الامراض الوبائية هي الامراض المعدية ذات الانتشار الواسع مع زيادة في معدلات الاصابة ومعدلات الوفيات في منطقة جغرافية واسعة تسبب خسائر بشرية و اقتصادية، الى جانب آثار سيئة على مؤسسات الدولة المعنية.
انتشار الأوبئة اصبح في تزايد في السنوات الاخيرة لاسباب عديدة منها؛ ازدياد الرحلات السياحية، والانفتاح بين شعوب العالم، والتغيّرات الطارئة على المناخ، وسوء استخدام الارض، و سوء التعامل مع البيئة، مع سلوكيات المجتمع الخاطئة .
وهناك العديد من الامراض ظهرت على مر العصور وسببت في كوارث مثل؛ الكوليرا وطاعون وايبولا وانفلونزا الطيور وجنون البقر وصولا الى كورونا والتي مازال العالم يعاني منها ومازالت أوبئة جديدة تغزونا دون سابق انذار.
📌 ومع ظهورهذه الامراض الوبائية الخطيرة قد تهدد حياة الانسان، سوف تبدأ الكثير من الشائعات التي قد تزيد من مخاوف الناس وقلقها
و بعد المعانات من كورونا وسلالاتها جاءت الحمى النزفية تطرق الابواب معلنة عن وباء جديد ومحأولات للسيطرة عليها، وفي ذات الوقت يعلن جدري القرود عن ظهوره في بعض دول العالم كامريكا واسبانيا، ليحذر ايضا من وباء ودق ناقوس الخطر.
وفي ركب الامراض الوبائية نجد مرض برونا أو ما يسمى بالحصان الحزين يعلن ظهوره في المانيا، ومع استمرار ظهور الامراض وسرعة انتشارها وعدم القدرة على السيطرة عليها وزيادة مخاطرها التي تهدد الحياة وتؤدي الى الموت، سوف تزداد المخأوف والقلق في أوساط المجتمع فيظهر دور اصحاب الاختصاص لتحذير وارشاد الناس وتوعيتهم على كيفية تعامل مع المرض وتجنبه ومدى خطورته، وذلك عن طريق ندوات تثقيفية وبوسترات أو عن طريق الاعلام، أو صفحات التواصل الاجتماعي، أو عن طريق مجموعات مؤثرة في المجتمع مثل رجال الدين أو المثقفين أو اصجاب السلطة .
وفي ظل هذه الاحداث والظروف نجد المجتمع، أو الجمهور الذي نخاطبه منقسم الى مجاميع وهم المعارضين، والمساندين، والمؤيدين، الصامتين، وبهذا الانقسام ومع ظهورهذه الامراض الوبائية الخطيرة قد تهدد حياة الانسان، سوف تبدأ الكثير من الشائعات التي قد تزيد من مخاوف الناس وقلقها، لنجد انفسنا نخاطب مجموعات من المجتمع:
- المجموعة الأولى: المعارضين
يحاولون ان يتربصوا ويعارضوا مع امتلاكهم طاقة عالية هجومية لمحاربة اصحاب الاختصاص، وعملهم تحريض الناس على عدم التصديق حول خطورة المرض، أو عدم خطورته أو هناك لقاح أو علاج وهذا النوع من المجتمع يرفضون التعاون ويتجنبون المساعدة، لذلك يجب تجاهلهم، أما اذا تدخلوا في زيادة مخاوف باقي المجتمع ومحاربه مثل على صفحات المواقع الاجتماعية فيجب مراقبتهم ورد عليهم .
- المجموعه الثانية: المساندين
يحاولون ان يساندون ولكن لايملكون القدرات والامكانيات فنحاول ان نساعدهم لإمكانية تأثيرهم على مجموعات اخرى .
- المجموعه الثالثة: المؤيدين
فهؤلاء لديهم الامكانيات والقدرات وثقة عالية، فنحاول فقط أن ندعمهم وتوفير لهم كل ما يحتاجون من تحضير ندوات، أو دورات أو ظهور اعلامي .
- المجموعه الثالثة: الصامتين
هذه المجموعة لا تريد تصديق أي شيء ويحاولون ان يتجنبوا التحدث عن الامراض، ولا يسمعون لاصحاب الاختصاص، ولكن هذه المجموعة ليس لديهم طاقة للمواجهة، وبالإمكان ان تسمع وتصغي للمجموعه الثالثة .
📌 إن استمرار هذا النوع من المواقف في المجتمع إزاء قضية مثل قضية الأمراض الوبائية الخطيرة، من شأنه أن يكلف المجتمع والدولة ثمناً باهضاً في الحال الحاضر وعلى المدى البعيد
ومثال على ذلك مع ما حدث في كورونا وانقسام المجتمع بين مصدق خطورة المرض وبين مستهين بمرض، وبين مصدق اهمية اللقاح ومعرض للقاح، وبين مشجع وبين من وقف متفرج. إن استمرار هذا النوع من المواقف في المجتمع إزاء قضية مثل قضية الأمراض الوبائية الخطيرة، من شأنه أن يكلف المجتمع والدولة ثمناً باهضاً في الحال الحاضر وعلى المدى البعيد، مما يتطلب تقارب وجهات النظر والالتقاء على نقاط مشتركة ومصيرية تهم حياة الجميع، لاسيما فيما يتعلق بالاجراءات الوقائية الصادرة من الجهات الصحية المختصة، فبقدر الالتزام بالاجراءات والتوصيات، لاسيما المتعلقة بالامراض الوبائية المشتركة بين الانسان والحيوان، يكون بالامكان السيطرة على أي وباء مُعدي مهما كانت خطورته وانتشاره في المحيط الاقليمي والدولي.
احسنتم النشر دكتورة