجد بحث علمي رصين يثبت أن لها أي أثر إيجابي على الصحة، سواء بتحسين صحة الشعر أو المفاصل أو البشرة”.