في الوظيفة كما في الحياة بصورة عامة تشبه الى حد بعيد لعبة الشطرنج، فهي لا تحتاج الى جهد عضلي وبدني كبير بل تحتاج ذكاء وحنكة وتعقل في التعامل مع محيط العمل، كما يتطلب الامر دراية بالقوانين والانظمة التي تسير المؤسسة او الدائرة من حيث الجو الاجتماعي السائد وطبيعة العاملين.
في جو العمل عادة ما يصطدم قليلي الخبرة من الموظفين الجدد المتعصبين بمدرائهم وهو ما يحدث شرخاً في العلاقة، يؤثر بالضرورة بالسلب على سير العمل فيقل الانتاج وتتوتر العلاقة، الى ان ينتهي تخلي الموظف عن وظيفته او النقل او فقدان الرغبة في العمل، وبالتالي لا ينتمي للمكان الذي يعمل فيه نفسياً، لذا رأينا من الجيد ان نساهم في مقالنا البسيط هذا في رسم حدود علاقة صحية ومنتجة في الوقت ذاته بين المدير وموظفيه.
📌 في جو العمل عادة ما يصطدم قليلي الخبرة من الموظفين الجدد المتعصبين بمدرائهم وهو ما يحدث شرخاً في العلاقة، يؤثر بالضرورة بالسلب على سير العمل فيقل الانتاج وتتوتر العلاقة
احدهم يقول: “إن علاقة الموظف بمديره أشبه ما تكون بعلاقة الزواج؛ فبعض العلاقات تدفعك قُدماً وبعضها الآخر يخرج أسوأ ما فيك، ويرديك فريسة للفشل والإجهاد”، ومن هذا المنطلق صار لازماً ان تسير الامور برعاية العقل وتحت مظلة الفكر والنباهة والفطنة.
📌 من التعقل والمنطقية ان يعي الموظف ان للعمل خصوصياته ووقته الذي يجب ان لا يستغل في امور جانبية غير المهام الموكلة اليه، على اعتبار ان عليه مسؤولية شرعية وقانونية واخلاقية
عزيز الموظف انت، أود تنبيهك الى امر ربما لم تنتبه اليه وهو انك تقضي قرابة ربع يومك مع مديرك، وهذا الوقت حتماً يتخلّله نقاشات وتبادل اراء وخبرات، وهو ما يحتم ان تكون العلاقة متينة وليست رسمية او معقدة للحصول على رضا وظيفي، وانتماء روحي للمؤسسة وهو يضمن سعادتك التي تجعلك تتطور يوما بعد آخر.
- كيف نتعامل مع مدرائنا؟
لكون الامر يحتاج الى ذكاء كما اسلفنا فأننا نستطيع كسب ود مدراءنا عبر سلوكيات او طرق مهمة اهمهما:
- ان الكثير من المدراء لا يحبذون ان يرون العاملين معهم يتبجحون بأنهم اكثر ثقافة او مهارة، او انهم اعلى منهم مرتبة علمية فهم (المدراء)، وإن لم يصرحوا بذلك لكن الواقع يَشي بأسرارهم ورفضهم التميز او التفوق عليهم، لذا انصح بضرورة الابتعاد عن استعراض الخزين المعرفي والمهاري والاحتفاظ به لحين الحاجة له.
- مما يقوي ارصدت نجاحك في العمل هو فهمك لدوافع مديرك وقراءة افكاره وتوجهاته وتفضيلاته، واهتماماته، وبمعرفة هذه الامور يمكن ان تدخل اليه من اوسع ابوابه، سالكاً اقصر الطرق للتعاون والتفاهم بمجرد عدم تعارضك مع هذه المحددات او المساس بها فأنت في مأمن مادامت هي في مأمن.
- من الضروري البحث او تفسير الدوافع النفسية التي ادت الى سلوكيات المدراء والطرق التي يتصرفون بها، وحين يُعرف الدافع ما وراء السلوك تنتفي الحاجة الى التعقيد او احداث مشكلة، فقد لا يكون الهدف من تصرف هذا المدير أو ذاك الإساءة إليك أو الضغط عليك، وإنما قد يكون تعرض لضغط أكبر هو نفسه، ومن ثم لا سبيل أمامه سوى إثقال كاهلك بالمزيد من المهام، واعتقد ان الذي يمتلكون ثقافة نفسية وخبرات حياتية هم اكثر من ينجح في تفسير الدوافع والتعامل مع صاحبها بحرفية وبدون تهور او عصبية.
- ثم من التعقل والمنطقية ان يعي الموظف ان للعمل خصوصياته ووقته الذي يجب ان لا يستغل في امور جانبية غير المهام الموكلة اليه، على اعتبار ان عليه مسؤولية شرعية وقانونية واخلاقية تفرض عليه انجازه على اتم وجه والابتعاد عن التأخير والمماطلة، او استغلال العلاقة التي تربطه بالمسؤول، وبذا يتجنب الطرفين الاحراج خدمة للمصلحة العامة.
- 5- ومن الافضل ان يكف الموظف عن الشكوى والتذمر من المهام التي يكلف بها، او رفض المهام اصلا بداعي ثقلها وعدم الامكانية لتنفيذها، فالمدير عادة لا يحبذ الرفض للمهام والاجدر بك ان توافق وتعمل بما يناسب امكاناتك وهو في النهاية سيكون راضياً، او انك تنظر إلى كل أمر على أنه تحدٍ جديد، وما عليك سوى الفوز والظفر به.
- يحب المدراء الموظفين الذي ينفذون اعمالهم بوتيرة واحدة مبتعدين عن التأجيل والتسويف اللذان يعتبران من اشكال التقصير الوظيفي، فحين تكون موظفاً ملتزماً بدون ادنى شك انك تحوز ثقة مديرك، وبالتالي ستتغير طريقة تعامله معك وتتصدر قائمة الموظفين الذين يعتمد عليهم.
هذه ابرز النقاط التي يمكن لأي موظف على وجه الارض يحتوي مديره بها ويحسن العلاقة به وانت حر في ان تحتوي مديرك او تجعله ندك.