الهدى – قم المقدسة
أكد الدكتور راشد الراشد بأن الإنسانية اليوم تقف أمام أعظم تجربة بشرية أثرت وغيّرت تاريخها.
وقال الدكتور الراشد في كلمة بمناسبة ميلاد نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، في الحفل الذي أقيم بقم المقدّسة في حسينية الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وبحضور جمع من العلماء وفضلاء وطلاب الحوزة العلمية، بأن هذه التجربة العظيمة لا تكمن في حجم إنجازها التاريخي الكبير في الأثر الذي تركته في زمانها فحسب وإنما تنبع عظمتها من قدرة هذه التجربة على الاستمرار في التأثير والتفاعل حتى يومنا هذا.
وأشار إلى أنه من الصعب اليوم رغم مرور أكثر من ١٤ قرناً من حركة نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله الحديث عن هذه التجربة وكأنها مجرد قصة تاريخية تروى أو على أنها مجرد سيرة حدثت في أحدى أيام التاريخ وتقرأ لمجرد استخلاص الدروس والعبر منها، بل هي تجربة مستمرة وتتميز بخاصية التفاعل والتأثير حتى يومنا الراهن، فلا تزال تواصل تأثيراتها في البشرية بشكل واسع وكبير بل إنها أصبحت اليوم تشغل مساحة واسعة من الفكر الإنساني والعالمي.
وأضاف إن الوقوف أمام هذه التجربة العظيمة في تأثيراتها التي تركتها على البشرية في زمانها وفي عظمتها التي تكمن في استمرار وديمومة تأثيراتها على حياتنا البشرية وفي حضارتنا الإنسانية اليوم عادة ما يطرح السؤال عن السر في ذلك،
وكيف استطاع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من خلال هذه التجربة تحقيق هذا الإنجاز العظيم وفي فترة قصيرة زمنية قصيرة لا تتعدى العقدين من الزمن عندما صدح لأول مرة بتبليغ الرسالة.
وبين الدكتور الراشد بأن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ما كان يمكن أن يحقق ذلك لولا التسديد الإلهي وتعاضد مجموعة من العوامل والأسباب الموضوعية التي أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز العظيم في تغيير الحضارة الإنسانية.
وذكر الراشد بأن المهمة الأساسية للرسول والنبي العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله تتلخص في تبليغ الرسالة بما تتضمنه من أحكام وتشريعات سماوية وأخلاقيات عمل من أجل مواجهة عوامل التخلف والانحطاط وإصلاح أحوال الإنسانية التي كانت ترزح تحت أوجاع التخلف والفساد والرذيلة وكل مقومات الإنحطاط الإنساني.
وأكد الدكتور الراشد في نهاية كلمته على ضرورة تصحيح النظرة القاصرة للقدوة والتاسي بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله بحيث يجب أن لا يخرج الواقع من إرادة التصدي لنشر قيم الخير والفضيلة وتحمل مسؤولية مواجهة ومجابهة عوامل الإنحراف والفساد والانحطاط التي تعاني منها مجتمعاتنا البشرية وحضارتنا الإنسانية وجعله ضمن دائرة الاهتمامات القصوى كإهتمامنا بالعبادات والأحكام الشرعية المتصلة بها، وهناك فريضة غائبة في هذا السياق أسمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يجب أن تكون أساساً وقاعدة أنطلاق محورية في تحمل مسؤولية الإصلاح السياسي والاجتماعي.