اقامت كلية العلوم الاسلامية قسم الدراسات القرانية في جامعة كربلاء، الاحد، حفلا على قاعة السنهوري لتخرج الطالبات في العام الدراسي الحالي.
وشهد الحفل طابعا مميزا لم تألفه حفلات التخرج في جامعاتنا، حيث حمل الحفل طابعا دينيا ابتعد من خلاله عن الصخب والتهريج الذي تشهده الكثير من حفلات التخرج خلال الاونة الاخيرة.
وشارك في حفل التخرج نجل سماحة المرجع المدرسي، سماحة السيد محسن المدرسي، والذي بدوره القى كلمة تطرق من خلالها الى المسؤولية والتغيير، والواجبات الملقاة على الفتيات الخريجات والمرأة بوجه عام.
وقال سماحته في كلمة له، تابعتها مجلة الهدى، ان الواقع الذي نعيشه في بلادنا ليس الواقع المثالي، ونحن كثيرا ما نجلس ونتحدث في مختلف المجالات حول الواقع الحقيقي والمجازي وعن بعض الاشكاليات التي نعيشها في بلداننا.
واضاف سماحته ان الواقع الذي نعيشه في بلداننا كسيارة تباطأت حتى سبقنا الاخرون واصبحنا عنهم متخلفين، والسؤال الحقيقي هو من المسؤول عن التغيير لواقعنا الحالي، مجيبا حول ذلك بالقول ان المسؤولية يتحملها الجميع ولكن هنالك من يكون تركيز الحمل عليه اكثر من غيره، وهم النخبة في المجتمع، وهم المسؤولون عن تغيير واقع الامة الى واقع افضل.
وبين سماحته ان اي عملية تغيير لابد ان تكون نحو الاحسن، لافتا الى ان ذلك يحتاج الى وعي وهو ليس موجود بين جميع الناس، فالفئة التي تمتلك الوعي والفكر تسمى بالصفوة أو النخبة، وكثير ما يتحدث المفكرون في صفات هذه الفئة.
وتابع سماحته ان الحرم الجامعي نظريا هو المسؤول عن تخريج النخبة المثقفة في مجتمعاتنا، وعلى الرغم من انه ليس هو المسؤول وحده ولكن جزء كبير من المسؤولية تقع عليه، وافراده من المفترض نظريا انهم يستطيعون في نهاية المطاف ان يكونوا هذه الطبقة والتي نطلق عليها تسمية (طبقة النخبة) وهي ان صلحت يتوجه المجتمع الى الاتجاه الصحيح، وان فسدت سنكون في الاتجاه الخاطئ.
وخاطب سماحته الطالبات الطالبات المتخرجات بالقول، ان من المشاكل الكبرى التي نعاني منها في مجتمعاتنا عدم اداء المرأة لدورها الصحيح، مبينا حول ذلك اننا اذا اردنا ان ننهض ونغير واقعنا فاننا نحتاج حينها الى جميع الطاقات والى تكانتف الايدي وتكامل الطاقات، وهذا لا يمكن ان يكون ونحن نعطل طاقة نصف المجتمع، فالمرأة نهي نصف المجتمع.
واشار سماحته الى ان الشارع المقدس والفقهاء بينوا ان جميع الواجبات التي فرضها الله على الرجال مفروضة على النساء الا باستثناء الواجبات المرتبطة والتي فيها نص شرعي باستثناء النساء، وهي امور قليلة، مشيرا الى ان المرأة لها دورها ولا بد ان تؤديه.
وانتقد سماحته في معرض حديثه العادات والتقاليد المخالفة للدين والتي وفدت الينا من الخارج، متابعا ان هذه العادات والتقاليد ارادت ان تحول المراة الى سلعة وبضاعة وتقيّمها في جمالها، مستطردا بالقول نحن لسنا بحاجة الى حركات فكرية تطالب بالتحرر وهي فشلت في الخارج ويحاول البعض تطبيقها في بلداننا.
وقال سماحة السيد محسن المدرسي ان دور المرأة في اتجاه الاسرة وتربية الابناء كبير لكنه لا ينحصر في هذا الاتجاه، لافتا الى ان من اسباب تقدم العالم علينا هي اننا نعمل بنصف طاقتنا، اي بالرجال ففقط، والآن آن الاوان لتغيير المعادلة وننهض بواقعنا الى واقع افضل.
وفي ختام حديثه قال سماحته ان هنالك مجموعة من المسؤوليات تقع على عاتق الطالبات المتخرجات ومنها ان تكون لهن في هذه الحياة رسالة يجب ان يفهمنها ويضحين من اجل تطبيقها، كي تحملن المسؤوليات وبناء انفسهن في الاتجاهين الايماني، والعلمي.
من جانبه قال الاستاذ في جامعة كربلاء الدكتور ضرغام كريم، ان هذا الاحتفال يعد احتفال جديد من نوعه في الوسط الاجامعي، حيث غلب الصخب والاستهلال بامور غير جيدة على احتفالات التخرج وهي لا تليق بالمجتمع الجامعي ولا مجتمعنا الاسلامي.
وأضاف كريم “كانت هي محاولة جيدة نحو الطريق الاصوب وهو اقامة حفل تخرج للطالبات بطابع اسلامي يتمثل بخطبة يتقدم بها السيد محسن المدرسي للوعظ والارشاد لتقديم بعض النصائح للطلبة”.
هذا وشهد الحفل ايضا طرح العديد من الاسئلة من قبل الطالبات على سماحة السيد محسن المدرسي، كما شهد توزيع الدروع للطالبات المتميزات من قبل سماحته.