في معرض حديثي، وحين انسى شيئا كان يجب ان اتذكره، أقول مازحة وبضحكة بريئة(يمكن زهايمر لان نسياني مو طبيعي)، هذا الكلام اعتدت عليه كلما نسيت، وكأنه نوع من أنواع التعبير عن الاعتذار والتبرير، لكني توقفت عن ذكره، حين علمت بشاعة تلك الكلمة، ومدى صعوبة الإصابة بذلك المرض القاسي الزهايمر او كما يعرف بالخرف.
📌 الزهايمر من الأمراض المنتشرة لدى كبار السن، وهو مرض خطير يصيب الجهاز العصبي ويتلف أنسجته، ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم
لقد أصيب والدي بذلك المرض البشع، فبدأت اتعرف على حقيقته المرّة، وماذا يمكن ان يفعله بالإنسان، مرض ليس بعادي ابدا، تخيلته وكانه وحش مفترس يقتات على الذكريات الجميلة ويمحوها من العقل.
اشعرني ذلك برعب كبير وحزن عميق، وانا اجد نفسي اجيب والدي على نفس السؤال الذي يكرره اكثر من 10مرات، تدهورت صحته، وكان الوضع غريبا لدى عائلتي جميعها، بدأ ابي ينسى أمورا كثيرة، نسي كيف يشغل التلفاز، وكيف يستخدم هاتفه الخلوي، وخشيت ان ينسى من انا.
في بداية الامر كان البكاء سيد الموقف، لكن في الوقت ذاته فتح امامي بابا لاستكشافه ومعرفة ماهو هذا المرض؟ وما هي أسبابه؟ وهل يمكن الوقاية منه؟ وكيف يجب ان نتعامل مع من أصيب به؟
- اذن ما هو الزهايمر؟
الزهايمر من الأمراض المنتشرة لدى كبار السن، وهو مرض خطير يصيب الجهاز العصبي ويتلف أنسجته، ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض، فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالة من حالات الجنون المؤقت، اما اذا وصل المرض الى مراحل متقدمة، سيتسبب بنسيان اغلب الوظائف الحيوية كالتنفس ومضغ الطعام وبلعه وغيرها ما يؤدي الى الموت.
- ما هي أسبابه؟
يرى بعض المختصين أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذا المرض، كالتقدم بالسن، حيث يصيب حوالي 50% ممن تعدت أعمارهم الـ85عاماً.
ويرجع ذلك إلى ترسّب بعض البروتينات النشوية في الخلايا العصبية التي تكوّن مركز الذاكرة بالتزامن مع تقدم العمر، فينتج عن ذلك حدوث خلل في وظائف تلك الخلايا.
وهناك أيضا الأسباب الوراثية، وارتفاع الكولسترول أو ضغط الدم، كما ان تعرض الأشخاص الى ضربات بالراس تضاعف احتمالية حدوث المرض بشكل كبير، كما هو الحال مع لاعبي رياضة الملاكمة.
- هل يمكن الوقاية منه؟
هناك عدة أشياء قد تقي او تؤخر الى حد ما من الإصابة بمرض الزهايمر، وهي:
1-الحفاظ على الحركة وممارسة الرياضة بانتظام، لانها تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، فتساعد في تغذية نمو الخلايا الجديدة، والتي تعد ضرورية لتحسين وظيفة الذاكرة أو الحفاظ عليها.
2-تفادي الضغط العصبي والنفسي.
3-الحفاظ على التغذية الصحية، فالغذاء الذي يحتوي على فيتامين c (مثل الخضروات) وأوميغا 3 (مثل السمك) يساعد في الحفاظ على صحة المخ، كما أن الأمراض المترتبة على السمنة، مثل مرض السكري، تزيد من فرص الإصابة بالزهايمر.
4- استعمال القدرات الذهنية في الحياة اليومية، وزيادة مستوى التعليم واستمراره.
- كيف يجب ان نتعامل مع من أصيب به؟
علينا ان نعلم ان التغيُّرات في الدماغ المصاحبة لمرض الزهايمر، لها التأثير على الحالة المزاجية والسلوك وقد تتضمن عدة مشاكل منها:
الاكتئاب، اللامبالاة، الانسحاب الاجتماعي، التقلُّبات المزاجية، فقدان الثقة بالآخرين، العدوانية، تغييرات في عادات النوم، فقدان القدرة على التحكُّم في النفَس، الأوهام، مثل الاعتقاد بأن شيئًا ما قد سُرِق.
📌الحفاظ على التغذية الصحية، فالغذاء الذي يحتوي على فيتامين c (مثل الخضروات) وأوميغا 3 (مثل السمك) يساعد في الحفاظ على صحة المخ
لذا فإن التعامل مع مريض الزهايمر، يعد من الأمور الصعبة التي قد تواجه عائلته او من يعتني به، ولكن يمكن اتباع بعض الطرق التي تساعد على التعامل معه بشكل أفضل ومنها:
1- وضع روتين يومي خاص بالمريض، بالتركيز على بعض الامور التي يحبها المريض مثل الهوايات والأنشطة التي كان يقوم بها قبل إصابته بالمرض.
2-وضع أوقات محددة للنوم والاستيقاظ، لتقليل المشاكل في هذا الجانب.
3-السماح له بالقيام ببعض الأنشطة البسيطة للشعور بأهميته، وتشجيعه وعدم إخباره أن ما يقوم به خطأ، وأعطاه قسط من الراحة اثناء العمل، كونه يحتاج لوقت أطول للقيام ببعض المهام البسيطة.
4- محاولة تبسيط الكلام، وعدم التحدث بأكثر من فكرة في الوقت الواحد.
5-اشعاره بالطمأنينة بشكل مستمر، وان الجميع موجود لمساعدته في أي وقت.
6-الابتعاد عن الجدال مع المريض قدر الإمكان.
7-إخفاء أية مشاعر استياء من المريض والتعامل معه بصبر.
8-الحرص على استخدام نبرة صوت هادئة ولطيفة.
9-التقليل من الضوضاء والصوت المزعج؛ لمنح المريض القدر الكافي من التركيز.
وعلينا ان نعلم انه إلى الآن لم يتم اكتشاف أيّ أدويةٍ تساعد في علاج الزهايمر، وإنّما كلّ ما يُعطى للمريض يكون للتخفيف من الأعراض وعدم تطوّر بعضها.
فلا يستهين احدكم بهذا المرض الخطير، ويبادر بشكل جدي الى اجراء الفحوصات الدورية لدى الطبيب المختص، بمجرد الشعور بحدوث تغيير في الذاكرة، لتحديد ما إذا كان سبب قصور الذاكرة يعود لأمراض أخرى مثل الاكتئاب أو أمراض الدورة الدموية او أورام المخ، ليتم اتخاذ الاجراء اللازم للسيطرة على تلك الامراض، عافانا الله واياكم منها.