لي جدة كبيرة في السن اوهنها المرض واتعبتها الحياة الريفية، وتتالت عليها المصائب وفقد الاحبة كمعظم النساء العراقيات فتحولت إزاء كل هذا الى اشبه بآلة صوت تأن ليلاً ونهاراً لسبب او دون سبب، فما إن ترى احد من عائلتها بقربها حتى طلبت منه ان يأخذها الى المحل الصحي القريب منهم في تلك القرية.
وبالفعل بعد الالحاح الكبير تنقل لتُعطى علاجا بسيطا جداً يعطى لاي شخص كمسكن او يمكن جلبه من اية صيدلية وبدون ورقة من طبيب، بعد هذه العملية، تسأل عن صحتها تجيب بارتياح انها اصبحت افضل من قبل، انا شخصياً كنت اتعاطف معها كونها امرأة مسنة وهي بحاجة الى الرعاية والعلاج، لكن الساكنين معها لم يكترثوا لأنينها لكونهم يعرفون ما يحصل في كل مرة وهو الذي فسرته فيما بعد بهوس العلاج او هوس طلب التداوي او هوس المرض.
⭐ في بعض الحالات يتحول الأمر إلى أكثر من هاجس طبيعي ومؤقت، فهناك فئة ليست بالقليلة تعاني من الافراط في التفكير والتشكيك بأنفسهم بأنهم مرضى بسبب او من دون سبب
في الوقت الذي نؤكد فيه على ان زيارة الانسان للمريض ان أحسَّ بشيء ما غير عادي من شأنه ان ينال من صحته، ومع كونه يتكرر بشكل دوري منظم للاطمئنان على الصحة بل هو امر ينم عن وعي من يقوم به، ونحن في مقالنا هذا ندعو الجميع الى الاهتمام بالجانب الصحي، واجراء فحوصات دورية بين الحين والآخر للكشف المبكر لاي عارض يمكن ان تتدهور عبره صحتنا الجسمانية.
لكن في بعض الحالات يتحول الأمر إلى أكثر من هاجس طبيعي ومؤقت، فهناك فئة ليست بالقليلة تعاني من الافراط في التفكير والتشكيك بأنفسهم بأنهم مرضى بسبب او من دون سبب، فحتى وان كان ما يشعرون به من آلام بسيطة فانهم يفضلون زيارة الطبيب، وهذا ما اوصلهم لدرجة الجنون والهوس بالأمراض وأنواعها ومضاعفاتها.
- مفاد هذا الهوس:
هذا الهوس يعني ان يبقى الانسان في شك دائم او رغبة دائمة لتحقيق امر معين وهو المرض هو شك الفرد بكونه مريض ويحتاج الى الذهاب الى المستشفى، او الاتيان بعلاج من الصيدلية على اقل تقدير، لتصوره انه مرضه ان بقي من دون علاج سيتطور ويؤول الى مضاعفات خطيرة مما يجعله دائم البحث عن الاطمئنان على نفسه، لكن منحاه السلبي يؤدي الى امراض تؤذيه نفسياً ومادياً وتتعب من حوله ايضاً.
- من الذي يعاني اكثر منه المرأة ام الرجل؟
هناك دراسة تؤكد ان: “هوس الكثير من النساء بالذهاب إلى الطبيب اكثر من الرجال، إذ تجد أن المرأة المتزوجة خاصة تصر على الذهاب إلى الطبيب رغم أنها لا تعاني من شيء، عكس الرجل الذي لا يهتم بصحته بالقدر الكافي، فهو أكثر عزوفا عن مواجهة المشكلات الصحية حيث لا يهتم بغذائه وصحته ونادراً ما يزور الطبيب، إذا لم يكن مصابا بمرض ما يتوجب علاجه، على خلاف المرأة تماما فعندما تشعر المرأة بألم في منطقة ما من جسدها حتى لو كان خفيفاً وسرعان ما يزول، لا تطمئن ويهنأ لها بال حتى تزور الطبيب لتتأكد من سلامتها”.
⭐ هناك دراسة تؤكد ان: “هوس الكثير من النساء بالذهاب إلى الطبيب اكثر من الرجال، إذ تجد أن المرأة المتزوجة خاصة تصر على الذهاب إلى الطبيب رغم أنها لا تعاني من شيء
هذا النوع من الهوس يصيب الناس الذين لديهم اوقات فراغ كثيرة سيما بعد ان يصبحون في سن التقاعد، وقد شاع بين الناس ان اكثر الموظفين بعد التقاعد تظهر عليهم الكثير من الامراض هذا في الصورة العامة لكن المختصين يرون انه في الكثير من الحالات مجرد هوس وليس امراضاً حقيقة.
من تأثيرات هوس الادوية هو انه يتناول كميات من الادوية تؤدي الى نتائج سلبية وتضر بصحته، فهو نتيجة لهذا الهوس غالباً لا يكمل دورة دوائية حتى ليأتي بدورة علاجات اخرى من طبيب آخر بداعي ان العلاج السابق لم يكن نافعاً، فلا هو يعي ان العلاج لابد ان يأخذ الوقت الكافي ليخف المرض تدريجيا فليس في ليلة وضحاها يحصل الشفاء التام، ولا بعض الاطباء ينصحون المرضى بأن ما تم تناوله من العلاج كافٍ لاكتساب الشفاء العام.
في الختام نقول: اننا البشر بحاجة دائمة الى درجة من الشك تبقينا على ترقب كبير ومراقبة لصحتنا بصورة عامة، لنحمي انفسنا من الامراض التي تحيط بنا رغم ان ذلك ليس بكافي لكنه جزء من وقاية يتعين علينا القيام بها وهذا امر غاية في الاهمية والاهم هو ان لا نصل الى مستويات عالية من الشك التي توصلنا الى الهوس الذي ليس له شفاء وما يمكن ان يخفف منه هو العلاج المعرفي السلوكي فقط.