نفاجأ بين الفينة والأخرى بمظاهر تلفت انظارنا اليها بشكل مستهجن، تثير في دواخلنا الاستغراب والكثير من الأسئلة حولها، ومنها قيادة الأطفال والاحداث لمختلف العجلات سواء السيارات الصغيرة والكبيرة او الدراجات النارية.
ولعلنا نتساءل؛ كيف تمكن هذا الصغير من الحصول على اذن ذويه لقيادة العجلة في الشوارع المزدحمة دون ان يفكروا بما قد يواجه من مصاعب الطريق الكثيرة وحوادثه المروعة؟
إن قيادة السيارة من المهارات الصعبة والخطرة التي تحتاج الى تركيز وتدريب لاتقانها بشكل كامل، وتعد اغراءً كبيراً يتعرض له الأطفال في مختلف مراحل حياتهم لاسيما منذ سنواتهم الأولى، خصوصا إذا رافقه تشجيع من قبل الآباء الذين يعتقدون انها مغامرة لا بد منها لتعليم الطفل الشجاعة المقترنة بالرجولة.
📌في عمر المراهقة تبدأ نوازع الرغبة في الحصول على مفاتيح السيارة خلسةً لاشباع فضولهم حول قواعد القيادة وكيفيّتها
وفي عمر المراهقة تبدأ نوازع الرغبة في الحصول على مفاتيح السيارة خلسةً لاشباع فضولهم حول قواعد القيادة وكيفيّتها.
فاللجوء الى هذه الطرق لاكتشاف السيارة خاطئ جدا ومتهوّر، لكن اندفاعه في هذا العمر حقيقيّ، ومن الضروري ان ينتبه الأهل له ويقوموا بمساعدته في التعرّف على تفاصيل السيارة وطريقة القيادة، بدلاً من القول انتظر حتى تكبر أكثر.
اذ ليس من الضروري ان يقود الطفل السيارة في بادئ الأمر، لكن معرفته ببعض تفاصيلها أمرٌ ايجابيّ، يكمن ذلك في ادراك مسألة ان تقل حماسته مع الوقت، وأن لا يهتم الى مسألة القيادة حين يتقدّم به العمر.
من هنا لابدّ من القول أن السن المثالية لتعرّف الولد الى تفاصيل عمليّة القيادة قد تتمثّل في مرحلة الطفولة عند بلوغه أربعة سنوات، في حال كان شغوفاً بها.
أما العمر المناسب كي يختبر الولد الصعود الى مقود السيارة للمرّة الأولى، فيستحسن ان تتمثّل في مرحلة المراهقة، عند بلوغه عامه الـ 14، دون ان تكون تلك المحاولة جديّة.
ويفضل ان تكون تجربته الأولى في مكانٍ خاص بعيد من وجود السيارات اوالمارة، او في ساحة خاصة لتعليم اصول القيادة؛ حرصاً على السلامة العامة، واحتراماً للقوانين، لتتوالى المحاولات تباعاً دون ان تؤثّر في الاهتمامات الحياتية الأخرى كالدراسة والهوايات الشخصيّة.
ومن الضروري ان تتم تلك العملية بوجود الأب او احد الخبراء في عالم القيادة، ليطلعونه على اشارات المرور وقوانين السير ويحثونه على احترامها وتوضيح مخاطر تجاهلها.
وفي حال ارتبط سلوكه في القيادة بالتهوّر والتسرّع واللجوء الى الاستعراض السلبي، عندها لا بد من اتخاذ موقفٍ حازم وايقافه فورا، واللجوء الى الحوار كأسلوبٍ بنّاء للوصول الى حلول مرضية.
📌 من المهم تنظيم برامج تعليمية للاطفال من قبل المعنيين في هذا المجال؛ لاشباع فضولهم حول قيادة السيارات وجميع ما يتعلق بها
اما اذا تعذر تحقيق ذلك، هنا لا بد من دعوته الى حضور الندوات الارشادية التي تهدف الى التوعية حول مخاطر القيادة المسرعة، ويجب ان تترافق هذه الخطوات مع اولى مراحل تعلّمه للقيادة، كي يكتسب التفاصيل الايجابية تلقائيّاً، وليس بعد فوات الاوان. اذ ان التلقين النظري الى جانب العمليّ، مهم جدا كونه يسهم في تنشئة سائق يتمتع باخلاق فاضلة.
- اهم الاسباب التي تدفع الاهل الى السماح للطفل بقيادة السيارة؟
1- انها دليل على المحبة الكبيرة وتلبية كل رغباته.
2- افتقاد البديل الذي يلبي طلبات الاسرة وقت الحاجة.
3- السخرية من الطفل او المراهق بأنه ضعيف وجبان فيحاول اثبات وجوده بهكذا افعال خطرة.
4- الفضول غير المشبع بما يتعلق بقيادة السيارة او الدراجة النارية.
5- اجباره على تحمل المسؤولية بأشعاره انه اصبح رجلا يعتمد عليه.
6- تقليد الكبار او اقرانه الذين لا يوجد من يحاسبهم.
- فما هو العلاج الانجع للحد من تلك الظاهرة؟
1-نشر الوعي اللازم من جهات الاختصاص بتلك المخاطر من خلال البروشورات ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتوضيح عواقبها الوخيمة.
2- تفعيل قوانين وعقوبات حازمة ورادعة للآباء الذين يسمحون لأطفالهم بقيادة السيارة دون السن القانوني.
3- تكثيف الدوريات في الطرقات والتفتيش المستمر والمحاسبة دون تهاون.
4- تنظيم برامج تعليمية للاطفال من قبل المعنيين في هذا المجال؛ لاشباع فضولهم حول قيادة السيارات وجميع ما يتعلق بها.
إذ تمثل قيادة الأطفال والمراهقين للسيارات دون سن 18 عاماً، من أخطر السلوكيات في المجتمع، وسواء كان ذلك بموافقة الأهل أو دون علمهم، فإنه يعد دليلاً على عدم الوعي الذي يعاني منه بعضهم.
فمن الممكن جدا أن يفقد السيطرة على السيارة، لتهوره وعدم تقديره نتيجة السرعة، أو رغبته في تقليد أقرانه بعمل حركات بهلوانية مثل «التشحيط»، التي تكون عواقبها وخيمة كالإعاقة الدائمة أو الموت.
اذن الجميع معني بذلك ومطالب بتحمل مسؤولية تفشي تلك الظاهرة، والتي تحتاج الى تكاتف حقيقي وفعّال من قبل كل الاطراف المعنية للتمكن من اجتثاثها اوالسيطرة عليها.