الإمام الحجة، عجل الله فرجه، غيب من غيب الله، وسر من أسراره المكنونة المخزونة التي أودعها الله في هذا الكون وأتمن هذه الطائفة المحقة عليها، فهي التي تؤمن بشخصه، وتعتقد بإمامته، وتدين بولايته، وتنتظره منذ غيبته الصغرى، وترى أنه الموعود من الله لوراثة الارض، وعمارتها بالصالحات، وانه هو الذي ادخره الله ليحقق رسالة الأنبياء والأوصياء في واقع الحياة، ويقيم دولة الحق والعدل والمساواة وينشر القسط في كل المجتمعات البشرية ولطفه ورحمته بل تشمل كل العوالم المنظورة وغير المنظورة.
كما نعتقد فهو كجده رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، رحمة الله للعالمين، ولذا نحن نحتاج إلى الآيات القرآنية الشريفة التي تتحدث عن الامام بالاشارة لا بالعبارة، ليكون القرآن الكريم هو الحجّة والمعجزة الربانية الدائمة كنص سماوي نوراني .
وبتلك الروايات والأحاديث المتظافرة والكثيرة جدا التي تتحدث عن الامام الحجة، عجل الله فرجه، وتصف زمانه، وشخصه، ورسالته، وكل ما تتطرق اليه ليكون لنا عونا في البحث، وإلا فلا يمكن أن نعرف عنه شي كما نرى الآخرين الذين يتخبطون وكل بما لديهم فرحون وهم في الظلمات والمتاهات يسيرون، حتى خرج الكثير منهم من هذه العقيدة المهدوية بل راحوا يحاربونها كقطعان الوهابية المجرمة وغيرها ممن مافقهوا الإسلام وإن تسموا وراثة به.
ففي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي لم يعرف العلماء والمفسرون معناها منذ أربعة عشر قرنا لأنها تتحدث عن عمق الزمن الاتي، وهم يبحثون عنها في بطن الزمن الماضي، كقوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ}. (سورة القصص، الآية ٦).
فكل من حاول ان يفسر هذه الآية الكريمة لم يفلح إلا اذا كان لديه ثقافة مهدوية حقيقية، لأنها تبقى بلا مصداق، ولا تأويل واقعي في الحياة إلا في مدرسة الولاية لأهل البيت الأطهار، عليه السلام، الذين هم أصحابها ولديهم علمها وتفسيرها وتاويلها، لأنها فيهم نزلت وبالإمام الحجة، عجل الله فرجه، تاولت وفي نهضته المباركة سيكون تفسيرها الحقيقي في الحياة برمتها.
حيث ان الله ـ سبحانه ـ يتحدث عن روح تلك الدولة المنتظرة في آخر الزمان وقائدها الإمام الخاتم من آل محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، الذين يرثون الارض ومن عليها ويقيمون دولة العدل العالمية والحق الكونية بإذن الله ـ تعالى ـ.
وكثير من الآيات القرآنية التي يمكن تأويلها بهذه الدولة لان القرآن الكريم كتاب الله للإنسان وليس للمسلمين فقط، وللعالمين جميعا هاديا وبشيرا ونذيرا وسراجا منيرا، فالقرآن الكريم والعترة الطاهرة هما الثقلان وتجلياتهما بأجلي وأرقى معانيها في هذه الدنيا الكتاب الصامت القرآن، والكتاب الناطق العترة الطاهرة.