يدور الكلام دوماً عن اهمية وجود دور للمرأة في المجتمع، نحن هنا لا نناقش هذا الدور وابعاده بل نناقش هيأة المراة التي تكون فيها فعلا صاحبة دور وليس اداة لجذب الإنتباه والاثارة
بطبيعة الحال ومن الواضحات بأن المراة هي مخلوق جميل باعث للأنس والراحة، ولكن في نفس الوقت هي مخلوق قد وضع الله فيه صفات تستقطب الرجل من اجل التكاثر للحفاظ على الجنس البشري.
هذه الصفات الجسمانية هي عنصر جذب للرجل، فإبرازها يجسد الصفة الانثوية المغرية التي تكون مقدمة لعملية التكاثر ثم الانجاب، واستمرار الوجود البشري واخفاءها يجعل من المرأة انسان تشترك مع الرجل في صفات الإنسان.
لذا جاءت الاديان التي خُتمتْ بالإسلام؛ الدين الشامل الجامع الذي نظم العلاقة بين الرجل والمرأة، ورفعها عن عشوائية الحيوان، فجعل التكاثر محصوراً برابطة الزواج والعائلة، وجعل الفصل بين كيان المراة كأنثى وكيانها كإنسان عبر الحجاب.
- هل الحجاب هو الذي يحجب الآخرين عن صفات المرأة الانثوية؟
يجب ان تكون المطالبة واضحة بدور المرأة في المجتمع، فما هو ذلك الدور؟ وما هو المقصود منه؟
اذا كان دور الإنسان الذي يقوم به الرجل من تعلّم، وعمل فهو إنما من صفته كإنسان، ولا يجب ان تكون المرأة متواجدة في تلك الميادين بصفتها الإنسانية التي لا سبيل لاظهارها غير الحجاب، أما ان تكون متواجدة بصفتها الانثوية، بل الاصرار على إظهارها عبر مختلف الوسائل؛ من ثياب مجسدة للصفات الجسمانية، ومساحيق تجميل، وعطور مثيرة، فهذا يعني ان المرأة لم تختر ان يكون لها دور انساني في المجتمع، وانما اختارت ان تكون انثى طاغية بصفاتها، مستجديةً لنظرات الرجل ونواياه الحيوانية العشوائية.
وكما أن اطلاق رصاصة في الهواء يحتمل سقوطها في رأس الآخر فتقتله، هذا هو معنى الفعل الذي لا يعني بأن كل من فعله يريد قتل الآخر بالضرورة! لذا فالكلام هنا لا يدخل في إطار النوايا، ولا يفرض بأن كل من تسلك الخيار الاول هي ملاك، و الخيار الثاني هي متقصدة لما تعني وهذا شأن داخلي، بل محور الكلام في معاني السلوك الظاهرية وغايته.