{وقلْ رَبِّي زدْنِي عِلْماً}
خير جليس في الزمان كتاب، من خلاله نقرأ، ونتعلم، ونتثقف، وننمي مهاراتنا، ونستكشف، وننتج، ونربي.
القِراءةُ حياةٌ؛ حياةٌ تتجدد مع كلِّ كتابٍ، وكل كتاب حياة تُضاف إلى الحياة، فالقارئُ يعيشُ حَيوات لا حياةً واحدةً فقط.وهي مُستقبلٌ، فما ترسمهُ الكَلِماتُ التي نقرأها، قد نعيشه واقعاً في الغد.
وهي مشروعُ كِتابة، فما قَرأناهُ وَنَقرأهُ، قد نكتبه في المستقبل، فالكتابة هي نتيجة للقِراءةِ الواعية بالضرورة.
وأول آية نزلت على الرسول، صلى الله عليه وسلم، هي: {اقرأ بأسم ربك الذي خلق}.
منذ ذلك الزمن البعيد حثنا الله سبحانه وتعالى على القراءة، لأنه من خلالها نسافر إلى آفاق بعيدة ونستكشف العوالم القديمة والجديدة ونقرأ تاريخ أجدادنا والعالم.
عندما نمسك الكتاب في أيدينا فنحن نمسك العديد من العوالم، والكلمات، والأحاسيس، والمشاعر.
لأن القراءة هي مشاعر وأحاسيس دافئة؛ لأن كلماتها فن وذوق تدخل إلى عقل القارئ فتحركه وتعطيه القوة.
إن أردت صديقاً حميماً فاختر الكتاب؛ لأنه يكون معك في وقت فراغك، وفي وقت ضيقك، وفي وقت حزنك، وفي وقت سعادتك، في أي وقت تفتحه تجده معك.
القراءة هواية وموهبة وإحساس جميل، إحساس وكلمات الكاتب المختارة بعناية وأدب؛ لتصل إلى قلبك الكلمات وتداعب كلماته مخيلتك، وتفتح لك آفاق المعرفة والثقافة.
وهي لا تعرف صغيراً، ولا كبيراً، ولا جاهلاً، ولا مثقفاً، ولا فقيراً ولا غنياً، ولا سعيداً ولا حزيناً، الكل سواسية عندها، فلهذا من الضروري أن يقرأ الجميع ويتثقف؛ لأن الأوطان بُنيت بالقراءة، وتحررت مدن، ونمت الشعوب، فكيف وصل العالم إلى هذا المستوى من التطور والإنجاز؟ كيف بنيت الحضارات؟ وكيف نهضت الأمم؟ وكيف أصبح الطبيب طبيباً؟ وأصبح المهندس مهندساً؟ وكيف أصبح العالم عالماً؟ لقد تعبوا وجاهدوا وكافحوا ليصبحوا على ما هم عليه بفضل العلم والمعرفة.
قال النبي الاكرم محمد، صلى الله عليه وآله: “مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ وَ إنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاءِ وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً وَ إنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ”.
- أساسيات القراءة تبدأ من:
اولاً: بأختيار مكان القراءة يكون هادئ وبعيدا عن الضجيج حتى تركز في الكلمات المكتوبة بأحساس مرهف وتبدء في استيعابها.
ثانيا: اختيار الوضعية المناسبة والمريحة للجلوس لجعل القراءة اكثر متعة وفائدة.
ثالثا: اختيار وقت القراءة؛ كأن يكون صباحا أو العصر او قبل النوم.
رابعا: ضع دائما بجانبك كوب من القهوة او العصير او أي شيء ترغب له.
خامسا: اختيار الكتب المناسبة لمدى فهمك واستياعبك، فاذا كنت من مبتدئ القراءة، فأبدأ بقراءة الروايات والقصص القصيرة.
سادسا: احرص على ان تخصص وقتا كل يوم للقراءة، تبدأ من الـ١٥ دقيقة.
سابعا: ضع في جانبك دفتراً لتدون ما اعجبك من اقتباس، حتى تتذكر المعلومات التي تلقيتها.
قم بزيارة المكتبات بين الحين وآلآخر واكتشف كتبا وآفاقا جديدة.
- أهمية القراءة للفرد والمجتمع:
بفتحك كتابا وقراءة كلماته فأنك تذهب الى عوالم مختلفة سوف تبحر في شواطئ الكلمات، وسوف تستمتع ويشد انتباهك لها، فالكاتب يجذبك بأسلوبه فيوسع آفاقك ويتسع تفكيرك فأهمية القراءة تنبع لك في استيعابك للمعلومات وتطور مستقبلك وتضيف لك افكارا ممكن أن تكون اساساً في المستقبل، وايضاً من الممكن ان تكون كاتباً ومؤلفاً للعديد من القصص والروايات وايضًا المقالات.
ومن اهميتها ايضاً أنها تعمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية والأقتصادية للفرد، وتساعده على اكتساب لغات جديدة وثقافة جديدة، وتعمل على تقوية الشخصية وتطويرها، وأيضا بناء جيل واعي ومثقف، يعمل على حماية نفسه ومجتمعه من الجهل والتخلف.
يقول محمد رطيان الأديب والصحفي: “بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك، بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم بإمكانك أن تمتلك آلة زمن وتُسافر إلى كل الأزمنة رغم أن لا وجود لهذه الآلة الخرافية، بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر عبر شيء واحد وهو القراءة، الذي لا يقرأ لا يرى الحياة بشكل جيد.
حلو عاشت ايدج